فى هدوء.. تجلس د. ألطاف حليم، الأستاذ بقسم السليلوز والورق بالمركز القومى للبحوث، بين أدواتها وموادها «السِّرية» التى تتمكن من خلالها من استرجاع الورق والوثائق المهمة كالشيكات، والأبحاث التى تُرسل للمشاركة فى المؤتمرات الدولية. تفيد أبحاثها فى أعمال الطب الشرعى، فعن طريق معالجه خاصة للورق، يمكنها معرفة ماذا حدث للورق، فى الكتابة أو نوع القلم المستخدم، يمكنها إعادة الورق المحروق ومعرفة ما يحتويه، وفى حالات الحرق الشديدة تستعيد ما عليه من كلمات، باستخدام مواد معينة.. وآخر براءة اختراع حصلت عليها كانت عن استطاعتها معرفة تاريخ طباعة الورقة، وتحديد نوع الآلة المستخدمة فى الطباعة.. د. «ألطاف» حاصلة على جائزة التشجيع العلمي1994، وفى عام 2000 حصلت على جائزة الدولة التشجيعية، والجائزة التقديرية من مركز البحوث وجائزة التفوق من أكاديمية البحث العلمى فى 2013.. وحصلت على 7 جوائز دولية، منها أحسن مُحَكمة للكتب وأحسن بحث مُقَدم لهيئة النشر الإنجليزية أميرالد. ما يميز مشروعات د. «ألطاف» البحثية أنها تَصنع من المخلفات الزراعية، منتجًا مهمّا وجيدًا وصديقًا للبيئة معًا. تقول: «مهم أن تكون التكنولوجيا التى نستخدمها بسيطة وجديدة وغير معقدة، مثل مادة الهيدروجيل ومخلفات الأرز والنخيل، لتنافس أمام مصاصة الخشب التى أصبحت شائعة فى صناعة الخشب وغيره». توصَّلَ الفريق البحثى للدكتورة ألطاف إلى «الهيدروجيل» منذ عام 1994 وقدَّموا مشروعًا لصندوق العلوم والتكنولوجيا فى عام 2009 مع د. حسنى السيد ود. عمر الهادى، من أجل استخدامها فى استصلاح الأرض الرملية.. تتوفر مادة الهيدروجيل من 20 إلى 40% من كمية الماء اللازمة للرى، وتوفر من كمية الأسمدة المستخدمة، فيكون الإنتاج أكثر والتكلفة أقل، وتتحلل هذه المادة فلا تمتصها التربة، وقد بدأت الصين فى تطبيقها ومصر كان لها السَّبْق فى اكتشافها. الخشب البلاستيكى تهو أحد اختراعات د. «ألطاف» الذى حصلت به على براءة اختراع عام 2015، وهو خشب قادر على امتصاص الماء، وذو متانة عالية، ويوفر فى استخدام الأسمنت فى الأبنية الحديثة بالمدن الجديدة والساحلية، كما يُستخدم فى الأرضيات. تهتم د. «ألطاف» أيضًا بتحسين المادة المستخدمة فى لصق الخشب أو لصق العلب وغيرها، وحصلت على براءة اختراع عن إنتاج فحم نشط أقوى من الموجود بالأسواق، بدلاً من استيراده بمبالغ هائلة. •