للعام السادس على التوالى يعود الثنائى الزعيم عادل إمام والكاتب يوسف معاطى ليتعاونا من خلال مسلسل «عفاريت عدلى علام»، وكالعادة مع توالى أحداث العمل بدأ نقاد الفن يدلون بآرائهم حول أداء الزعيم هذا العام، وقد كانت المفاجأة عندما أكد عدد كبير منهم أن رقم واحد للأسف تخلى عنه وعن مسلسله «عفاريت عدلى علام» فمنذ الأحداث الأولى وقد استطاع المسلسل أن يثير جدلاً حوله، سواء قصته التى وصفها البعض باعتبارها كوميديا معلبة أو الأحداث التى اعتاد المشاهدون عليها والتى لم تحمل من أجلهم الجديد الذى لطالما اعتادوا على انتظاره من الزعيم عادل إمام. • نهاية العالم كل هذا دفع ببعض النقاد والمشاهدين من محبى الزعيم إلى تصنيف المسلسل على أنه دون المستوى، وهو ما لا يليق بحجم وقيمة وتاريخ الفنان عادل إمام، والنتيجة تساؤلات عديدة يتركها الزعيم خلفه بهذا العمل. تساؤلات حول النص الذى رأى البعض أنه سبب رئيسى وراء هذا الإخفاق، تساؤلات أخرى حول التعاون السادس بينه وبين الكاتب يوسف معاطى فلعله بحاجة إلى تغيير جلده بالتعاون مع كتاب جدد، تساؤل آخر حول ماذا بعد «عفاريت عدلى علام»، فهل من المحتمل أن يدفع هذا العمل الزعيم إلى إعادة التفكير فى خطوته التالية ليعود وبقوة كما اعتدنا منه للتربع على عرش المشاهدة خلال ماراثون دراما رمضان لتكون بداية جديدة.. وهذا ما أكدته الناقدة ماجدة خيرالله خلال حديثها معنا قائلة: «أحيانًا كان يفشل الفنان عادل إمام ولكنه سرعان ما يعود ليقدم أهم الأعمال، فالفشل من وجهة نظرى وأعتقد من وجهة نظره- والدليل تاريخه الفنى- ليس نهاية العالم. • مكسب كبير أسماء عديدة فى سماء عالم الفن دفع بها فشل أحد أعمالها لاتخاذ قرار مصيرى، قرار لم يتوقعه المحيطون بهم، فقد وجدوا من الفشل إنذارا يلفت انتباههم إلى ضرورة وضع كلمة النهاية لمشوار حافل بالبصمات الفنية.. والتساؤل الأهم الآن: هل ينضم الزعيم لقائمة هؤلاء النجوم أم أن إصراره على العطاء من أجل جمهوره لن يدفع به يومًا لاتخاذ مثل هذا القرار فيظل يمتعنا بإطلالته التى لطالما أسعدت ولاتزال تسعد الملايين من محبيه، ففى الماضى كان يعقب أى فشل عمل لأى فنان مطالبة العديد من النقاد والجمهور ومحبى هذا الفنان له بإعلان اعتزاله باعتباره آخر الدنيا وباعتباره خطأ لا يغتفر وباعتباره مؤشرًا أو إنذارًا بإصابة هذا الفنان بالشيخوخة الإبداعية، فماذا عن الحاضر هل لايزال يسيطر على نقادنا وجمهور أى فنان الفكر نفسه أم أن هناك فكرًا جديدًا، قد يجعل منها مجرد خطوة فى مشوار طويل، أو قرار شخصى خاص بكل فنان، أو صناعة مسيطرة على مصير هذا القرار. وهنا تواصل الناقدة ماجدة خيرالله حديثها قائلة: «من يحدد قراراً مثل هذا ليس المشاهد أو النقاد وإنما هى الصناعة، فالمشاهد فى المنزل ليس وحده كافيا وإنما هى حركة السوق، فمسلسل عادل إمام مكسب لأى منتج أو شركة إنتاج ومكسب لأى قناة، والأكيد أن كلاً منهم على وعى تام بالعائد الذى يحققه أى عمل يحمل اسم عادل إمام. • رقم واحد.. فى العام الماضى لم ينج مسلسل الفنان عادل إمام «مأمون وشركاءه» من الانتقادات، حيث وجد البعض أنه اعتمد من خلاله على تكرار تيمة البخيل والفكر المتطرف والإرهاب ولكنه على الرغم من ذلك كان وسيظل الزعيم رقم واحد وهذا ما أكده الكاتب مجدى صابر، الذى قال: «حالة إبداعية خاصة لا شبيه لها فى العالم، فنان منذ خمسين عامًا حتى إنه فى بعض الأحيان قد يقسو على نفسه حتى يظل دائمًا على الشاشة، بالضبط كما هو الحال بالنسبة للنجم سمير غانم الذى لايزال قادرًا على العطاء. • الأعلى أجرًا.. لاتزال فكرة اعتزال الزعيم عادل إمام فكرة قاسية ومستبعدة من حسبان أى مبدع أو ناقد، ولا سيما الناقدة ماجدة موريس التى أكدت: «برأيى أن الفنان عادل إمام هو نوع من البشر لديه من الإيمان الشديد