أفكار الشباب ومشاريعهم دائمًا متجددة، فبين الحين والآخر نجد فكرة جديدة بدأت فى الانتشار ويسعى كثير من الشباب لتنفيذها لتحقيق ربح مادى يساعدهم على بناء مستقبلهم، لكن مشروعات المشغولات اليدوية السائدة الآن بين الشباب لها أسرار خاصة للنجاح وتفاصيل البداية دائما هى المختلفة. البعض يحب الكروشيه والبعض يبرع فى الرسم على الخشب، وكثيرون يركزون فى استغلال خردة المنازل وإعادة تدويرها إلى قطع فنية مميزة. البدايات دائما هى الأصعب، لكن «فاطمة فؤاد» تعلمت أسرار الكروشيه والتريكو من جدتها أثناء إقامتها معها فى شبرا فى السنوات الأولى من عمرها، وبالفعل وهى فى العاشرة من عمرها صنعت أول كوفيه وجوانتى لصديقتها فى عيد ميلادها، وبدأت تطور من نفسها فى هذا المجال. التعلم عن طريق الإنترنت كان الخطوة الثانية، لكن فاطمة من نفسها بعد تخرجها من مدرسة جدتها، بعد أن انتهت من دراسة علم الاجتماع فى كلية الآداب، قررت أن تبدأ «الكارير» الخاص بها، ومن خلال فيديوهات اليوتيوب بدأت تتعلم أنواع الغرز وأشكال الإبر، وبدأت رحلتها مع بائعى الخيوط فى الوكالة والأزهر ودرب البرابرة لتصبح خبيرة فى أنواع الخيوط. فى نطاق دائرة معارفها وجيرانها اشتهرت فاطمة بشغل المفارش والميداليات والسجاد وغيرها من مشغولات التريكو وبدأت تشتهر على السوشيال ميديا باسم «فرفيلا»، ذلك إلى جانب تعلمها لمهارات جديدة وهى الرسم على الخشب وجذوع الشجر وصناعة الميداليات وفن الديكوباج وغيرها. 6 أشهر كانت كافية لشهرة فاطمة على السوشيال ميديا، ورغبة الكثير من الفتيات محبات هذا الفن إعلان رغبتهن لتعلم طرق العمل بهذه الخيوط، قررت «فرفيلا» عمل ورش صغيرة فى حديقة منزلها بمنطقة التجمع لتعليم الفتيات كافة المواهب التى تعلمتلها من جدتها ومن الإنترنت. فى غرفة صغيرة تشبه «البرجولة» الموجودة فى الحدائق العامة أقامت فاطمة ورشتها الثالثة لتعليم الفتيات مقابل 300 جنيه شاملة الخامات بأكملها و«welcome drink» كنوع من الترحيب. 15 فتاة وسيدة من مختلف الأعمار كن طالبات ورشة فرفيلا، وبعد انتهاء ما يقرب من 6 ساعات كانت كل واحدة منهن على دراية كاملة بأشكال الغرز والإبر وكيف تبدأ التحضير للمنتج وكيف تقوم بإنهائه بطريقة محترفة «فينش نضيف». غزل بنات لم ينته دور فاطمة عند تعليمهن صناعة الكروشيه وغيرها من الصناعات اليدوية، بل أعطتهن مجموعة من النصائح لتنسيق الألوان مع بعضها وكيف يمكنهن إدارة مشروع جديد دون خسارة وغيرها من النصائح الإدارية التى اتبعتها «حسناء ناصر» بعد حضورها ورشة فاطمة الأولى. بدأت حسناء خطتها بعد شهرين من حضور الورشة، وتحديد هدفها من هذا المشروع، وتكوين مبلغ مادى صغير من عملها فى واحدة من شركات السوشيال ميديا، 2500 جنيه كانت كافية لشراء الأدوات الأساسية مثل الإبر بمختلف أشكالها وأنواعها والباترون وكمية مناسبة من الخيوط تكفى لتصنيع مجموعة من العينات التى ستحتاجها للتسويق لمنتجانتها عبر صفحتها «غزل بنات»، لأن أكثر ما يشد البنات لطلب «الأوردر» هو أن تكون الصورة على الطبيعة. لم تستطع حسناء أن تجعل أعمال الكروشيه هى المصدر الأساسى لدخلها، فالأوردرات قليلة، وأسعار الخامات ترتفع بمعدل كل شهرين مما يجعلها لا تستطيع أن تطلب من زبائنها أكثر من 200 جنيه على التكلفة الأصلية. ورغم أن حسناء لا تحقق ربحا ماديا من هذه الهواية إلا أنها تحرص على المشاركة فى الكثير من «الأوبن داى» والمعارض الخاصة بهذه الأعمال. •