انطلاق فعاليات مؤتمر اتحاد القبائل العربية الأول وسط حضور كثيف    خبير يعدد فوائد مشروع مستقبل مصر للاقتصاد (فيديو)    رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية يزور ميناء دمياط    طائرات أمريكية وبريطانية تشن غارة على مطار الحديدة الدولي جنوب صنعاء    مسئول بإقليم دارفور: هجمات قوات الدعم السريع على الفاشر تسببت في نزوح أعداد كبيرة من المواطنين    قديروف يعلن مشاركة قوات شيشانية في تحرير منطقة "أغورتسوفو" في مقاطعة خاركوف    حسام حسن: الكرة المصرية تعاني.. والدوري لا يقدم أي شيء    طارق العشري يُعلن قائمة الاتحاد لمواجهة سموحة    جيرو يرحل عن ميلان ويكشف عن وجهته القادمة    مفاضلة بين إمام وعبدالمنعم.. مصدر ليلا كورة: صلاح على رأس 5 لاعبين لدعم المنتخب بأولمبياد باريس    حالة الطقس ودرجات الحرارة غدا.. ظاهرتان جويتان تضربان البلاد    فرض أعمال البلطجة.. كواليس مقتل شاب على يد شقيقين بالسلام    عصام السقا يروج لفيلم ري ستارت قبل بدء التصوير غدا    أشرف زكي: لم تصور أي مسرحية بشكل احترافي وثائقي منذ 2011    القاهرة الإخبارية: آليات إسرائيلية تتقدم تجاه مخيم جباليا شمال غزة    مدرب توتنهام: 99% من جماهيرنا تريد الخسارة أمام مانشستر سيتي    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    محافظ بورسعيد يبحث مع رئيس «تعمير سيناء» آخر مستجدات مشروعات التعاون المشتركة    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    حجز إعادة محاكمة المتهم بتزوير أوراق لتسفير عناصر الإرهاب للخارج للحكم    تعليم النواب توصي بدعم مستشفيات جامعة المنصورة ب 363 مليون جنيه    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    «عباس»: الهيئة تتخذ استراتيجية مستدامة لميكنة دورة العمل بالنيابة الإدارية    السيسي يوجه رسالة عاجلة للمصريين بشأن المياه    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟.. الأزهر للفتوى يوضح    «التعليم» تنبه على الطلاب المصريين في الخارج بسرعة تحميل ملفات التقييم    تعليم البحيرة: 196 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية وأولى وثانية ثانوي    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    موجة احتجاجات تعصف بوزراء الاحتلال في ذكرى «اليوم الوطني لضحايا معارك إسرائيل» (تفاصيل)    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 في الجزائر؟    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    تقديم معهد معاوني الأمن 2024.. الشروط ورابط التقديم    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    معهد الاقتصاد الزراعي ينظم ورشة للتعريف بمفهوم "الزراعة بدون تربة"    تشمل 13 وزيرًا.. تعرف على تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت    التحليل الفني لمؤشرات البورصة المصرية اليوم الاثنين 13 مايو 2024    ختام ناجح لبطولة كأس مصر فرق للشطرنج بعدد قياسي من المشاركين    بنك التعمير والإسكان يرعى الملتقى التوظيفي 15 بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    إنشاء مراكز تميز لأمراض القلب والأورام ومكتبة قومية للأمراض    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    رئيس الغرفة التجارية: سوق ليبيا واعد ونسعى لتسهيل حركة الاستثمار    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    فضل الأشهر الحرم في الإسلام: مواسم العبادة والتقرب إلى الله    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    غلق شوارع رئيسية في مدينة نصر لمدة شهر.. ما السبب؟    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالفتاح مصطفى... على باب الله باسط إيده كلامنا عليك يارب

فى حى الجمالية بالقاهرة سنة 1924 كانت نشأته، حيث نشأ فى بيئة صالحة بين أبوين يعرفان جيداً تعاليم الدين الإسلامى، فوالده هو الشيخ مصطفى الغمراوى العالم الأزهرى المرموق، ووالدته ابنة أحد علماء الأزهر الشريف التى دفعت بابنها للعلم والقراءة والاطلاع فى الكتب والمكتبات الدينية القديمة والحديثة والنادرة.