أنه لايزال لديه الكثير ليقدمه رغم كل ما قدمه، كما أنه على إدراك تام أنه محبوب ولديه ملايين من المحبين والدليل إقبال شركات الإنتاج والدليل الأكبر هو الأرقام، فهو حتى هذه اللحظة الأعلى أجرًا، فهل لايزال هناك ما يدفعه للاعتزال، أو ما يدفعه للشعور بأنه غير مطلوب، معادلة صعبة بالتأكيد، فهو مستمر لأنه الأعلى أجرًا بمقاييس التسويق والعرض والطلب فهو فن ولكنه أيضًا سوق هو من خلاله رقم واحد وفى المركز الأول، إذن كيف له أن يفكر أنه لم يعد مطلوبًا وعليه الاعتزال؟!». • رقم 2 فى السياق نفسه أكد الناقد والكاتب طارق الشناوي: «حالة واحدة إذا تحققت قرر عادل إمام الاعتزال، فتركيبة عادل إمام أنه الأول، فهو فنان لا يرضيه إلا أن يكون الأول، فحتى على متن الطائرة التى يسافر عليها تجده يجلس فى الصف الأول وعلى المقعد رقم واحد، لذلك تظل الحالة الوحيدة التى ستدفع به لاتخاذ قرار الاعتزال هى أن يصبح رقم اتنين، فبمجرد حدوث ذلك ينبغى أن نتوقع جميعًا اعتزاله ولكن حتى هذه اللحظة هو رقم واحد بلا منافس، قد يكون هناك تراجع ولكن رغم ذلك السبب الوحيد الذى قد يدفعه لاتخاذ قرار الاعتزال هو أن يخزله الرقم، على عكس الفنان سمير غانم فهو مستحيل أن يعتزل والسبب أنه متسامح مع نفسه». يشيد المخرج سمير سيف بفن وعطاء الفنان عادل إمام قائلاً: «عن السبب الذى قد يدفع بالفنان عادل إمام لاتخاذ قرار الاعتزال أو التوقيت الذى يحين خلاله اتخاذ مثل هذا القرار، فأنا بالتأكيد لا أستطيع الإجابة على هذه التساؤلات بالنيابة عنه، ولكن أعتقد أنها ما هى إلا الظروف الشخصية، التى قد تدفع به لاتخاذ مثل هذا القرار ومن وجهة نظرى الشخصية أنه طالما أنه قادر على أن يقدم فنًا حقيقيًا فلا وجود لأى سبب قد يمنعه أو قد يفعه للاعتزال. • ثروة قومية على الصعيد الآخر ربط البعض بين تواجد الفنان عادل إمام على الشاشة وبين ذلك الحنين لنجوم لطالما أمتعونا بفنهم، على رأس هؤلاء كان الناقد وليد سيف الذى أكد: شعور بالحنين وتقدير لثروة قومية كبيرة، فالفنان عادل إمام هو سوبر ستار منذ 50 عامًا، فهو حالة فريدة فوق مستوى الخيال والتوقعات، فهو ذلك الفنان الذى لطالما تمتع بذلك الذكاء وذلك التفاهم وذلك التطور للحاق بالأجيال المعاصرة والقادمة فهو منذ 50 عاما وهو حالة تمثيلية جمعت بين الأداء والروح. • الكبير بالإضافة إلى الحنين والتقدير كانت السعادة التى تحدث عنها الكاتب الكبير مدحت العدل والتى يحققها الفنان عادل إمام بظهوره على الشاشة: «وجود عادل إمام هو حالة غنية وفريدة من نوعها، بما يمثله تواجده من شعور بالسعادة بالنسبة لنا جميعا، فنحن دائما بحضوره نشعر أن للماراثون الدرامى كبيرا، فهو خارج نطاق التقييم فهو قيمة مضافة للوسط الفنى المصرى والعربى». • نموذج وهو أيضا قدوة حسنة للفنان شديد الذكاء كما أكد المخرج الكبير خالد جلال خلال حديثه الذى قال: «بنعومة شديدة استطاع الفنان عادل إمام الانتقال من ذلك الشاب إلى ذلك البطل الأول إلى الأب وصولا إلى الجد». • موت إبداعى ولكن رغم أنه رقم واحد والأعلى أجرا، ورغم أنه الكبير ورمز الحنين، والفنان صاحب التاريخ الضخم الذى يمثل قيمة فنية قومية مضافة مصريا وعربياً يؤكد الناقد رامى عبدالرازق قائلا: «من المفترض أن الفن أو الفنان طاقة متجددة لا تندب إلا بالموت أو المرض الشديد، فهو الذى قد يضع حدا لإبداع أى فنان، ولكن هناك مرض إبداعى وموت إبداعى وللأسف الشديد هناك فنانون يعانون بالفعل من الموت الإبداعى ولكنهم لا يعترفون به مثل الفنان عادل إمام، وعلى العكس هناك من اعترف مثل الفنان محمود ياسين، ولكن الواقع يقول إن هناك موتا إبداعيا ومرضا إبداعيا قد يصيب أى فنان ليصبح الاعتزال من وجهة نظرى هو الأفضل بالنسبة له من الاستمرار فى تقديم ما يقمه دون أى جديد أو إضافة».•