لأنه صديقى فأنا منحازٌ إليه، ولأنه فنان كبير من طراز فريد وصاحب بصمة متفردة فأنا منحازٌ إليه بجنون. الفنان خالد عبدالعاطى ابن مجلة «صباح الخير» . وهو الآن من الطيور المهاجرة لصحيفة «الوطن» الخاصة، ولأنه ابن الصبوحة فقد تعلَّم وارتوى من فنانى «صباح الخير». كان الشاب خالد ذو المظهر الحاد بملامح وجهه ونبرة صوته، مبهرًا فى رسوماته، كان صاحب ريشة مميزة وله (بلاتة ألوان) بلغة أهل الرسم. ذات طابع خاص فى اختيار الألوان وتركيبها ودمجها. نضج الشاب خالد وانتقل من طبقة الفنانين الشباب إلى طبقة الفنانين الكبار ، مبهر خالد فى لوحاته، وفى اختيار كادرات اللوحة وأبعادها وعُمقها، يعطى للوحته بعضًا من روحه الجميلة الطيبة، فتظهر اللوحة بروح دافئة، بها حنين، تشعر أنها قريبة من قلبك، تسعد الناظرين، ترتبط بكل لوحة ارتباطا عفويا، كأنك أنت من رسمتها تشعر بأن عينيك تغتسلان من القُبح المنتشر فى كل ربوع مصر، فهو يمحو الأُمية الجمالية فى أعين الناظرين للوحاته. يختار خالد كل لوحة بعناية، وهو شرس فى اختياراته وشرس فى الدفاع عنها . يمتلك قدرة رهيبة على الولاء لكل لوحة كأنها إحدى بناته. عندما كنا نسير سويّا فى الشارع لمشاهدة مباراة لكرة القدم للنادى الإسماعيلى الذى يعشقه خالد (ابن الإسماعيلية) بجنون، كان يعطى لى لمحة فنية فى ترتيب الألوان فى المدرجات، كل شىء حوله يتحول إلى لوحة فنية فى أقل من دقيقة ويترجمها فى عقله ويبوح بها للمقرَّبين منه فقط، وقد تمنيت كثيرًا أن أرى من خلف عينيه كيف ينظر للأشياء وكيف ينظر للألوان وكيف ينظر للناس . لديه افتنان بالبحر وبمراكبه ولديه ولَعٌ بالعجائز ودقيق فى رسم خيوط الزمن على وجوههم، ولديه افتنان بالمرأة الجميلة، يُعطيها من روحه فيظهر (البورتريه) بروح تكاد تنطق. أستاذ كبير فى ابتكاراته وهو يرسم الشخصيات الشهيرة، فهو لا يرسم إلا من يحب . ويمتلك قدرة أن يقول (لا) فى أى عمل فنى يُعرَض عليه هو غير مقتنع به. الأستاذ خالد عبدالعاطى ذكىٌّ وجميلٌ وموهوبٌ وحادٌّ وحاسمٌ وطيبُ القلب وطيبُ الروح وخفيفُ الظل وحسُّه مرهفٌ وقلبُه ضعيفٌ ناحية الفن ومبدعٌ وصاحبُ مدرسة وصاحبُ بصمة وعنده وجهة نظر، لذلك أنا منحازٌ إليه. الآن لصديقى خالد معرض للوحاته بقاعة بيكاسو بعنوان (ملامح) فيه آخر إبداعه الفنى، يضع بصمة أخرى من بصمات فنه فى عالم الفن التشكيلى . مبروك يا صاحبى..