يلا سوا نهنى جهاز «آى فون» بعيد ميلاده العاشر ونغنى معه.. «سنة حلوة يا جميل».. العزيز الغالى على قلوبنا جميعاً.. اللى تحول إلى «حتة مهمة جدًا» فى حياة مالكه اليومية وأصبح عند البعض منهم رفيقا ومؤنسا حكاء، احتفل يوم 9 الشهر الماضى بهذه المناسبة السعيدة.. ورغم ما يعانى منه كل طراز جديد لآى فون من ثغرات ومشكلات.. خاصة ما قيل حول احتواء موديل 2007 على مواد كيميائية أو ادعاء تكليف الشركة المصنعة لعمالها وفنييها فوق طاقتهم لكى تحقق لنفسها الأرباح الطائلة.. أو تعارض التطوير السنوى للنماذج الجديدة مع متطلبات البيئة النظيفة.. إلخ.. فإن شهر سبتمبر من كل عام غالباً ما يشهد تزاحم الملايين فى أنحاء العالم لشراء نسخة من طراز آى فون الجديد بعد أن يزاح عنه الستار. قبل عشر سنوات.. أذكر أن البعض سفه من كلام الراحل ستيف جوبز مؤسس شركة أبل عندما قال، خلال مؤتمره الصحفى الذى كان منعقداً بمركز موسكو للتقنيات فى وسط مدينة سان فرنسيسكو، ضمن فاعليات «سوق ماك ورلد» فى ذلك التاريخ من عام 2007: «سنطرح فى السوق جهازا أطلقنا عليه «آى فون» عبارة عن.. شاشة آى باد عريضة تستجيب للأوامر عن طريق اللمس.. وهاتفا ذكيا ذا خاصيات على أعلى درجة من التحديث.. وقدرات فائقة للاتصال بالشبكة العنكبوتية من أى مكان».. استفزت هذه الخيالات أحدهم، فسأله.. الجهاز بتاعك ده ح نوصله بالطاقة إزاى؟ وفين لوحة المفاتيح بتاعته؟.. رد عليه.. إن كل ما سأل عنه موجود فى داخل الجهاز الجديد، البطارية طويلة العمر وتسهيلات التواصل والبرامج التطبيقية وسرعة الاستجابة.. قلب الرجل شفتيه امتعاضاً وشوَّح بيده، تعبيراً عن رفضه لما سمع، لأن الفكرة ساعتها كانت صعبة التصديق وغير متخيلة. لم يصدق الكثيرون أن المولود الذى يتحدثون عنه سيزيح «هواتف نوكيا الذكية» عن عرشها.. وقالوا «هو معقول التليفون المحمول يبقى كمان كمبيوتر ويتشال فى الجيب».. كانت الدعاية أكبر مما تتحمله عقول البشر من أفكار مستقبلية فى ذلك الوقت.. لكن طراز «آى فون» الأول برهن على مدار الأيام أنه «حَلاّل العُقد».. فهو وسيلة اتصال ذات كفاءة عالية.. وهو خادم للنت باقتدار لا ينافسه فيه أحد.. وآلة تصوير على سنجة عشرة من ناحية الألوان ودقة اللقطة.. هذه الخواص، التى تعد اليوم بدائية، توسعت فى الأجيال التالية وسهلت حياة البشر.. يقول البعض إن المميزات التى تحققها طرازات «آى فون» المتجددة «استعبدت مستخدميها».. ربما .. وإذا كانت دى الحقيقة.. فقد حدث ذلك بإرادتهم.. ولِمَ لا؟.. لم يعد هناك حاجة لشراء الصحف اليومية.. ولا حاجة للمسارعة بالعودة إلى البيت حيث الكمبيوتر أو اللاب توب.. يكفى أن تستخدم التطبيقات المتاحة على الآى فون لكى تدخل على كل ما هو مُخَزن فيه لمتابعة كل جديد بما فى ذلك الرسائل والتعليقات واليوتيوب.. وقفوا فى طوابير طويلة.. وتنافسوا على اقتنائه رغم غلو سعره.. وتباهوا فيما بينهم.. كل ذلك.. لأنه أتى لهم بالتقنيات التى لم يوفرها لهم جهاز آخر ووضعهم بالقرب من آخر صيحات الثورة المعلوماتية.. وصفه البعض بأنه صفقة متكاملة.. ولم يخذلهم وقدم لهم ما يكافئها ويزيد. بعد الجيل الثالث.. أصبح متاحاً تبادل التعليقات وآخر الأخبار.. بالكتابة والكلام والصور والفيديوهات.. وأصبح البعض يشكو من عدم القدرة على ملاحقة الكم الهائل من الرسائل والمعلومات والآراء التى تنتقل من أبعد نقطة إلى الأبعد منها فى عدد من الثوانى. مؤخراً أصبح فى الإمكان.. مشاهدة مباراة