فى أهم حدث فني ينتظره بشغف شباب التشكيليين، أخذت لجنة تحكيم صالون الشباب فى دورته ال 29 تحت قيادة قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة العاطل بالباطل في قرارها بحجب جوائز ورفع أعمال بعض الفنانين الشباب المشاركين.. وسرقت فرحة فوزهم فى تعنت واضح استنادا على مفاهيم غير واردة فى بنود لائحة شروط المشاركة !! وفوق ذلك تم ذبح الفنانين الشباب بالتشهير بهم على مواقع السوشيال ميديا وبعض الإصدارات الصحفية واتهامهم بالفساد والتحايل وسوء الأخلاق من خلال بيان نارى أصدرته لجنة التحكيم عقب تلقيها لشكوى ضد هؤلاء الشباب، كما واصلت اللجنة تعنتها رافضة قبول تظلمات صحيحة لبعض هؤلاء الشباب دون النظر بجدية إلى تظلمهم الرسمى الموثق بمستندات رسمية. وكانت البداية أن تم تقديم شكوي ضد بعض الفنانين بمخالفتهم لشروط وأحكام التقديم فى صالون الشباب ال 29 وعدم أحقيتهم فى العرض أو الجوائز، واستندت الشكوى للبند رقم 6 فى لائحة الشروط الذى ينص على: (يحظر على الفنانين المشاركين التقدم بأعمال تم عرضها او تحكيمها فى مسابقات سابقة بما فى ذلك المشاريع الفنية الخاصة بالتخرج أو السنوات الانتقالية بالكليات المتخصصة)، وبناء عليها اتخذت لجنة تحكيم الصالون قرارًا تعسفيًا برفع أعمال المشكو فى حقهم من العرض وحجب الجوائز دون الرجوع إليهم أو حتى التحقيق باستدعائهم والتحدث معهم بأي شكل من أشكال التواصل، خاصة أن الشاكية استندت إلي أدلة مأخوذة من صفحات شخصية بالفنانين بمواقع التواصل الاجتماعي، وما يدعو للحيرة أن الجنة لم تمهل نفسها الوقت الكافى للتحقق بدقة من الشكوى المقدمة، فالشكوى قدمت بتاريخ 25/ 11/ 2018 وتم إصدار بيان اللجنة الأول بعدم أحقية الفنانين بالمشاركة يوم 27/ 11/ 2018 وهو ما وضع اللجنة فى موضوع حرج حول دقة تحكيمهم. وبناء على هذا القرار التعسفى كان من حق بعض الفنانين الدفاع عن أحقيتهم فى العرض وإثبات صحة مشاركتهم فتقدمت الفنانات (نهلة رضا، رشا جوهر، نورا إبراهيم) بطلب تظلم إلي دكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الذى أحاله إلى الأستاذة داليا مصطفي رئيس الإدارة المركزية بقصر الفنون ومنها إلى لجنة التحكيم .. كما حاولوا مرارًا مقابلة د. خال سرور وكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ولكن دون جدوى !!. وجاء فى تظلم الفنانات إن عمل الفنانة «نهلة رضا» الموجود بالصالون لم يعرض من قبل، حيث إن الدليل المرفق فى الشكوى هو صورة لعمل فنى لها مكون من 4 لوحات تم عرضه بمعرض أجندة فى حين أن العمل المعروض فى الصالون هو لعمل آخر مكون من 10 لوحات وهو الذي تم عرضه بالصالون، وأن العمل المكون من 4 أجزاء كان بداية تجربة تعمل عليها الفنانة وتم إكمال تجربتها وإعادة صياغته وتقديمه كعمل متكامل مكون من 10 أجزاء بفكر وشكل مختلف وأبعاد مختلفة، مع العلم أنه لا يوجد بند باستمارة الصالون يمنع إعادة صياغة عمل أو تكرار جزء من