من هذا المنطلق شق طريقه فى ميادين العلم والدراسة حتى بلغ أشده وحصل على ليسانس الحقوق عام 1974، وتم تعيينه رئيساً لمأمورية الشهر العقارى بالقاهرة والجيزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل فى المؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشاراً قانونيا بها فى ذلك الوقت، ثم انتقل للعمل بجهات عدة.
بالطبع نتحدث عن الشاعر الفذ عبدالفتاح مصطفى الغمراوى، صاحب أشهر أغنيات عاطفية وصوفية أنشدها المطربون الكبار، وهو صاحب سلسلة من الأغانى الشهيرة التى تمر علينا وربما لا ندرى من نظمها بهذه الموهبة والعبقرية، ومنها أغنيات بفيلم «الشيماء» جاء منها «يا محمد» بصوت سعاد محمد، وفى فيلم «فجر الإسلام» غنت له «إلى رحاب يثرب»، فيما غنت له كوكب الشرق «إنا فدائيون» و«طوف وشوف» وغنت له شريفة فاضل «تم البدر بدرى» وغنى له عبدالحليم «ع التوتة والساقية».. وأخيرا أنشد له الشيخ النقشبندى روائعه «مولاى» و«يا ساهر».
ملحمة عظيمة من الأغنيات الرومانسية والصوفية خلفها الشاعر عبدالفتاح مصطفى.
لم يكن عبدالفتاح مصطفى مجرد مأمور ضرائب عادى، صحيح أنه أخلص لمهنته حتى أصبح مديرا لضرائب العاصمة، لكنه فى الوقت نفسه كان مشغولا بالطريقة التى يجب أن يدفع بها الضرائب عن نعم الله عليه، فاختار أن يسخر موهبته العريضة فى الكتابة لخدمة دينه ومعتقداته.
كان عبدالفتاح مصطفى قد استهل حياته شابا بأن أرسل قصيدة لإحدى الصحف فنشرتها (كان وقتها طالبًا ثانويًا عام 47) فأعجبت أحد المسئولين فى الإذاعة وعرضها على محمد عبدالوهاب فغناها (كان اسمها عروس النيل) بعدها تبنت الإذاعة إنتاجه فأصبح واحدا من أهم كتاب تمثيلياتها الشهيرة مثل: عوف الأصيل ومرزوق، ثم أعادت أم كلثوم اكتشافه فبدأ معها بأغنية وطنية (فدائيون) وأنهى المسيرة معها بأغنية وطنية أيضا (طوف وشوف) وما بينهما كتب لها (لسه فاكر وليلى ونهارى وأقول لك إيه عن الشوق).
تخبرنا السيرة الذاتية المتداولة للشاعر بأنه ولد بحى الجمالية بالقاهرة مع مطلع عام 1924، ووالده هو الشيخ مصطفى الغمراوى.. الذى رحل وهو فى سن مبكرة، حيث تولت والدته تربية ابنها الوليد تربية دينية وثقافية.
• نبوغ مبكر
ظهر نبوغ الشاعر مبكرا وكانت قصيدة عروس النيل التى أبدعها وهو لايزال طالبا بالمرحلة الثانوية عام 1947 سبيله للتعامل مع الإذاعة المصرية ولحنها له موسيقار الأجيال عبدالوهاب.
