آسيا داغر ما ينفعش تتلم ف 500 كلمة، هى مشروع كتاب كامل، بس خلينا نمر عليها سريعا. الست دى تقدر تعتبرها وإنت مطمن أم المصريين سينمائيا، مع إنها اتولدت فى لبنان، بس هى اللى عملت «السينما المصرية»، وحطتها على الطريق، صحيح مكنتش الأولى، إنما هى اللى حطت قواعد الإنتاج، وحطتنا كلنا على الطريق. آسيا بدأت تمثل فى لبنان قبل ما تيجى مصر، وعملت هناك فيلم، بس مكنش فيه صناعة سينما هناك، وهى مالهاش فى المسرح، اللى كان بوابة التمثيل الأولى. سحبت بنتها إلين، وأختها مارى، وبنت أختها مارى كوينى، وجم مصر ضيوف على واحد قريبهم صحفى فى الأهرام اسمه أسعد. مثلت فالأول كام فيلم مع عزيزة أمى وغيرها، ثم قررت تدخل منطقة الإنتاج، فأسست شركة لوتس للإنتاج السينمائى، وكل الشركات اللى اتأسست قبل لوتس وقفت، ومن أوائل التلاتينات بقت هى المنتجة الأولى، ثم جه بعدها ستوديو مصر وغيره. فى بدايات «لوتس» كانت آسيا بتلعب بطولة الأفلام كام سنة، ثم اعتزلت التمثيل، وتفرغت تماما للإنتاج، وبعد كام محاولة مع كام مخرج، استقرت على مخرج واحد هو اللى يعمل لها كل الأفلام، المخرج دا هو أحمد جلال (أبو المخرج نادر جلال، وجد المخرج أحمد نادر جلال اللى عمل حاجات كتير آخرها مسلسل «كفر دلهاب») عشر سنين حصيلة التعاون مع جلال، 1933- 1943 كان نتيجتها طبعا كلام كتير عن علاقة غرامية، وأشياء من هذا القبيل، بس الأمر انتهى بإن جلال اتجوز مارى كوينى بنت أخت آسيا، مش بس كدا، دا أسس مع مراته شركة «ستوديو جلال» وبقى يخرج أفلام شركته، ودا كان خسارة ليها من كذا ناحية، بس هى قررت تعمل بداية جديدة. دورت على مخرج جديد تعمله بدال أحمد جلال، فكان عندها مساعد مخرج اسمه هنرى، صعدته يعمل أفلام، ودا اللى هنعرفه فالتاريخ باسم بركات، كان فالأول هنرى، وبعدين هنرى بركات، ثم بركات بس. وعشان ما تكررش غلطة أحمد جلال، استعانت بمخرجين تانيين، فطلعت لنا بقى حسن الإمام وإبراهيم عمارة، وكتير غيرهم، واكتشفت عشرات النجوم أبرزهم طبعا فاتن حمامة وصباح، والمكنة دارت. إلين بنتها كبرت، ودخلت دايرة السينما، فقررت تمثل، بس هى مكنش عندها موهبة كبيرة، فكانوا بيدوها دور واحد مش بيتغير، غريمة البطلة، الوحشة، اللى أهلها عايزين يجوزوها البطل، بس البطل ما بيحبهاش، والحب دايما بينتصر وهى بتخسر. إلين غيرت اسمها لما قررت تمثل، وسموها «منى»، واشتغلت لها كام فيلم، لحد ما زهقت من أم الدور اللى مش بيتغير، ومن السيما، فاتعرفت على رجل أعمال اسمه على منصور، عرض عليها الجواز بشرط تدخل الإسلام، فقالت لك: إسلام إسلام، واتجوزته، واعتزلت عالم الفن، لدرجة إنها لما ماتت 1999 محدش عرف أصلا. آسيا ولوتس فضلوا يكبروا يكبروا يكبروا لحد ما وقعوا فى الأسد الأطرش، أنتجت فيلم «عبدالناصر صلاح الدين»، لبست فى شجرة، الفيلم اتكلف 200 ألف جنيه، ورهنت عشانه حتى عفش بيتها، والدولة قالت لها هنوزع لك الفيلم وننغنغك، الفيلم ما جابش حاجة، وهى فلست، بس هم كتر خيرهم شغلوها فى مؤسسة السينما شبه موظفة، وما قدرتش تقف تانى على رجليها، ومع السبعينات كان القطر فرمها، وعاشت أواخر أيامها شبه مفلسة، لحد ما ماتت سنة 1986 وسبحان من له الدوام.•