تكريم وزيرة التنمية المحلية من هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر ضمن القيادات النسائية الملهمة    كامل الوزير: أسعار الطاقة في مصر تنافسية جدًا وأقل من تركيا والهند    استبعاد توني بلير من "مجلس السلام" لإدارة غزة بعد اعتراضات عربية وإسلامية    بوتين يعلن الاستيلاء على بلدة سيفيرسك الأوكرانية    بتروجت يقتنص فوزا ثمينا أمام وادي دجلة في كأس الرابطة    انتداب المعمل الجنائي لفحص آثار انفجار ماسورة غاز في إمبابة    وزير العمل يشهد تسليم 405 عقود عمل لذوي همم في 27 محافظة في وقت واحد    تعليم القاهرة: ترشيد استهلاك المياه والكهرباء بالمدارس حفاظًا على المال العام    الجيش الصومالي يحبط محاولة تفجير في مقديشو    غلق 126 كيانًا غير مرخصًا لتنظيم الرحلات السياحية بمحافظة جنوب سيناء    جيمي كاراجر يهاجم صلاح ليتصدر التريند.. مدافع ليفربول السابق لم يفز بالدورى الإنجليزى وسجل 10 أهداف منها 7 فى نفسه.. ميسى وصفه ب"حمار".. رونالدو تجاهله على الهواء.. ومورينو: أنت نسيت الكورة.. فيديو    توروب يعلن قائمة الأهلي لمباراة إنبي    تعزيز التعاون الدوائي بين مصر والصين.. مباحثات موسعة لزيادة الاستثمار ونقل التكنولوجيا في قطاع المستلزمات الطبية    انهيار منزل قديم من 3 طوابق دون إصابات بطهطا في سوهاج    «نجوم إف إم» تكرم محمد رمضان تقديرًا لإسهاماته الفنية والغنائية | صور    نقيب الممثلين: عبلة كامل بخير وغيابها الفني قرارها وليس له علاقة بأي مرض    أحمد سالم في كلمة أخيرة: متوقع اكتمال تشكيل مجلس النواب الجديد بحلول أوائل يناير    في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ.. «الحرافيش» درة التاج الأدبي المحفوظي    أيهما الزي الشرعي الخمار أم النقاب؟.. أمين الفتوى يجيب    محمد رمضان ل جيهان عبد الله: «كلمة ثقة في الله سر نجاحي»    وزير الصحة يتفقد مقر المرصد الإعلامي ويوجه باستخدام الأدوات التكنولوجية في رصد الشائعات والرد عليها    مدينة العبور تجهز «شلتر» للكلاب الحرة لتحصينها وتنفذ حملات للتطعيم ضد السعار    دوري المحترفين ..أبو قير يواصل السقوط والترسانة يتعادل أمام طنطا    ميسرة بكور: بعض الدول الأوروبية تتصرف وفق مصالحها الوطنية على حساب المصلحة المشتركة    سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب    إطلاق قافلة طبية علاجية شاملة لقرية أربعين الشراقوة بكفر الشيخ    العدل: معايير النزاهة في الاستحقاقات الانتخابية منارة تضئ طريق الديمقراطية    خبير استراتيجى: إسرائيل نفذت أكثر من 500 خرق منذ اتفاقية وقف النار بغزة    إكسترا نيوز: لا شكاوى جوهرية في ثاني أيام التصويت وإقبال منتظم من السيدات    الإسماعيلي يكشف تفاصيل إصابة حارسه عبد الله جمال    حسام وإبراهيم حسن يزوران معسكر منتخب مصر مواليد 2007.. صور    فوز مشاريع تخرج كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر بالمراكز الأولى في مسابقة المجلس القومي للمرأة    المصل واللقاح: لقاح الإنفلونزا آمن تماما ويحسن المناعة ولا يضعفها    لجان خاصة بذوي الإعاقة، تجارة عين شمس تعلن الجاهزية لامتحان 60 ألف طالب    بعد أسبوع من البحث| اصطياد «تمساح الزوامل»    «هما كده» أغنية جديدة لمصطفى كامل ويطرحها السبت    نصائح شعبة الذهب عند شراء الجنيهات والسبائك .. خاص    أشرف زكى عن عبلة كامل : مختفية عن الأنظار .. ونشكر الرئيس على رعاية كبار الفنانين    «صحة قنا» تعقد اجتماعًا بمديرى المستشفيات لتعزيز جاهزية منظومة