وفى السنة التى شهدت ثورة الضباط الأحرار 1952 كان عبدالفتاح قد تخرج لتوه فى كلية الحقوق ليحصل بعدها على دبلوم فى الشريعة الإسلامية.. فى الخمسينيات والستينيات غنت له أم كلثوم بعض الأغانى الوطنية، ثم غنت له أغانى عاطفية ودينية، ومن أشهر أعماله لأم كلثوم «لسه فاكر، «التوبة، ليلى ونهارى، أقول لك إيه، يا سلام على الأمة، منصورة يا ثورة الأحرار، الزعيم والثورة، يا صوت بلدنا، يا حبنا الكبير، طوف وشوف وإنا فدائيون».
كما غنى له عبدالحليم حافظ عددا من أشهر ابتهالاته الدينية ومنها «ع التوتة والساقية» و«أنا من تراب» وغنت له شريفة فاضل «تم البدر بدرى.. ولا لسا بدرى يا شهر الصيام».. تغنى بكلماته محمد فوزى وبرلنتى حسن وسعاد محمد وشريفة فاضل ومحمد قنديل ونجاة وشادية وأحمد صدقى وغيرهم الكثيرون.
التحق عبد الفتاح مصطفى بالعمل فى بداية حياته رئيسا لمأمورية الشهر العقارى بالقاهرة والجيزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل فى المؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشارا قانونيا فى بداية الستينيات.. كما شغل كذلك مهنة التدريس بالجامعة، عندما عين أستاذا زائرا فى كلية الإعلام جامعة القاهرة.
فى السبعينيات اتخذ الشاعر اتجاهاً صوفياً فى قصائده فنظم الأغانى الدينية لعبدالحليم، كما كتب العديد من الأناشيد لكبار المنشدين أمثال الشيخ سيد النقشبندى الذى قدم له «أيها الساهر» و«مولاى».
حصل الشاعر عبدالفتاح مصطفى على جائزة أحسن سيناريو وحوار وأغانٍ عن مسلسل (محمد رسول الله)، كما قدم سيناريو وحوار وأغانى فيلم (الشيماء) الذى غنته الفنانة القديرة سعاد محمد، كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية منها مازال يعرض بنجاح (عوف الأصيل - مرزوق - الشاطر حسن - شمس الأصيل - عذراء الربيع - البيرق النبوى)، كما حصل الشاعر عبدالفتاح مصطفى على جائزة نجيب محفوظ للأدب فى 15-11-2008 م .
نتأمل كلمات عبدالفتاح مصطفى التى اختتم بها فيلم «فجر الإسلام» من إخراج صلاح أبوسيف عام 1970، حيث المسلمون ينشدون «إلى رحاب يثرب» ويقولون:
إلى رحاب اليثرب.. إلى ضياء الموكب.. إلى الزكى الطيب.. إلى النبى إلى النبى..
سعيا إلى نور النبى الهادى والرحمة الكبرى على العباد
ومن يعادى الله فليعادى صبرا جميلا يا أخا الجهاد
نفر بالروح من الضلال وغير وجه الحق لا نبالى
فهونوا لله كل غالى من جيرة وصحبة وأهالى
ربنا أنت الأحد.. باسمك الجمع اتحد.. وعدك الحق وهذا يومنا والجد جد
سنرى الفجر القريب من دجى الليل العصيب وبأيدينا سنرمى ويد الله تصيب
هذه الأمة قوة من صفاء وأخوة وإن تحداها عدو راح فى أظلم هوة
كلنا يبغى شهادة فى يقين وإرادة نحن نمضى للسعادة انتصارا أو شهادة».
بعدها بسنوات يشترك عبدالفتاح مصطفى فى عملين دينيين كبيرين خالدين رائعين.. الأول يكتب أشعاره فقط وهو «على هامش السيرة» عن قصة طه حسين.. والثانى يكتبه كله بالسيناريو والحوار والأغانى وهو «محمد رسول الله» وتغنت بهما ياسمين الخيام.
ففى «محمد رسول الله» كلنا نتذكر تتر المقدمة الذى يقول: «دعوة إبراهيم.. ونبوءة موسى.. ترنيمة داود.. وبشارة عيسى..» ألحان جمال سلامة.
