فقد أشرف هلال بصره بعد ثلاثة أشهرمن ولادته بإحدى قرى دمياط، بسبب ارتفاع شديد فى درجة الحرارة، أثرعلى المخ، وأدى إلى تلف العصب البصرى، وعندما أدرك أشرف حالته قرر أن يتحدى أى عائق يعطله عن طموحه، فالتحق بمدرسة النور للمكفوفين فى دمياط، واستمر فى الدراسة وخرج بتقديرات مقبولة لأنه لا يفضل التعليم الأكاديمى وطريقة برايل فى التدريس والتعلم، ويرى أن هذه الطريقة فى التعلم قديمة ولابد من تطويرها أو توفير بديل تكنولوجى يواكب معه المكفوفون التطورالتكنولوجى. يحكى أشرف تجربته قائلا: «جميع من حولى كانوا يعاملوننى بشكل عادى جدا ولم يشعرونى بأى عجز، وشقيقى الأكبرمنى بأربع سنوات وأسرتى يعاملوننى بعقلية راقية جدا»، وكانت هذه التنشئة الاجتماعية، لها دور كبير فى بناء شخصيتى وكانت ميولى موجهة نحو الكمبيوتر والإلكترونيات «صيانة وتصليح» فتعلمت كيفية التعامل مع الحاسب الآلى، وساندنى شقيقى الأكبر فى حفظ أماكن الأحرف على لوحة المفاتيح والكتابة عليها فى عمر ست سنوات، وأماكن الملفات على الجهاز، وعندما ظهر «الياهو» استطعت أن أنشأ حسابا عليه وأتواصل مع الآخرين من خلاله ،كما تميزت فى عزف الأورج والأكورديون والبيانو وحصلت على دورات مختلفة فى الموسيقى. كانت هناك أعوام فارقة فى حياته قائلا: «تفوقت فى الحاسب الآلى وفى بداية 2013 حصلت على شهادة هندسة صوتية معتمدة من جامعة سوهاج، وشهادة تصميم مواقع بلغة برمجة «Html» من جامعة سوهاج، وحصلت على تدريبات معتمدة من مراكز معتمدة من Microsoft ومن وزارة الاتصالات المصرية. وفى عام 2014، أصبحت أصغركفيف يتحدث عن استخدام الأندرويد للمكفوفين والتقنيات الحديثة فى كلية حاسبات ومعلومات جامعة القاهرة خلال المؤتمرالثانوى الذى تنظمه الكلية كل عام لذوى الإعاقة. وقال: «مع بداية 2015 اتجهت لدراسة علم النفس كدراسة علمية أحلم بها، وكان من الصعب دخول المكفوفين قسم علم النفس فى ذلك الوقت لأسباب كثيرة، منها صعوبة الدراسات الميدانية والمعامل التجريبية، ولكنى واصلت دراستى مع دراسات أخرى تتعلق بالتنمية البشرية والطاقة الحيوية وغيرهما على يد أساتذة كبار، وكان أكثر شخص مؤثرًا فى حياتى على كل المستويات هو « الدكتور أحمد عمارة»، وفى نفس العام كانت خطوتى الأولى فى التحرك بمفردى، والتى قابلها رفض من أسرتى خوفا على، لكنى أقنعتهم وواجهت صعوبات كثيرة تلغبت عليها، ونعمت بالاستقلالية فى تحركاتى بكل مكان بالاستعانة بالعصا البيضاء المخصصة للمكفوفين وتقنيات «Gps» وحصلت فى عام 2017، على شهادة الثانوية العامة بنسبة نجاح %88 وكنت أعتمد على درس خصوصى واحد فقط فى اللغة العربية، وواجهتنى صعوبات فى الالتحاق بقسم علم النفس ،لكنى فى النهاية نجحت فى تحقيق حلمى والتحقت بقسم علم نفس فى كلية الآداب جامعة المنصورة. الدنيا طبيعية مع المكفوفين يقول أشرف: «بفضل ربنا حياتى طبيعية جدا وقادرأتغلب على المشكلات، ومستقل بنفسى وأقدرأعمل أى حاجة فى أى وقت، وتوجد برامج فى الحاسب الآلى والتليفونات المحمول خاصة الناطقة للنصوص على الشاشة تحولها لصوت وحاليا برامج تتعرف على العملات والألوان. «فكرة جديدة» طوع أشرف هلال مهاراته فى الهندسة الصوتية وتصميم المواقع من خلال التعاون مع أربعة من أصدقائه لإنشاء قناة أونلاين منذ خمس سنوات، تهتم بكل ما يخص الكفيف، هدفها نشر الثقافة بين المكفوفين، وفكرتها التعلم عن بعد من خلال تواصل المكفوفين مع محاضرين فى مختلف المجالات وتوفير مادة علمية يستطيع الكفيف الاعتماد عليها والتجاوب مع المحاضر من خلال «أبلكيشن» صوتى للمحادثة عن بعد، وأيضا تبث المحاضرات والمؤتمرات واللقاءات على الهواء. «كفيف دمه خفيف» هو اسم القناة وجاءت فكرتها كما يقول أشرف: «فكرنا ازاى نقدرنعمل شئ مفيد للمكفوفين وفيه فكرة جديدة فعملنا هذه القناة لمساعدة الكفيف وتوفير التواصل بينه وبين الآخرين، ليس بالسماع فقط ،ولكن بالتحدث ومعرفة رد فعله لحظة بلحظة من خلال «أبلكيشن» غرف المحادثات «سكايب»، وساهمت هذه القناة فى توفير المحادثات بين الكفيف والمحاضرين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب توفير كورسات فى مختلف المجالات التعليمية والتثقيفية والصحية والتكنولوجية ووصفات للمرأة فى الجمال والأكل». أضاف: «توسعت إسهامات هذه القناة وتعاونت مع جامعات مختلفة مثل سوهاجودمياط وحققت نجاحات وأصبح لدينا كوادر إعلامية فيها ويتم تنظيم الجدول اليومى، ووصل عدد مشتركى القناة إلى الوطن العربى. واختتم أشرف بقوله: «أنا ممكن أعمل عملية علشان أكون مبصرًا،ولكنى أجلت الخطوة لحد ما أوصل لتحقيق كل ما رسمته فى حياتى». •