ما زال الوقت مبكراً حتى يشعر بالإشباع، فهو يرى أنه رغم ما قدمه من أعمال فى عالم الدراما التليفزيونية، فإنه مازال فى البداية يتعطش لتقديم المزيد فى التليفزيون والسينما، فهو ما زال يسعى لتحقيق حلمه، خطواته فى التليفزيون محسوبة على عكس خطواته فى السينما المؤجلة. من أبرز أعماله: طرف ثالث، أنا عشقت، حوارى بوخاريست، تحت الأرض، وأخيراً الطبال.. هذا العمل الذى قرر التبرؤ منه ولديه أسبابه، إنه الكاتب هشام هلال، الذى أجريت معه هذا الحوار، الذى لا يعد سوى سطور قليلة فى سيناريو مشواره، الذى رغم قصر مشواره الفنى فإنه حافل ببصمات فنية ذات قاعدة جماهيرية عريضة، وذات الكثير من التفاصيل التى حاولت تناول البعض منها من خلال حوارى، عن الطبال. وتعاونه مع كل من الفنان أمير كرارة، المنتجة دينا كريم، عن أحدث أعماله فى التليفزيون والسينما وغيرها من التفاصيل.. • «الطبال» ولأول مرة تعلن تبرؤك من عمل يحمل اسمك.. تعليقك؟ - الطبال فكرة واعدة ميلادها كان أثناء العمل على مسلسل «حوارى بوخاريست»، وبالفعل قمت بعرض الفكرة على الفريق بالكامل حيث المخرج محمد بكير، المنتجة دينا كريم والفنان أمير كرارة، لكن الظروف التى أحاطت بالعمل منذ بدء تنفيذه من صعوبات إنتاجية مروراً بتغيير أكثر من مخرج للعمل، وصولا لضيق الوقت، أدت إلى الاستقرار على مخرج العمل، الذى أدى اختياره إلى نتيجة لا يجوز نسبتها إلى، لذلك فالطبال الذى ظهر على الشاشة لا صلة لى به. • لماذا؟ - باختصار لأن ما ظهر على الشاشة تم تشويهه عن عمد، سواء فيما يخص دمج المشاهد الذى قام به مخرج العمل نظرًا لضيق الوقت، مما أثر بالسلب على تتابع الأحداث، وخطوط الشخصيات، أو فيما يخص المحاباة التى شهدها التصوير بين فريق العمل والتى أتاحت الفرصة لكل ممثل بالارتجال، فالأمر لم يقتصر على إضافة جملة أو مصطلح، وإنما وصل الأمر لدرجة تجاهل الحوار المكتوب خلال المشهد والسماح للممثل بإدارة الحوار بأكمله، والنتيجة تحول الأمر إلى ارتجال مباشر بين الممثلين أمام الكاميرا، كأننا على خشبة المسرح، كل هذا للأسف جعل من العمل كارثة، لا تؤدى بنا إلى أى نتيجة فنية على الإطلاق. • بصراحة شديدة ألم يتم مراجعتك خلال هذا التغيير على سبيل الأخذ فى الاعتبار الفكرة التى تسير وفقا لها أحداث العمل والتى قد تعارض هذا التغيير معها؟ - تماما، فقد كانت هناك رغبة مميتة فى إنجاز العمل نظراً لضيق الوقت، وضرورة تسليم بعض الحلقات بغض النظر عن أى نية للتجويد أو مراجعتى فى أى تغيير أو تعديل، حتى لمجرد التأكد أن ما يقومون به يسير وفقا لتلك الفكرة أم ضدها. • لامجال للتحرك • بمناسبة الحديث عن فكرة العمل الرئيسية، دعنا نشير لها بإيجاز من وجهة نظر الكاتب هشام هلال؟ - العمل باختصار يناقش فكرة «التطبيل»، التى أصبحت آفة فى مجتمعنا، فهى الوسيلة الوحيدة لتحقيق المكاسب النفعية أو على الأقل للحفاظ على تلك المكاسب، وتأكيد أنه بدون التطبيل لا مجال للتحرك خطوة، وهى بالتأكيد فكرة سلبية لها آثارها السلبية على المجتمع، وهى الفكرة الرئيسية التى من أجلها قررت تقديم الطبال فى محاولة للإشارة إلى تلك الفكرة ونهايتها المؤلمة رغم أى مكاسب قد يمكن لأى إنسان أن يحققها على هذا الأساس. • هل صحيح أنك تخليت عن كتابة ثمانى حلقات من المسلسل؟ - صحيح، وبالمناسبة فأنا لا علم لى بكيفية إنجاز تلك الحلقات، فقط قيل إنه كانت هناك استعانة بكاتب آخر لإنجاز تلك الحلقات ولكن عقب ذلك فوجئت بهم يحاولون التواصل معى من جديد لاستكمال الحلقات فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان وهو الأمر الذى جعلنى أتأكد أن الكاتب الذى تمت الاستعانة به لم يوفق فى مهمته لاستكمال ما بدأته، ولكننى رفضت تماما الفكرة لأننى ببساطة كنت بالفعل قد قمت بمتابعة الحلقات الأولى من العمل ولاحظت ما يفتقده العمل من عدم مهنية واحترافية إخراجية، فقد كان هناك ضعف ملحوظ فى المادة المصورة، كل هذا لم يترك لى حرية الاختيار بين استكمال العمل أو التخلى عنه، وبالفعل لم أستطع متابعة بقية الحلقات ولم أتردد فى التبرؤ مما ظهر على الشاشة. • برأيك الآن وعقب مرور وقت كاف لاستيعاب الأمر بمجمله.. هل كان التبرؤ هو الحل الأمثل برأيك لتجاوز الأمر؟ - الحل الأمثل والوحيد، لأننى ببساطة لا أسعى وراء عمل يحمل اسمى، فالطبال ليس أول عمل لى فى الدراما، فأنا بالفعل لدى أعمالى، بمعنى آخر سابقة أعمال، لذلك فمجرد نسبة ذلك العمل لى هو تقليل من شأن تلك الأعمال، خاصة أنه ليس بالإضافة بل بالعكس فنسبته لن تؤثر سوى بالسلب على أعمالى السابقة، باختصار ما هى إلا حالة واحدة التى كانت ستدفعنى للتطبيل لمسلسل الطبال، هذه الحالة هى أن يكون الطبال هو العمل الأول لى فى عالم الدراما فيما عدا ذلك لم يعد لدى مبررى للاعتراف به لأنه على جميع الأصعدة الاعتراف به ليس بالمكسب بالنسبة إلى. • استثمار بريق.. • طرف ثالث. تحت الأرض. حوارى بوخارست. أنا عشقت. الطبال.. خمسة أعمال تجمعك بالفنان أمير كرارة.. وهنا ينبغى على أن أسألك.. لماذا أمير كرارة..؟ - باختصار لأنه عقب طرف ثالث كان أمير كرارة أكثر نجومه بريقا، ومن ثم الشركة المنتجة قررت أن تستثمر هذا البريق أو الوهج من خلال أعمال أخرى، فى الوقت نفسه تزامنت تلك النية مع وجود عمل لدى بطله أوحد، وبالتالى تم التنسيق بيننا لتقديم عمل من بطولة أمير كرارة، هذا إلى جانب عوامل كثيرة أدت إلى هذا الالتقاء مثل تقارب العمر فيما بيننا، درجة التفاهم، سهولة التعامل والوصول إلى نقطة التقاء، كل هذا برهن على وجود كيميا بينى وبينه، نتيجة تلك الكيمياء برأيى كانت موفقة من خلال خمسة أعمال جمعت بيننا، هى الأبرز فى مشوارى وأعتقد أيضا فى مشوار أمير، وللعلم أنا ككاتب أستطيع أن أرى فى أمير الكثير من الإمكانيات التى ما زالت لم تظهر بعد، فهى بحاجة إلى عمل واثنين فى التليفزيون وعمل وآخر فى السينما كل عام حتى تظهر. • هذا هو سر تعاونك مع أمير كرارة.. ولكن ماذا عن سر تناولك للطبقة الشعبية من خلال أعمالك، بمعنى آخر ما الذى يستهويك فى تلك الطبقة؟ - مبدئيا إذا لاحظنا مجمل أعمالى سنجد أن كل عمل لا يدور فى إطار شعبى مائة بالمائة وإنما سنلاحظ أن هناك خطًا دراميًا على سبيل المثال بالجنرال، الذى لا صلة له بالطبقة الشعبية فى مسلسل طرف تالت، أيضا فى تحت الأرض سنجد خطاً درامياً لمذيعة التليفزيون التى لعبت دورها الفنانة أمل بو شوشة، ربما يجوز لنا هذا التصنيف فقط من خلال كل من مسلسل أنا عشقت ومسلسل حوارى بوخاريست، ولعل السبب الرئيسى وراء هذا الاتجاه هو جذورى التى تنتمى لتلك الطبقة وهو الأمر الذى يجعل منى قادرا على لمسها ولمس أدق تفاصيلها، كما أننى أعتقد أن جميع الروافد التى تصب لدينا طوال الوقت مصدرها أفراد ينتمون لتلك الطبقة، وبالفعل فنحن نلتقى بهم باستمرار فى الشارع، هذا اللقاء الذى نتج عنه مخزون من المصطلحات والعبارات، فهى باختصار حقيقة نتعامل معها طوال الوقت. • مازالنا نتطرق إلى أبرز أسرار سيناريو هشام هلال والآن مع سر حرصك الشديد على تناول الخط السياسى من خلال أعمالك؟ - لأن السياسة باختصار كانت ومازالت هى المهيمنة على حياتنا، هى التى تحرك مزاج البشر، كل شىء إذا دققنا النظر فيه سنجد أن أصله سياسة أو الهدف منه سياسة، فأمور حياتنا بالكامل تحكمها السياسة، لذلك عندما أبدأ فى كتابة فكرة ما أحرص على هذا العنصر الرئيسى الذى يعد تجاهله مع الاكتفاء بتقديم واقع اجتماعى فقط هو محاولة للفصل عن عنصر رئيسى لا يجوز لى تقديم حالة اجتماعية فقط. • تعاونت مع المخرج محمد بكير فى اثنين من أنجح أعمالك هما طرف ثالث وحوارى بوخاريست فما الذى يمثله لك هذا التعاون؟ - إضافة كبيرة، فالمخرج محمد بكير. أستاذ يليق به التمكن وإنسان جميل على جميع الأصعدة. • إذن لماذا لم يستمر التعاون مثلما حدث سواء مع أمير كرارة أو المنتجة دينا كريم، خاصة أن البداية واحدة سواء لهما أو لك أو للمخرج محمد بكير؟ - ليس هناك سبب محدد بكل صراحة.. فالأمر يعود عادة للظروف، فقد كان من المفترض أن يقوم المخرج محمد بكير بإخراج «تحت الأرض».. ولكنه نظراً لالتزامة بإخراج عمل آخر تعاقد عليه تم استبداله بمخرج آخر، أما فيما يخص الطبال فلم يكن اسم محمد بكير مقترحا من البداية لإخراج المسلسل. • على التوالى.. • وماذا عن الضلع الرابع فى مربع طرف ثالث وحوارى بوخاريست المنتجة دينا كريم وأيضا سر هذا التفاهم الذى أثمر عن خمسة أعمال تليفزيونية على التوالى؟ - دينا كريم منتجة شاطرة بكل المقاييس، وما يميزها درايتها التامة بكل عناصر العمل الفنى بداية من التسويق وصولا للإخراج والورق والتمثيل والتصوير، فهى أثبتت وبجدارة أنها منتجة لديها مهارات عديدة، لا تقتصر على مهارتها فى التسويق، والحقيقة أننى عادة ما أكون مستمتعًا بالعمل معها فنحن نقدم فنًا ومتعة وبالتالى ففى حال أنه توافر لديك فرصة للتوافق مع منتج بعينه فهذا يزيد من حماسك وإصرارك لاستمرار التعاون، فقد كانت البداية مع دينا كريم من خلال طرف ثالث عندما قام بترشحيى لها المنتج الفنى عمرو قورة لكتابة فكرة المخرج محمد بكير وبالفعل التقينا وحدث التوافق الذى سبق أن تحدثت عنه. • مع تداول بعض الأخبار لتعاون جديد يجمع بينك وبين الفنان عمرو دياب خلال دراما 7102 يجوز لى التخمين أن هناك قرارًا للتمرد أو التخلى أو الاستقلال عن الثنائى دينا كريم وأمير كرارة؟ - لأول مرة، فقد بدأت التفكير بالفعل ولكن هذا لا يتعارض مع استمرار التعاون بينى وبين دينا كريم أو أمير كرارة، ولكن لعل الظروف التى أحاطت بمسلسل الطبال، هى السبب الرئيسى وراء هذا التفكير، ربما أكون اتعقدت، ولكن الأكيد أن أعمالى السابقة لها حق لدى، هذا الحق يحتم على التدقيق فى اسم المخرج. • عمرو دياب.. • وما حقيقة التعاون بينك وبين الفنان عمرو دياب؟ - بالفعل هناك نية لتقديم عمل من بطولة الفنان عمرو دياب ولكننى ما زلت فى مرحلة الكتابة وأتمنى أن أقدم عملاً مميزاً. • كمبوديا.. • من الدراما إلى السينما تلك الخطوة التى ربما تأخرت بعض الشىء.. - مبدئيا انتعاشة السينما لا يتجاوز عمرها العامين وفى نفس الوقت الذى كان كل تركيزى فى التليفزيون، بالضبط شأنى شأن الجميع، فإذا عدنا إلى الوراء سنلاحظ أن وقتها جميع نجوم السينما لجئوا للتليفزيون، فقد كان السبيل الوحيد لأى شخص يسعى للعمل. • ولماذا كمبوديا؟ - من وجهة نظرى كل عام تأخير يجعل من مهمة الدخول إلى عالم السينما أصعب، لذلك قررت أن أقدم كمبوديا، نظراً لفكرته التى تعد من وجهة نظرى جديدة، يجوز لى الدخول من خلالها خلاف ذلك فأنا لدى البديل وهو التليفزيون، حيث الثلاثين حلقة التى أستطيع تقديم نفسى من خلالهما، فأنا لن أنكر أننى اعتدت على نمط تفكير محدد، أكثر ملاءمة لنوعية الأعمال التليفزيونية وليس السينمائية. • وماذا يعنى كمبوديا؟ - الاسم لمركب موجود فى عرض البحر، يتم سرقة بعض الأشياء عليه، مرتكب تلك الجريمة يتم القبض عليه ويتم إطلاق اسم الشهرة عليه كمبوديا وهو نفس اسم المركب، الفكرة جديدة وهى تتناول حياة هجامى البحر وهى بالمناسبة لم يتم تناولها دراميا من قبل، وللعلم.. هجامو البحر لا صلة لهم بقراصنة البحر، فهجامو البحر هم بالفعل أصبحوا مؤخرا ظاهرة منتشرة. • هل صحيح أن الفنان أمير كرارة هو المرشح لبطولة الفيلم؟ - بالفعل والترشيح يعود للمنتج كريم السبكى. • وما هى حقيقة التعاون بينك وبين الفنان عمرو يوسف؟ - أنا قدمت مع عمرو المنتقم وطرف تالت وكان من المفترض أن يجمع بيننا عمل ثالث بعنوان «شديد الحراسة» وهو عبارة عن النسخة العربية لمسلسل prison break وقد كنت بالفعل بدأت التحضير من أجله بالتعاون مع الروائى أحمد مراد ولكن تم تأجيله إنتاجيا. • أخيراً هشام هلال وعقب ما حققه من نجاح وقاعدة جماهيرية لا جدال عليها.. أين يرى نفسه بين أبناء جيله من الكتاب؟ - بلا مبالغة عمرى ما سألت نفسى هذا السؤال، وهذا لأننى على يقين أننى مازلت فى البداية، لم أصل بعد لما أتمنى تحقيقه وما أحلم به.•