وفى أغنية يا محمد بفيلم الشيماء يقول:
كم شاق الدنيا مولده ... حتى وافاها موعده
كانت فى الغيب تناشده ... حمدا لله تردده
والأفق ضياءٌ يتبسم ... والملأ الأعلى يترنم
لقدوم محمدنا الأكرم ... صلى الله عليه وسلم
أعظم برسول آواه ... رب الرحمات ورباه
بأمين علمه الله.. لم يرق نبى مرقاه
أكرم من جاد ومن أنعم ... أفصح من قال ومن علم
أصدق من كبر أو عظم.. صلى الله عليه وسلم.
جميعنا يأسف من الأفلام والأغنيات الدينية الحالية، مقارنة بما قدمه الفنانون العظام فى الستينيات والسبعينيات، ويقول إن واجبنا إنتاج أفلام دينية يكتب أشعارها كبار الشعراء كما كان يحدث فى الماضى ومنهم فاروق شوشة أو سيد حجاب أو الأبنودى وتتغنى بها الأصوات الشابة القوية كآمال ماهر أو مى فاروق أو غادة رجب أو غيرهم من الشعراء والمطربين.
هل تذكر من أيام الطفولة المسلسل الدينى الأشهر فى تاريخ الدراما المصرية والعربية «محمد رسول الله» بأغنية ياسمين الخيام الشهيرة «محمد رسول الله» تلك الأغنية التى لخصت علاقة سيدنا محمد بالأنبياء الذين سبقوه فى سطرين «دعوة إبراهيم.. ونبوءة موسى.. ترنيمة داود.. وبشارة عيسى» كانت قصة المسلسل للكاتب الكبير عبدالحميد جودة السحار، أما السيناريو والحوار والأغنيات فقد كانت لعبدالفتاح مصطفى.
• قصائد صوفية
فى السبعينيات اتخذ الشاعر اتجاهاً صوفياً فى قصائده وفى عام 1972 كان الرئيس السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته فى القناطر الخيرية وكان الشيخ سيد النقشبندى موجودا فى الاحتفال الذى حضره بليغ حمدى ووجدى الحكيم كمسئول فى الإذاعة المصرية فإذا بالرئيس السادات ينادى لبليغ ويقول له: عاوز أسمعك مع النقشبندى.. ثم كلف وجدى الحكيم بفتح استوديو الإذاعة لهما.
تحدث النقشبندى مع وجدى الحكيم وقال له: ما ينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة وكان فى اعتقاده أن اللحن يفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال وقال: على آخر الزمن يا وجدى هاغنى وطلب منه الاعتذار لبليغ.
اتفق وجدى الحكيم مع الشيخ سيد النقشبندى أن يستمع إلى اللحن الذى أعده بليغ حمدى واصطحبه إلى استوديو الإذاعة واتفق معه على أن يتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة ثم يعود وأن تكون بينهما إشارة يعرف من خلالها إن كانت ألحان بليغ أعجبت النقشبندى أم لا؟.. واتفق أن يدخل عليهما بعد نصف ساعة فإذا وجد النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ وإن وجده مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه ويتحجج وجدى بأن هناك عطلا فى الاستوديو لإنهاء اللقاء ويفكران بعدها فى كيفية الاعتذار لبليغ.. دخل وجدى الحكيم للاستديو فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان وقال له: ياوجدى بليغ ده جن.
فى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين «مولاى إنى ببابك» التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى وفى نفس اليوم الذى انتهى فيه بليغ من تلحين أغنية مولاى كلمات عبدالفتاح مصطفى قام بتلحين 5 ابتهالات أخرى ليكون حصيلة هذا اللقاء 6 ابتهالات.