الطوارئ والرعاية الحرجة    «المشاط» تبحث مع بنك الاستثمار الأوروبي نتائج زيارته لمصر    ضبط شخص بحوزته كروت دعائية وأموال لشراء أصوات الناخبين في الأقصر    حبس عاطل بتهمة التحرش بفنانة شهيرة أثناء سيرها بالشارع في النزهة    تطورات الوضع في غزة تتصدر مباحيات الرئيس السيسي وملك البحرين    الضباب الكثيف يلغي عددا من الرحلات الجوية إلى مطار حلب بشمال سوريا    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز مصطفى البنا وحسام خليل بالدائرة الثانية بأطسا    المشدد 7 سنوات لرئيس حي شرق الإسكندرية السابق في قضية رشوة    حكم كتابة الأب ممتلكاته لبناته فقط خلال حياته    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع تطوير مدينة النيل الطبية    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في احتفالية شركة «قرة إنرجي» بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    أسعار الفضة تلامس مستوى قياسيا جديدا بعد خفض الفائدة الأمريكية    كأس العرب| طموحات فلسطين تصطدم برغبة السعودية في ربع النهائي    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالفتاح مصطفى... على باب الله باسط إيده كلامنا عليك يارب

فى حى الجمالية بالقاهرة سنة 1924 كانت نشأته، حيث نشأ فى بيئة صالحة بين أبوين يعرفان جيداً تعاليم الدين الإسلامى، فوالده هو الشيخ مصطفى الغمراوى العالم الأزهرى المرموق، ووالدته ابنة أحد علماء الأزهر الشريف التى دفعت بابنها للعلم والقراءة والاطلاع فى الكتب والمكتبات الدينية القديمة والحديثة والنادرة.
من هذا المنطلق شق طريقه فى ميادين العلم والدراسة حتى بلغ أشده وحصل على ليسانس الحقوق عام 1974، وتم تعيينه رئيساً لمأمورية الشهر العقارى بالقاهرة والجيزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل فى المؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشاراً قانونيا بها فى ذلك الوقت، ثم انتقل للعمل بجهات عدة.
بالطبع نتحدث عن الشاعر الفذ عبدالفتاح مصطفى الغمراوى، صاحب أشهر أغنيات عاطفية وصوفية أنشدها المطربون الكبار، وهو صاحب سلسلة من الأغانى الشهيرة التى تمر علينا وربما لا ندرى من نظمها بهذه الموهبة والعبقرية، ومنها أغنيات بفيلم «الشيماء» جاء منها «يا محمد» بصوت سعاد محمد، وفى فيلم «فجر الإسلام» غنت له «إلى رحاب يثرب»، فيما غنت له كوكب الشرق «إنا فدائيون» و«طوف وشوف» وغنت له شريفة فاضل «تم البدر بدرى» وغنى له عبدالحليم «ع التوتة والساقية».. وأخيرا أنشد له الشيخ النقشبندى روائعه «مولاى» و«يا ساهر».
ملحمة عظيمة من الأغنيات الرومانسية والصوفية خلفها الشاعر عبدالفتاح مصطفى.
لم يكن عبدالفتاح مصطفى مجرد مأمور ضرائب عادى، صحيح أنه أخلص لمهنته حتى أصبح مديرا لضرائب العاصمة، لكنه فى الوقت نفسه كان مشغولا بالطريقة التى يجب أن يدفع بها الضرائب عن نعم الله عليه، فاختار أن يسخر موهبته العريضة فى الكتابة لخدمة دينه ومعتقداته.
كان عبدالفتاح مصطفى قد استهل حياته شابا بأن أرسل قصيدة لإحدى الصحف فنشرتها (كان وقتها طالبًا ثانويًا عام 47) فأعجبت أحد المسئولين فى الإذاعة وعرضها على محمد عبدالوهاب فغناها (كان اسمها عروس النيل) بعدها تبنت الإذاعة إنتاجه فأصبح واحدا من أهم كتاب تمثيلياتها الشهيرة مثل: عوف الأصيل ومرزوق، ثم أعادت أم كلثوم اكتشافه فبدأ معها بأغنية وطنية (فدائيون) وأنهى المسيرة معها بأغنية وطنية أيضا (طوف وشوف) وما بينهما كتب لها (لسه فاكر وليلى ونهارى وأقول لك إيه عن الشوق).
