تشهد أسواق الحمير ارتفاعا كبيرا فى الأسعار، كالتى شهدتها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حين استخدم الحمار وسيلة للقتال فى سلاح الفرسان بالجيش البريطانى، ووسيلة لجر الأسلحة والمدفعية ورفع العتاد، حتى وصل الأمر وقتها إلى أن يسلم الفلاحون الحمير الفائضة لديهم والاحتفاظ بحمار واحد أو اثنين لكل أسرة. الارتفاع الحالى فى أسعار الحمير يعود لارتفاع أسعار الوقود، التى أعادت للحمار تصدره كوسيلة تنقل ونقل الاحتياجات فى القرى، بعد أن أزاحه التوك توك والتروسيكل زمنا عن هذه المكانة. هنا فى سوق الثلاثاء بالشرقية لم تكن تجارة الحمير موجودة داخل الأسواق بهذه الصورة من قبل، ولم يكن لها تجار متخصصون، فكان الأمر مقصورًا على أن ينزل البائع بحماره ليشترى صاحب النصيب، والسعر بحسب حالته من 900 جنيه وقد يصل إلى 1500 جنيه على أقصى تقدير. لكن خلال الفترة الأخيرة تزايد عدد الحمير المعروضة بالسوق، والبعض يشترى أكثر من حمار فى المرة الواحدة، ويتراوح سعر الحمار من 4 إلى 5 آلاف جنيه. ويعرض فى سوق الثلاثاء بالزقازيق، أكثر من 400 حمار أسبوعياً، ويحدد عمر الحمار عن طريق فحص الأسنان، ثم يركب من يريد الشراء الحمار لتجربته، فيسير به مسافة قليلة داخل السوق إلى الأمام وإلى الخلف، للتأكد من حالته وقوة جسده، وبالتالى يحدد ثمنه. وبعد المعاينة والتجربة يتم البيع، ويتراوح سعر الحمار السليم من 1500 إلى 5000 جنيه، والحمار «الأعرج» أو المصاب فى واحدة من سوقه ب700 جنيه، والنوع الثالث وهو الحصاوى، يباع ب 1200 جنيه، والنوع الرابع الحمار العجوز يباع بأسعار بخسة تصل إلى 500 ج للحمار. وقال فرج همام، تاجر مواشى وحمير بالشرقية: الحمار سعره كان قد انخفض منذ سنوات، ووصل أحيانًا إلى 500 جنيه، بعد استبدال الفلاحين له بالتروسيكل والتوك توك للتنقل ونقل أغراضهم من وإلى الغيط، إلا أنه عاد مرة أخرى خلال الشهور الأخيرة، وتضاعف ثمنه وأصبح هناك حرص من الفلاحين على شراء الحمير للمتاجرة فيها. يضيف «همام»: معظم المترددين على أسواق الحمير من «العربجية» والفلاحين، وارتفاع أسعار الحمير بدأ مع تحرير سعر الصرف، وسماح الحكومة بتصديره للصين، وكلما كان الحيوان قوياً، فتياً، طويلاً ارتفع سعره نظراً لقدرته على العمل، وتحمله لمشقة النقل وحمل الأوزان، والحمار الذكر يكون الأعلى سعراً لأنه الأقوى. «انتشار وسائل النقل الأخرى، لا يغنى عن الاستعانة بالحمار لأنه يستطيع الوصول إلى الزراعات حال ريها» يقول شفيق عبدالسميع، فلاح من الشرقية، ويتابع: الحمار صبور قوى يستعمل للركوب والجر وحمل الأثقال من حطب، وغلال، ومحاصيل، وأدوات ومعدات التربة. ويكمل شفيق: الحمار لا يقل أهمية عن البقر بالنسبة للفلاح، له دور كبير فى العمل الزراعى، والفلاح يرعاه ويحافظ على صحته مثل أولاده، لأنه يعتمد عليه فى الأعمال الشاقة، ويقدر يمشى بيه فى الطرق الضيقة التى لا تجيد السير فيها باقى الحيوانات، لتمتعه بالذكاء فى تحديد الطريق. «الفلاح إذا فقد حماره، كأنما فقد أحد أفراد عائلته، ويبكى ويولول على الحمار، لأنه يبكى على رفيقه وصديقه المطيع فى صبر وهدوء، والمتحمل معه كل مشقة». ويقول هاشم مصطفى أمين، أحد الفلاحين بمركز ديرب نجم: أمتلك حمارًا لقضاء مصالحى وخدمة أرضى الزراعية، يجر ماكينة المياه الزراعية من منزلى إلى أرضى وأثناء العودة، بالإضافة إلى حمل روث المواشى من حظيرتى بالمنزل إلى الزراعات، ونقل المحاصيل الزراعية من أرضى إلى منزلى بعد جمعها. وأضاف «مصطفى»: «اشتريته من سوق الثلاثاء بمدينة الزقازيق، ومش ناوى أبيعه لأنى ما أقدرش أستغنى عنه». وعن لوازم الحمير يقول محمد عبدالعزيز، صاحب محل لأدوات الخيل والحمير: البردعة عبارة عن بطانة من القماش والقش والصوف توضع على ظهر الدابة ويستغرق صنع الواحدة 5 ساعات، ويبدأ سعرها من 40 جنيهاً إلى 100 جنيه، باختلاف الخامات المستعملة فيها من حديد وجلد، فهناك خامات صينى وأخرى محلية الصنع، تكون أجود وأغلى من الصينى، وهناك مستلزمات أخرى للبردعة مثل «الرقبية والطوق». • رخصة قيادة الحمار! فى أواخر القرن التاسع عشر، قبل سير السيارات فى شوارع مصر، كانت رخص السير مسموحاً بها «للحمير» التى يركبها أصحابها لقضاء حاجاتهم ويكتب عليها اسم ولون الحمار. وكانت رخصة الحمار لا تتيح له السير فى جميع شوارع المحروسة، ولكن يتم تحديد مسار محدد لكل حمار لا يُسمح له بمخالفته وإلا يتم سحب رخصته وإلغاؤها. ومع تراجع استخدام الحمير كوسيلة نقل أساسية فى الكثير من القرى والمدن، تم إيقاف تراخيص النقل البطىء بالمحافظات، وتصادر المحليات الحمير والعربة.• موسيقي دويتو.. ول ياحمار شكوكو وإسماعيل ياسين من فيلم «أميرة الجزيرة» كلمات السيد زيادة.. ألحان أحمد المسيرى شكوكو من فوق الحمار: شى ياحمار.. ده انت طيارة شايلة طيار أما ده كروديه.. سيبه على نار.. واحنا ناس عترة ول يا حمار.. حا.. حا.. إسماعيل ماشيا: إخص يا حمار.. مت ياحمار.. سبت لى شيلة تيجى قنطار هو ليه يركب.. وأمشى زنهار.. أصل أنا مؤدب.. أصل أنا حمار.. .. حا.. حا.. حا .. شكوكو: دنا دنا عينى.. دنا.. أنا إللى بالمجدعة باركب وبتفسح.. وأسيب أخينا العبيط يمشى ويتكسح. إسماعيل: وأنا اللى بالإنسانية عمرى ماهافلح.. أحسن طريقة اللى زيى يموت ويتلقح. مني صلاح الدين