بليغ حمدى هو الذى اختار كلمات هذه الابتهالات وأعدها قبل هذا اللقاء بالاتفاق مع الشاعر عبدالفتاح مصطفى وبليغ والنقشبندى لم يتقاضيا أى أجر عن ابتهال مولاى الذى أصبح علامة من علامات الإذاعة المصرية فى رمضان والألحان التى لحنها بليغ حمدى للشيخ النقشبندى: وأشرق المعصوم وأقول أمتى وأى سلوى وعزاء وأنغام الروح وربنا إنا جنودك ويارب أنا أمة ويا ليلة فى الدهر ودار الأرقم وإخوة الحق وأيها الساهر وذكرى بدر وحمدا لك اللهم وعليك سلام الله ومولاى إنى ببابك وليلة الإسراء ورباه يامن أناجى وبحبك ربى نتفانى كلمات عبدالفتاح مصطفى.
مَوّلاى إنّى ببابك قَد بَسطتُ يَدى..
مَن لى ألوذ به إلاك يا سَندى؟
أقُوم بالليّل والأسّحار سَاهيةٌ
أدّعُو وهَمّسُ دعائى.. بالدموع نَدى
بنُور وجهك إنى عائد وجل..
ومن يعد بك لَن يَشْقى إلى الأبد..
مَهما لقيت من الدُنيا وعَارضها..
فَأنْتَ لى شغل عمّا يَرى جَسدى..
تَحْلو مرارة عيش فى رضاك..
ومَا أطيق سخطًا على عيش من الرغد..
من لى سواك..؟ ومن سواك يرى قلبى؟
ويسمَعُه كُل الخلائق ظل فى يد الصَمد..
أدْعوك يا ربّ فاغْفر ذلّتى كَرماً..
واجْعَل شفيع دعائى حُسن مُتَقدى
عندما غنت أم كلثوم أقول لك إيه عن الشوق قالت للشاعر عبد الفتاح مصطفى: إيه كل الحب ده سوف أقول لزوجتك؟ فقال عبدالفتاح مصطفى: الكلمات دى ليست لسيدة بل لرب العزة سبحانه وتعالى.
• أغانٍ وطنية
فى الساعة الثانية بعد ظهر يوم السبت 10 رمضان 1393 هجريا / 6 أكتوبر 1973 كان الشاعر عبدالفتاح مصطفى فى بيته يشاهد التليفزيون وكانت تعرض مسلسلة دينية كتبها الشاعر بعنوان (جنود الخفاء) وعندما قال الممثل إلى الممثل الآخر: لا تخف فإن الله مانع نبيه.. وبعد دقائق قطعت إذاعة المسلسلة وأذيع البيان الأول بعبور قواتنا قناة السويس وهنا أصيب الشاعر بالذهول وبعد ساعتين كتب الشاعر عبدالفتاح أغنية (صدق وعده) واستلهم الشاعر المعنى من بعض الآيات القرآنية ولحن الموسيقار بليغ حمدى الكلمات وتغنت المجموعة: الله أكبر لا إله إلا الله صدق وعده نصر عبده نصر جنده.
من ألحان الموسيقار محمد الموجى فى مجال الأغنية الوطنية أذكر لحنه مصر نعمة ربنا كلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفى وغنتها شادية بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات عندما قامت بعض عناصر الخائنين والإرهاب بإطلاق الرصاص على الرئيس السادات أثناء حضوره العرض العسكرى الذى أقيم بمدينة نصر يوم 6 أكتوبر عام 1981 بمناسبة احتفال مصر بذكرى نصر أكتوبر.
