فاجأ الجمهور هذا الموسم.. استطاع تقديم عملين ودورين مختلفين من أفضل ما قدم فى رمضان.. الضابط حازم فخرى فى «ظل الرئيس».. والحاج نور فى «الحساب يجمع».. يبدأ أى عمل وهو متوتر وخائف ويلملم الشخصية كما يقول.. يعترف لأول مرة أنه لا يرضى عن دوره فى فيلم «الجزيرة». وفى أعمال أخرى.. وهو الذى حققت مشاهد من أعماله ملايين المشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعى. يتمنى عمل مسلسل عن حياة الرئيس الراحل أنور السادات ينتهى عند حلف اليمين نائبا للرئيس، بعيدا عن تقليد الصوت والست ساعات. عن النجاحات والإخفاقات والأسرة والسينما جاء حوارنا مع محمود عبدالمغنى. • لماذا تفاجأ الجمهور بأدائك فى أعمال رمضان هذا العام؟ - السيناريو جيد، ومع مخرج متمكن مثل أحمد سمير فرج الذى تمنيت العمل معه، وأخيرا التقينا فى «ظل الرئيس»، ووجود شركة إنتاج محترمة تعرف قيمة العمل، للدرجة التى يساهم فيها المنتج ريمون مقار بملاحظة مهمة فى الشخصية، فخلال التحضير اقترح ريمون مقار أن تكون شخصية الضابط حازم فخرى خفيفة الظل وسط كآبة الأحداث المتلاحقة. • ظل الرئيس • هل توقعت ردود الأفعال التى حدثت خلال عرض ظل الرئيس؟ - لم أكن أتخيل أن الجمهور سيندمج مع تفاصيل الشخصية وطريقة أدائها إلى هذه الدرجة، كنت أتوقع أن يقال إن العمل جيد، لكنى وجدت أن الجمهور يناقشنى فى نبرات الصوت ونهاية المشاهد ونظرة العين والغموض داخل العمل. أسعدتنى ردود أفعال الناس، لأننا تعبنا فى العمل وكلل بالنجاح، وجسدت دور«حازم فخري» بشكل مختلف عن دور الضابط المتعارف عليه، بمساعدة تفاصيل سيناريو محمد إسماعيل أمين، إلى جانب الإخراج المتميز لأحمد سمير فرج. • نلاحظ تألقك فى دور الضابط، فما السر؟ - يجيب ضاحكا، «عندى عقدة»، والدتى كانت تتمنى أن أكون ضابطا، وعندما اتجهت للتمثيل كانت غاضبة ومعترضة، إلى أن شاهدتنى فى عرض لاتحاد الطلبة فى الكيت كات، وقالت لي: إنت ممثل، واقتنعت بموهبتى وساعدتنى بعد ذلك. ويكمل: أنا حريص على متابعة السينما العالمية، وأتعلم من كل مشهد وكل أداء جيد، مثلى الأعلى دينزل واشنطن» «Denzel Washington» فأداؤه خارق للعادة. • أمام يسرا • كيف استطعت الجمع بين أدائك فى ظل الرئيس، والحساب يجمع فى وقت تصوير واحد؟ - فى أيام كثيرة كنت أجسد الشخصيتين فعلا، أرهقت نفسيا فى البداية، ثم زال توترى بعد تمكنى من الإمساك بمفاتيح الشخصيتين، وتحول الأمر للاستمتاع باختلاف الشخصيتين وتناقضهما، فالحاج نور شخصية صعبة، متاجر بالدِّين، انتقامى، ابن لأب يقول لابنه طوال الوقت «إنت بذرة نجسة» وتموت أمه بسبب علاقات والده النسائية. هذا إلى جانب سعادتى بأنى أمثل أمام الفنانة الكبيرة يسرا، التى تشع نورا لجميع المحيطين بها، والمخرج هانى خليفة صاحب مدرسة جديدة واقعية وصادقة ، يعشق الممثل، وبالفعل أظهرنى بشكل مختلف. • لماذا عدت للدور الثانى فى «ظل الرئيس»، و«الحساب يجمع» بعد تقديمك البطولة المطلقة؟ - أتذكر بعد عرض فيلم ملاكى إسكندرية، كتب أحد النقاد عن دورى فيه، الذى لم يتعد ستة مشاهد، أن الجمهور يخرج من الفيلم ويشعر أن هذا الدور البسيط بطل من أبطال العمل، موجها رسالة للفنانين الذين يقيسون العمل بحجم الدور أن يتفرجوا على محمود عبدالمغنى فى ملاكى إسكندرية، وكانت المخرجة ساندرا نشأت قد تركتنى أضع لمساتى على الشخصية، ولا أنسى لها هذا. أنا فى «ظل الرئيس»، و«الحساب يجمع»، أيضا بطل ولكن بمقاييسى الخاصة لمفهوم البطولة. • ما العمل الذى لم ترض فيه عن أدائك؟ - قدمت أعمالا لا أرضى عنها، مثل فيلم «صايع بحر»، وأعترف لأول مرة أننى لم أرض عن أدائى فى فيلم «الجزيرة»، رغم استحسان الجمهور والنقاد، لكن ظل داخلى شعور أننى المفروض كنت قدمت الدور بشكل أفضل، وتمنيت أن أشترك فى الجزء الثانى، كى أقدم الشخصية بالشكل الذى يرضينى، ولكن لم يحدث نصيب، لذا قررت أن أثور على نفسى وأعود لنوعية الأدوار التى تناسبنى. • لم ترض عن أدائك أم لأنه تم حذف العديد من المشاهد الخاصة بدورك؟ - تم حذف العديد من مشاهدى بالفعل، لكن أتحدث عن أدائى للشخصية وأنها المفروض تكون أفضل من الشكل التى ظهرت عليه. • لماذا اخترت فيلم «النبطشي» ليكون أولى بطولاتك السينمائية؟ - هذا أكثر عمل تعبت فيه، جذبنى الاسم والفكرة، نبطشى أفراح وحدثت له تحولات فى حياته، من نبطشى ثم مذيع ثم نجم توك شو، حضرنا للعمل ثلاثة أشهر، مع السينارست محمد مبروك والمخرج إسماعيل فاروق، وفى إحدى زياراتى لمنطقة الوراق حضرت جنازات لأطفال توفوا من المخدرات، فطلبت من السيناريست إضافة هذا الموضوع، وجلست كثيرا مع نبطشى أفراح لكى أتعلم منه الدور ومن شدة إعجابى وتمكنى أحييت فرح هذا النبطشى بنفسى. • قدمت بعد النبطشى البطولة المطلقة الثانية فيلم كرم الكينج ولكنه لم يحقق إيرادات.. لماذا؟ - لماذا تحاسبوننى على النتيجة، حاسبونى على العوامل التى كانت محيطة بالعمل، والتى أدت إلى هذه النتيجة، منها مثلا الدعاية وتوقيت عرضه، فالجمهور لا يعرف أى معلومة عن الفيلم إلا عندما تم عرضه فى التليفزيون. وبصراحة شديدة ليس أفضل أعمالى، وألوم نفسى، كان المفروض يكون أدائى أفضل مما ظهر به كرم الكينج. • هل عدم التوفيق فى هذا العمل هو الذى أخَّر تقديمك لبطولات سينمائية تالية؟ - تعرض عليَّ أعمال لكن أشعر بالخوف، وأنتظر عروض شركات إنتاج تجيد تسويق العمل. فى حوار لقناة E مع جورج كلونى الذى كان مرشحا لجائزة الأوسكار، وجه له سؤال فى دقيقة واحدة عبر لنا عن الرحلة التى أوصلتك للأوسكار؟ فأجاب: هناك أعمال فاشلة وأخرى لم تنجح، وأفلام مستقلة وأخرى إنتاجها ضخم، هى رحلة من الإخفاقات والنجاحات وعلى العاقل أن يثبت مكانه. • من المخرج الذى تتمنى العمل معه؟ - من الجيل الجديد أحمد نادر جلال، وطارق العريان ومن الجيل القديم كنت أتمنى العمل مع الراحل عاطف الطيب ولكنى شعرت بروحه مع محمد ياسين فى دم الغزال، وأتمنى أيضا العمل مع المخرج أسامة فوزى لأننى تربيت على فيلمه عفاريت الأسفلت، وأيضا مع داوود عبدالسيد، فهذه السينما التى أحلم بها. • السادات قبل الحكم • لماذا تتمنى تقديم مسلسل عن حياة الرئيس الراحل أنور السادات؟ - جسدت السادات فى أوراق مصرية بدون أجر، وكلمتنى السيدة رقية السادات وأثنت عليَّ، أريد أن أجسد مرحلة ما قبل الرئاسة، عمل عتالا وسائقا وشيالا، وأحب وسجن، وهذا الجزء لا يعرفه الكثيرون، يهمنى تجسيده كإنسان، بعيدا عن خطبه وال6 ساعات وغيرها، ينتهى العمل عند حلفه اليمين نائبا لرئيس الجمهورية. • أخيراً الأسرة فى حياتك؟ - زوجتى شريكة فى نجاحى، وأول ناقدة لى ونقدها لاذع، تريدنى دائما أفضل، هى مستشارى فى كل شيء فى العمل، تهيئ لى الظروف لكى أركز فى عملى. مريم وعمر وعلى، أولادى، على يشبه أمى رحمها الله وهذا من فضل ربى، مريم حنونة ومتذوقة للفن وأنا ضعيف أمامها، عمر عبقرى ويحب المذاكرة «طالع لمامته»، وعلى يحب فك وتصليح اللعب وأتمنى أن يصبح مهندسا، لكن أشعر أن أحدهم سيسلك طريق الفن . •