عمل سابق ومرفق صورة بالأدلة. أما الفنانة “رشا جوهر” والتى جاء فى الشكوى ضدها أن عملها المعروض بصالون الشباب كانت قد شاركت به من قبل بمعرض منحة التفرغ الذى أقيم بمتحف أحمد شوقي، ولقد أثبتت الفنانة عدم صحة ذلك بخطاب رسمي مختوم بختم النسر من إدارة المنح والتفرغ بوزارة الثقافة يؤكد عدم تقديمها لهذا العمل للحصول علي منحة تفرغ ويؤكد أيضًا عدم عرضه بمعرض المتفرغين وأن الصورة المرفقة من طرف مقدمة الشكوي هي صورة عمل تم اقتناؤه بالفعل لدي الإدارة العامة لمنح التفرغ وأنه ليس هو العمل المعروض بصالون الشباب ومرفق صور بالأدلة وخطاب رسمي من إدارة المنح. وجاء فى الشكوى ضد الفنانة “نورا سليم” أنها قامت بعرض عملها المشارك بصالون الشباب فى معرض لها بأمريكا فى حين أن العمل لم يشارك من قبل فى أية معارض فى مصر أو خارجها، وأن الصورة التى أرفقتها الشاكية لعمل الفنانة نورا هو (مجرد عرض بالبروجيكتور) لعدد من أعمال الفنانة فى عرض لسيرتها الذاتية بهدف التعريف بها وبأعمالها للحاضرين فى أثناء مشاركتها بعمل فني خاص بالجداريات بجامعة أوكسيدنتال بأمريكا، وهو ما قامت بإثباته بخطاب رسمى موثق من جامعة أوكسيدنتال حيث إنه حين إقامتها بأمريكا، وليس عرض العمل كما هو موضح بالشكوي. وبناء على هذا التظلم اجتمعت نفس لجنة الحكم الأولى!! وفى ردها أصرت على أخطائها ووقوفها فى وجه الشباب مؤكدة أنهم خالفوا شروط وقواعد الصالون المذكورة فى بند 6، والتي تنص علي ألا يكون العمل المقدم عرض أو تم تحكيمه في أي مسابقات سابقة، والمثير للسخرية أن اللجنة فى بيانها الثانى وبهدف تبرئة موقفها الأول ضد الفنانين وإثبات إدانتهم قامت بإضافة مفهوم جديد لعرض العمل الفني (بأنه قد تغير وأصبح لا يقتصر علي قاعات العرض فقط وإنما يشمل عرضه علي مواقع التواصل الاجتماعي أو البروجيكتور أو أية فعاليات أخرى !!!) . وأتعجب من موقف اللجنة وموقف قطاع الفنون التشكيلية فى أمرين : أولًا : كيف تكون لجنة التظلمات هى نفسها لجنة الحكم الأولى؟!، فكان لا بد للقطاع من تشكيل لجنة أخرى للنظر فى التظلمات بحيادية تامة والفصل بين حكم اللجنة الأولى والمتظلمين. ثانيًا : جاء فى بند 6 حظر المشاركة بأعمال حكمت أو عرضت فى (مسابقات سابقة)، مشاريع تخرج، سنوات انتقالية، وعلى هذا البند فمشاركة الفنانات نورا إبراهيم، نهلة رضا، رشا جوهر صحيحة وغير مخالفة، أما ما فسرته اللجنة فى بيانها الثانى ردًا على تظلم الفنانات حول مفهوم عرض العمل الفنى فهى أمور لم ترد ذكرها فى لائحة الصالون وإنما استحدثتها لجنة التحكيم لتبرر تعنتها وتعسفها ضد الفنانين، وكان أولى بالقطاع فتح قوسين وضم هذا المفهوم الجديد داخلهما ووضعه فى لائحة شروط المسابقة من البداية . وبناء علي ذلك أناشد كل الجهات المعنية التدخل لرفع الظلم الواقع على شباب الفنانين، وإلا فسوف يتحملون وحدهم الوقوع فريسة الأخطاء الإدارية التى وقع فيها قطاع الفنون التشكيلية ولجنته.