غنى عبدالحليم بدلتى الزرقا ألحان عبد الحميد توفيق زكى، بالإضافة إلى أدعية عبدالحليم التى لحنها محمد الموجى وغنت أحلام من كلمات عبدالفتاح مصطفى وألحان عبدالعظيم محمد: تسابيح وقلبى الجمال صحاه وطول عمرنا حنيين وكان جدى ذات يوم ويا صباح وغنى إسماعيل شبانة: لا تكلنى سواك وأهلين وإيه للثورة يادنيا ويا فالق الإصباح وغنت زينب يونس: يا إلهنا ونعم الله ولا أوحش الله منك وغنى سمير الإسكندرانى: فتوحات وغنت سعاد محمد: أشرقى شمس الهدى إنك لا تهدى الأحبة ويا محمد وطلع البدر علينا وغنت شريفة فاضل: يا سامع الدعوات وغنت شهر زاد: من كلمتين وغنى محمد قنديل: نصر الله وهات يا تاريخ ويا شقيقى العربى وغنى كارم محمود أمجاد يا عرب أمجاد ألحان عبدالغنى الشيخ وياحلو نادى لى وألحان كارم محمود أيضا وغنى محمد فوزى تملى فى قلبى ويا هل ترى.
تعاقدت أم كلثوم على حفلتين أولاهما يوم الافتتاح والثانية فى 2 يونيو عام 1934 نظير أجر قدره (25) جنيها عن كل حفلة وكانت هى الأعلى أجرا ولكنها فى غضون أسابيع زاد أجرها إلى ثلاثين جنيها للحفلة أما صالح عبد الحى فتعاقدت معه الإذاعة فى يوليو 1934 على تقديم أربع حفلات شهريا نظير 12 جنيها مصريا للحفلة فى الوقت الذى وصل أجره فى بعض الحفلات الخاصة 10 جنيهات ذهبية ارتفعت فى إحدى الحفلات إلى مائة جنيه ذهبية وفى نهاية سهرة اليوم الأول للإذاعة ختم مطرب الأمراء والملوك محمد عبدالوهاب وتغنى بأغنية آه يا ذكرى الغرام.
كتب الشاعر عبدالفتاح مصطفى تم البدر بدرى لوداع شهر رمضان وتعد الأغنية الوحيدة لوداع الشهر الفضيل، حيث جلس الشاعر مع نفسه وكتبت تلك الكلمات ثم قدمها للإذاعى وجدى الحكيم مراقب الموسيقى والغناء بالإذاعة فأعجب بها وعرض الكلمات على شريفة فاضل فتحمست لها وقدمتها للموسيقار عبدالعظيم محمد الذى لحنها فى يومين فقط بشقته وغنتها وسجلتها شريفة فاضل عام 1960 باستوديو 46 بالإذاعة وهى مدتها 4 دقائق و(45) ثانية وعلى شريط 14552 ر ج 2 وأذيعت الأغنية فى الثلث الأخير لشهر رمضان ورفضت شريفة فاضل تقاضى أى مبالغ كأجر لغنائها، حيث اعتبرتها أول أغنية دينية لها، أما الشاعر عبدالفتاح مصطفى فقد تقاضى 15 جنيها كأجر عنها وعبدالعظيم محمد تقاضى 35 جنيها لتلحين الأغنية.
وغنت له فايزة أحمد من كلماته وألحان محمد فوزى كريم المعانى ياشهر الصوم.
«رمضان أبو المواكب» صورة غنائية كتبها الشاعر عبدالفتاح مصطفى ولحنها شوقى إسماعيل وغناها إسماعيل شبانة ويقول مطلعها:
رمضان أبو المواكب صفحات أمجاد ونصر
أبطال ذى الكواكب سيرتها تهز مصر
هات يابو المديح وقول الله أكبر عليك يابو المواكب.
فى فجر يوم الجمعة الموافق 13 يوليو عام 1984 وفى مستشفى القلب بإمبابة فاضت روح الشاعر عبد الفتاح مصطفى إلى بارئها.
محبتنا لهذا الرجل واجبة بقدر ما أسعدنا وارتقى بكتابة الأغنية الدينية الصوفية، تاركا لنا منها تراثا مضادا للسذاجة التى تغطى هذه النوعية من الأغنيات حاليا بدون ذكر أسماء.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.