تخبرنا السيرة الذاتية المتداولة للشاعر بأنه ولد بحى الجمالية بالقاهرة مع مطلع عام 1924، ووالده هو الشيخ مصطفى الغمراوى.. الذى رحل وهو فى سن مبكرة، حيث تولت والدته تربية ابنها الوليد تربية دينية وثقافية.
• نبوغ مبكر
ظهر نبوغ الشاعر مبكرا وكانت قصيدة عروس النيل التى أبدعها وهو لايزال طالبا بالمرحلة الثانوية عام 1947 سبيله للتعامل مع الإذاعة المصرية ولحنها له موسيقار الأجيال عبدالوهاب.
وفى السنة التى شهدت ثورة الضباط الأحرار 1952 كان عبدالفتاح قد تخرج لتوه فى كلية الحقوق ليحصل بعدها على دبلوم فى الشريعة الإسلامية.. فى الخمسينيات والستينيات غنت له أم كلثوم بعض الأغانى الوطنية، ثم غنت له أغانى عاطفية ودينية، ومن أشهر أعماله لأم كلثوم «لسه فاكر، «التوبة، ليلى ونهارى، أقول لك إيه، يا سلام على الأمة، منصورة يا ثورة الأحرار، الزعيم والثورة، يا صوت بلدنا، يا حبنا الكبير، طوف وشوف وإنا فدائيون».
كما غنى له عبدالحليم حافظ عددا من أشهر ابتهالاته الدينية ومنها «ع التوتة والساقية» و«أنا من تراب» وغنت له شريفة فاضل «تم البدر بدرى.. ولا لسا بدرى يا شهر الصيام».. تغنى بكلماته محمد فوزى وبرلنتى حسن وسعاد محمد وشريفة فاضل ومحمد قنديل ونجاة وشادية وأحمد صدقى وغيرهم الكثيرون.
التحق عبد الفتاح مصطفى بالعمل فى بداية حياته رئيسا لمأمورية الشهر العقارى بالقاهرة والجيزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل فى المؤسسة المصرية العامة للإسكان مستشارا قانونيا فى بداية الستينيات.. كما شغل كذلك مهنة التدريس بالجامعة، عندما عين أستاذا زائرا فى كلية الإعلام جامعة القاهرة.
فى السبعينيات اتخذ الشاعر اتجاهاً صوفياً فى قصائده فنظم الأغانى الدينية لعبدالحليم، كما كتب العديد من الأناشيد لكبار المنشدين أمثال الشيخ سيد النقشبندى الذى قدم له «أيها الساهر» و«مولاى».
حصل الشاعر عبدالفتاح مصطفى على جائزة أحسن سيناريو وحوار وأغانٍ عن مسلسل (محمد رسول الله)، كما قدم سيناريو وحوار وأغانى فيلم (الشيماء) الذى غنته الفنانة القديرة سعاد محمد، كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية منها مازال يعرض بنجاح (عوف الأصيل - مرزوق - الشاطر حسن - شمس الأصيل - عذراء الربيع - البيرق النبوى)، كما حصل الشاعر عبدالفتاح مصطفى على جائزة نجيب محفوظ للأدب فى 15-11-2008 م .
نتأمل كلمات عبدالفتاح مصطفى التى اختتم بها فيلم «فجر الإسلام» من إخراج صلاح أبوسيف عام 1970، حيث المسلمون ينشدون «إلى رحاب يثرب» ويقولون:
إلى رحاب اليثرب.. إلى ضياء الموكب.. إلى الزكى الطيب.. إلى النبى إلى النبى..
سعيا إلى نور النبى الهادى والرحمة الكبرى على العباد
ومن يعادى الله فليعادى صبرا جميلا يا أخا الجهاد
نفر بالروح من الضلال وغير وجه الحق لا نبالى
فهونوا لله كل غالى من جيرة وصحبة وأهالى
ربنا أنت الأحد.. باسمك الجمع اتحد.. وعدك الحق وهذا يومنا والجد جد
سنرى الفجر القريب من دجى الليل العصيب وبأيدينا سنرمى ويد الله تصيب
هذه الأمة قوة من صفاء وأخوة وإن تحداها عدو راح فى أظلم هوة
كلنا يبغى شهادة فى يقين وإرادة نحن نمضى للسعادة انتصارا أو شهادة».
