* تجار الحمير في البدرشين : * السعر ارتفع من 500 جنيه ل 5 آلاف في عام واحد * جلد الحمار وصل إلى ألف جنيه * الترويسكل خفّض أسعار الحمير قبل فتح باب تصديرها للصين * إيجارات الأراضي وأسعار النقل أسباب رئيسية لارتفاع السعر تشهد أسواق الحمير في مصر ارتفاعا كبيرا في الأسعار، كالتي شهدتها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، بسبب استخدامه في الحرب - كوسيلة للقتال في سلاح الفرسان من قبل الجيش البريطاني بالإضافة لاعتباره وسيلة لسحب الاسلحة والمدفعية ورفع العتاد، بل وصل الأمر إلى أن يسلم الفلاحون الحمير الفائضة لديهم والاحتفاظ بحمار واحد أو اثنين لكل أسرة. الحمار بطبيعته "حمال أسية" من الدرجة الأولى، يعمل بجد ويعرف واجباته بدون أن يوجهه أحد، ملتزم بطبعه صبور ويؤدي جميع الأعمال، صديق الفلاح، يستعمل في الركوب ونقل الأشخاص من مكان لمكان، فضلا عن نقل الحطب والغلال والمحاصيل وقيامه بوظائف لا يتحملها حيوان آخر. "صدى البلد" قام بجولة في سوق الحمير في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة حيث حركة الشراء والبيع بين التجار ورصد حركة الأسعار. معظم التجار كشفوا ل "صدى البلد" أن "السبب الرئيسي لارتفاع سعر الحمار هو سماح الحكومة بتصدير الحمير للصين وارتفاع أسعار مختلف السلع والعلف والبرسيم". سعيد عبد الله تاجر مواش بمركز البدرشين أكد أن "أسعار عجول البقر والجاموس تتراوح ما بين 20 إلى 40 ألفا، وأسعار الماعز والخراف تتراوح من ألف إلى خمسة آلاف مما أثر على أسعار مختلف المواشي ومنها الحمير أيضا". وأرجع عبد الله أيضا ارتفاع أسعار المواشي إلى ارتفاع إيجارات الأراضي الزراعية والأسمدة والأعلاف وأسعار النقل إلى الأسواق. في سياق متصل، قال "زعبلاوي صقر" تاجر حمير بمركز البدرشين إن "سعر الحمار كان قد انخفض في السنوات الأخيرة بعد استبدال الفلاحين له بالترويسكل لنقل أغراضهم الزراعية حيث وصل سعره في ذلك الوقت إلى 500 جنيه إلا أنه عاد مرة أخرى للارتفاع خلال الشهور الأخيرة وتضاعف ثمنه حتى وصل إلى خمسة آلاف جنيه". وكشف أحمد عبده مزارع، أن "الحمار كان من عامين سعره 300 جنيه وبدأ سعره في الارتفاع إلى 400 ثم إلى 600 جنيه حتى وصل سعره بعد تحرير سعر الصرف وسماح الحكومة بتصديره للصين إلى ثمانية آلاف جنيه". سمير أبو الغيط، حلاق حمير "شهير" وأحد سكان مركز البدرشين ولديه خبرة في مجال تقييم سعر الحمير تمتد إلى 20 عاما، قال إن "أهالي منطقة أبو رضوان –بجوار المركز- تمكنوا من القبض على أشخاص قاموا بسرقة حمير من القرية وبيعها للتجار كما تم ضبط سيارة تحمل 8 حمير نافقة بحوزة شخصين في نفس القرية". وأضاف أبو الغيط أن "السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الحمير هو موافقة الحكومة على تصدير جلودها إلى الصين وكذلك تصدير الحمير الحية إلى الصين"، مضيفا أن سعر جلد الحمار الواحد وصل إلى أكثر من ألف جنيه. وكشف أن وزن الحمار يتراوح من مائة إلى 150 كيلو مما يعد صيدا ثمينا لراغبي التجارة في لحم الحمير بالمخالفة للقانون وللضمير الإنساني حيث أنها محرمة شرعا. وكانت صحيفة بريطانية قد ذكرت أن الصين تستورد جلود الحمير من مختلف دول العالم وذلك لاستخدام مادة الجلاتين في المقويات الطبية والمنشطات الجنسية والكريمات حيث ينال الجيلاتين المصنوع من جلد الحمير تقديرا أكبر في بكين ويعتقد أنه يغذي الدم ويقوم بتعزيز جهاز المناعة.