بالتعليم.. اليابان تحارب الإرهاب بالصعيد

ابتسامة جديدة ترسمها جمعية «تكاتف للتنمية» على وجوه الأطفال، وهذه المرة من قرية «عطف أفوة» بمحافظة بنى سويف، حيث قامت الجمعية بافتتاح مدرسة ابتدائى بنين تحمل نفس اسم القرية بعد أن تم تطويرها فى إطار بروتوكول مصرى يابانى لإعادة تأهيل عدد من المدارس الحكومية المتهالكة، وكان الاحتفال وسط أجواء من الفرحة شارك فيها عدد قليل من طلاب المدرسة حيث تم اختيارهم لتكوين أول كورال، فقد كانت المدرسة قبل ثلاثة أشهر محرومة تماماً من أى نشاط مدرسى لعدم توافر المدرسين المختصين علاوة على عدم جاهزية الغرف والفصول بالمقاعد ومتطلبات التدريس والأنشطة.
بدأ حفل الافتتاح بأغان وطنية جميلة غناها الملائكة الصغار أبناء مدرسة عطف أفوة، وذلك بحضور عدد من الشخصيات المهمة على رأسها السفير اليابانى تاكيهيرو كاجاو، والمهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف، والدكتور حسام بدراوى رئيس مجلس إدارة جمعية تكاتف للتنمية الذى عبر عن فخره الشديد بإتمام أعمال تطوير المدرسة فى ثلاثة أشهر حيث قال «أنا فى غاية السعادة ربنا وفقنا وأتممنا تطوير مدرستين ابتدائى وفى العام الماضى طورنا المدرسة الإعدادى بنين الملحقة بها، والتطوير يشمل البنية الإنسانية من خلال تدريب المدرسين وتوفير الجو الآدمى والملائم للقيام بالدور المنوط بهم «إحنا عاوزين ندخل ثقافة الجمال» من خلال مدارس نظيفة ومتطورة، ومحافظ بنى سويف وكل المسئولين يستحقون التحية على تعاونهم معنا. ونخطط لإقامة عدد من المشاريع ستشمل كل القرى بالمحافظة، نحن نجرى اتفاقا مع المحافظ على تأسيس مبادرة «يلا نكمل بعض» بالتعاون مع مجموعة من الجمعيات الأهلية لتطوير كل المدارس فى كل قرى المحافظة، ويضيف بدراوى المجتمع المصرى ذكى جداً ويساند ويدعم كل من يوفر له خدمات حقيقية، ونحن لا نريد سوى الحفاظ على حالة المدرسة بعد تطويرها فنحن نوفر ميزانية لصيانة المدارس التى نطورها لمدة ثلاث سنوات.
ويقول نبوى محمد وكيل وزارة التربية والتعليم ببنى سويف عن تسرب الأطفال من التعليم بالمحافظة: «نحن نحاول القضاء على هذه الظاهرة من خلال المدارس القرائية التى تساعد الطلاب على إتقان القراءة والكتابة لأنها السبب الرئيسى للتسرب من التعليم، بالإضافة إلى ظاهرة الزواج المبكر للفتيات لذلك يوجد بالمحافظة مدارس خاصة بالفتيات المتسربات من التعليم ومدارس التعليم المجتمعى ونحن بصدد تنفيذ خطة للقضاء على التعليم المجتمعى من خلال تطوير العملية التعليمية، أما بخصوص البروتوكول المصرى اليابانى لتطوير المدارس الحكومية، فيقول يشترط البروتوكول أن يكون النشاط المدرسى 50% من المنهج الدراسى وأن يتلقى المدرسون تدريبا على أعلى مستوى لأن الهدف الرئيسى من وراء المبادرة اليابانية هو محاربة الإرهاب والفكر المتطرف على مستوى العالم عن طريق العلم والثقافة.
تاكيهيرو كاجاو سفير اليابان يقول: التعليم الجيد هو أساس بناء الدولة وقد تم الاتفاق بين مصر واليابان على تعميق الاستفادة فى مجال التعليم على أصول التعليم اليابانى، ونحن لدينا خطط لإنشاء أكثر من 100 مدرسة نموذجية فى كل محافظات مصر، كما أننا سنسعى لتوفير ما لا يقل على 2500 فرصة تدريب للمدرسين المصريين فى اليابان، خلال الخمس سنوات القادمة.
ويقول شريف حبيب محافظ بنى سويف: «العلم هو الذى رفع اليابان للمرتبة التى نتطلع لها، ورؤيتنا خلال الفترة القادمة أن تكون محافظة بنى سويف رائدة فى تطوير التعليم الابتدائى، وسنبدأ فى التنفيذ فى هذه اللحظة وبوتيرة سريعة لأن النجاح معد ونأمل أن يشمل هذا التطوير كل مدارس المحافظة خلال السنوات القليلة القديمة، وفى نفس الوقت يجرى العمل حالياً على تجديد شبكات المياه والصرف الصحى بالإضافة إلى توفير السلع التموينية وتحسين ملف الصحة بالمحافظة.
وعن فرحة الأطفال بالمدرسة الجديدة يقول أحمد خالد فى الصف السادس الابتدائى «شكل المدرسة حلو جداً وكل حاجة كان نفسى فيها موجودة دلوقتى»، ويقول أحمد عز الدين فى الصف السادس كان نفسى المدرسة يكون فيها نور وكهربا وتُخت تتغير والحمد لله كل ده حصل قبل السنة الجديدة.
والجدير بالذكر أن أعمال تطوير مدرسة عطف أفوة تكلفت ما يزيد على 2 مليون جنيه و600 ألف بدعم من برنامج المنح اليابانية لمشروعات أمن الإنسان، وتستوعب المدرسة 773 طالبا بالإضافة إلى فصل للتعليم المجتمعى يستوعب 17 طالبة، وبعد أعمال التطوير ستستوعب المدرسة 882 طالبا فى المرحلة الابتدائية و100 طالب فى الحضانة و30 طالبة بالتعليم المجتمعى، بالإضافة إلى توفير حصص فصول خاصة للأنشطة ومعامل الكمبيوتر والمكتبة وحجرة الإذاعة المدرسية والصحافة.
كانت رحلتى لمدة يوم واحد لبنى سويف لحضور هذه المناسبة الجميلة بها بعض العناء، لكنه تبدد تماماً فور أن رأيت وجوه الأطفال وهم فى غاية السعادة ومفعمين بالطاقة بعد أن شاهدوا مدرستهم الجديدة وتجولوا فى كل شبر بها، وكان باقى زملائهم يقفون خلف سور المدرسة ويهتفون «عاوزين ندخل.. عاوزين ندخل»، وهذا أكبر دليل على أن سبب التسرب من التعليم فى القرى هو الضحك على عقول الصغار بوهم يسمى المدارس الحكومية. •