بعدها بسنوات يشترك عبدالفتاح مصطفى فى عملين دينيين كبيرين خالدين رائعين.. الأول يكتب أشعاره فقط وهو «على هامش السيرة» عن قصة طه حسين.. والثانى يكتبه كله بالسيناريو والحوار والأغانى وهو «محمد رسول الله» وتغنت بهما ياسمين الخيام.
ففى «محمد رسول الله» كلنا نتذكر تتر المقدمة الذى يقول: «دعوة إبراهيم.. ونبوءة موسى.. ترنيمة داود.. وبشارة عيسى..» ألحان جمال سلامة.
وفى أغنية يا محمد بفيلم الشيماء يقول:
كم شاق الدنيا مولده ... حتى وافاها موعده
كانت فى الغيب تناشده ... حمدا لله تردده
والأفق ضياءٌ يتبسم ... والملأ الأعلى يترنم
لقدوم محمدنا الأكرم ... صلى الله عليه وسلم
أعظم برسول آواه ... رب الرحمات ورباه
بأمين علمه الله.. لم يرق نبى مرقاه
أكرم من جاد ومن أنعم ... أفصح من قال ومن علم
أصدق من كبر أو عظم.. صلى الله عليه وسلم.
جميعنا يأسف من الأفلام والأغنيات الدينية الحالية، مقارنة بما قدمه الفنانون العظام فى الستينيات والسبعينيات، ويقول إن واجبنا إنتاج أفلام دينية يكتب أشعارها كبار الشعراء كما كان يحدث فى الماضى ومنهم فاروق شوشة أو سيد حجاب أو الأبنودى وتتغنى بها الأصوات الشابة القوية كآمال ماهر أو مى فاروق أو غادة رجب أو غيرهم من الشعراء والمطربين.
هل تذكر من أيام الطفولة المسلسل الدينى الأشهر فى تاريخ الدراما المصرية والعربية «محمد رسول الله» بأغنية ياسمين الخيام الشهيرة «محمد رسول الله» تلك الأغنية التى لخصت علاقة سيدنا محمد بالأنبياء الذين سبقوه فى سطرين «دعوة إبراهيم.. ونبوءة موسى.. ترنيمة داود.. وبشارة عيسى» كانت قصة المسلسل للكاتب الكبير عبدالحميد جودة السحار، أما السيناريو والحوار والأغنيات فقد كانت لعبدالفتاح مصطفى.
• قصائد صوفية
فى السبعينيات اتخذ الشاعر اتجاهاً صوفياً فى قصائده وفى عام 1972 كان الرئيس السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته فى القناطر الخيرية وكان الشيخ سيد النقشبندى موجودا فى الاحتفال الذى حضره بليغ حمدى ووجدى الحكيم كمسئول فى الإذاعة المصرية فإذا بالرئيس السادات ينادى لبليغ ويقول له: عاوز أسمعك مع النقشبندى.. ثم كلف وجدى الحكيم بفتح استوديو الإذاعة لهما.
تحدث النقشبندى مع وجدى الحكيم وقال له: ما ينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة وكان فى اعتقاده أن اللحن يفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال وقال: على آخر الزمن يا وجدى هاغنى وطلب منه الاعتذار لبليغ.
اتفق وجدى الحكيم مع الشيخ سيد النقشبندى أن يستمع إلى اللحن الذى أعده بليغ حمدى واصطحبه إلى استوديو الإذاعة واتفق معه على أن يتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة ثم يعود وأن تكون بينهما إشارة يعرف من خلالها إن كانت ألحان بليغ أعجبت النقشبندى أم لا؟.. واتفق أن يدخل عليهما بعد نصف ساعة فإذا وجد النقشبندى خلع عمامته فإن هذا يعنى أنه أعجب بألحان بليغ وإن وجده مازال يرتديها فيعنى ذلك أنها لم تعجبه ويتحجج وجدى بأن هناك عطلا فى الاستوديو لإنهاء اللقاء ويفكران بعدها فى كيفية الاعتذار لبليغ.. دخل وجدى الحكيم للاستديو فإذا بالنقشبندى قد خلع العمامة والجبة والقفطان وقال له: ياوجدى بليغ ده جن.
فى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين «مولاى إنى ببابك» التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى وفى نفس اليوم الذى انتهى فيه بليغ من تلحين أغنية مولاى كلمات عبدالفتاح مصطفى قام بتلحين 5 ابتهالات أخرى ليكون حصيلة هذا اللقاء 6 ابتهالات.