كرة القدم والتعرف على نتائج النادى الذى يشجعه أحدهم .. وترتيب الفرق على مستوى المسابقات الرياضية الدولية .. تحجز به تذاكر سفرك .. تتابع من خلاله تغيرات الطقس فى بلدك أو البلد الذى تنوى السفر إليه.. وتطلع على أسعار العملات العالمية .. وأيضا تطلب سيارة الأجرة التى تنقلك إلى حيث ترغب.. تسارعت الحياة اليومية.. نعم .. زاد وقت تبادل النميمة الرجالية والنسوية عبر الآى فون.. نعم.. اتسعت مجالات مشاركة الآخرين فيما تلتقطه- أنت - من صور ومقاطع مسجلة وما يسرك من كليبات.. وأن نستمع إلى تسجيلات موسيقية وغنائية مع الأحبة.. بل نتسلى معا بالألعاب التى نحبها ونتشارك فيها.. ثم تسارعت أكثر وأصبح البعض منا يشترى احتياجاته ويسدد ثمنها عن طريق الآى فون.. وأن يشاهد الفيلم أو المسلسل الأحدث على مستوى العروض الفنية من بطولة نجمه المفضل، بعد أن يسدد قيمة المتابعة من حسابه المسجل على الجهاز.. بل يطلب من برامج تطبيقية خريطة تفصيلية ترشده للطريق إلى أى مكان داخل موطنه أو خارجه.. وتسارعت أكثر وأكثر.. واستجابت «أبل».. وزودت نموذجها الأخير بخاصية اتصال لاسلكى من فئة G3.. وأصبح متاحاً اليوم لمن يمتلك آى فون 7s أن يتابع ضربات قلبه.. وينتبه جيداً لصافرة مواعيد تناوله لقائمة الأدوية.. وأن يدخل على حسابه البنكى ويعرف ما له وما عليه.. ويراجع بشكل روتينى ارتباطاته المستقبلية إلى أشهر عديدة قادمة .. واضطرت شركات خدمات الشبكة العنكبوتية إلى مجاراة التطوير الذى تحدثه أبل على موديلات آى فون التى تنتجها كل عام.. وأصبح بإمكان المستخدم أن ينتقل من العالم الحقيقى إلى العالم الافتراضى فى ثوان معدودة. وكانت النتيجة أن تربع آى فون على القمة وأصبح كما يقول المتخصصون «جزءا أساسيا فى حياة المستهلكين حول العالم».. مع منافسة محدودة من جانب نظام أندرويد الذى تستخدمه جوجل من إنتاج شركة سامسونج.. وحققت شركة أبل من ورائه أرباحا هائلة. ويتجدد السؤال.. هل شركة أبل قادرة اليوم على تقديم الجديد عندما تطرح نموذجها لعام 2017؟ شكك الكثيرون فى قدراتها خاصة بعد وفاة رئيسها ستيف جوبز يوم 5 أكتوبر عام 2011 والذى كان بلا منازع العقل الابتكارى الفريد للشركة وليس أحد مؤسسيها فقط.. لكن الشركة واصلت الترقى فى سلم النجاح بنفس العزيمة رغم المصاعب التى نالت منها عقب طرح طراز آى فون 7 الذى تراجع مؤشر شرائه بعض الشىء خلال العام الماضى وجاء ترتيبه تالياً ل إى إم 2016 ولعبة بوكيمون.. المركز الثالث لم يبعده عن السوق، إذ لا يزال الطلب مستمراً وبقوة على اقتنائه باعتباره الجهاز الوحيد الذى يقوم بمهمة التواصل ويوفر أجواء التسلية ويعطى مساحة للعمل!! باختصار الجهاز الذى نعيش به حياتنا الجادة والهزلية .. يقولون .. آى فون 8 .. قد تستخدم فيه أبل مزيدا من كميات الزجاج.. وربما تستبدل الألمونيوم بالفولاذ.. وربما تخطط للخلاص من الزر الذى يحتل منتصف أسفل الشاشة.. ومن المحتمل أن يكون قابلا للشحن لاسلكياً. لو فيه فرصة نوصل مقترحاتنا للشركة لكى تشتغل عليها من الآن وحتى سبتمبر القادم، أنا شخصياً كنت ح أطلب منها أن تضع فى طرازها الأحدث خاصية الصراخ بأعلى صوت عندما تفتحه الزوجة دون إذن زوجها حتى ولو معها كلمة السر. تخيلوا معى دائرة الأصوات التى يمكن أن تنطلق من بناية واحدة بعد منتصف الليل.. وكلها تدور حول صرخة تشق السكون تنادى «الحقونى».. وياسلام لو تكون متصلة مباشرة بأقسام الشرطة.. اعتقد أنه حلم غير قابل للتحقيق. •