بليغ حمدى هو الذى اختار كلمات هذه الابتهالات وأعدها قبل هذا اللقاء بالاتفاق مع الشاعر عبدالفتاح مصطفى وبليغ والنقشبندى لم يتقاضيا أى أجر عن ابتهال مولاى الذى أصبح علامة من علامات الإذاعة المصرية فى رمضان والألحان التى لحنها بليغ حمدى للشيخ النقشبندى: وأشرق المعصوم وأقول أمتى وأى سلوى وعزاء وأنغام الروح وربنا إنا جنودك ويارب أنا أمة ويا ليلة فى الدهر ودار الأرقم وإخوة الحق وأيها الساهر وذكرى بدر وحمدا لك اللهم وعليك سلام الله ومولاى إنى ببابك وليلة الإسراء ورباه يامن أناجى وبحبك ربى نتفانى كلمات عبدالفتاح مصطفى.
مَوّلاى إنّى ببابك قَد بَسطتُ يَدى..
مَن لى ألوذ به إلاك يا سَندى؟
أقُوم بالليّل والأسّحار سَاهيةٌ
أدّعُو وهَمّسُ دعائى.. بالدموع نَدى
بنُور وجهك إنى عائد وجل..
ومن يعد بك لَن يَشْقى إلى الأبد..
مَهما لقيت من الدُنيا وعَارضها..
فَأنْتَ لى شغل عمّا يَرى جَسدى..
تَحْلو مرارة عيش فى رضاك..
ومَا أطيق سخطًا على عيش من الرغد..
من لى سواك..؟ ومن سواك يرى قلبى؟
ويسمَعُه كُل الخلائق ظل فى يد الصَمد..
أدْعوك يا ربّ فاغْفر ذلّتى كَرماً..
واجْعَل شفيع دعائى حُسن مُتَقدى
عندما غنت أم كلثوم أقول لك إيه عن الشوق قالت للشاعر عبد الفتاح مصطفى: إيه كل الحب ده سوف أقول لزوجتك؟ فقال عبدالفتاح مصطفى: الكلمات دى ليست لسيدة بل لرب العزة سبحانه وتعالى.
• أغانٍ وطنية
فى الساعة الثانية بعد ظهر يوم السبت 10 رمضان 1393 هجريا / 6 أكتوبر 1973 كان الشاعر عبدالفتاح مصطفى فى بيته يشاهد التليفزيون وكانت تعرض مسلسلة دينية كتبها الشاعر بعنوان (جنود الخفاء) وعندما قال الممثل إلى الممثل الآخر: لا تخف فإن الله مانع نبيه.. وبعد دقائق قطعت إذاعة المسلسلة وأذيع البيان الأول بعبور قواتنا قناة السويس وهنا أصيب الشاعر بالذهول وبعد ساعتين كتب الشاعر عبدالفتاح أغنية (صدق وعده) واستلهم الشاعر المعنى من بعض الآيات القرآنية ولحن الموسيقار بليغ حمدى الكلمات وتغنت المجموعة: الله أكبر لا إله إلا الله صدق وعده نصر عبده نصر جنده.
من ألحان الموسيقار محمد الموجى فى مجال الأغنية الوطنية أذكر لحنه مصر نعمة ربنا كلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفى وغنتها شادية بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات عندما قامت بعض عناصر الخائنين والإرهاب بإطلاق الرصاص على الرئيس السادات أثناء حضوره العرض العسكرى الذى أقيم بمدينة نصر يوم 6 أكتوبر عام 1981 بمناسبة احتفال مصر بذكرى نصر أكتوبر.
غنى عبدالحليم بدلتى الزرقا ألحان عبد الحميد توفيق زكى، بالإضافة إلى أدعية عبدالحليم التى لحنها محمد الموجى وغنت أحلام من كلمات عبدالفتاح مصطفى وألحان عبدالعظيم محمد: تسابيح وقلبى الجمال صحاه وطول عمرنا حنيين وكان جدى ذات يوم ويا صباح وغنى إسماعيل شبانة: لا تكلنى سواك وأهلين وإيه للثورة يادنيا ويا فالق الإصباح وغنت زينب يونس: يا إلهنا ونعم الله ولا أوحش الله منك وغنى سمير الإسكندرانى: فتوحات وغنت سعاد محمد: أشرقى شمس الهدى إنك لا تهدى الأحبة ويا محمد وطلع البدر علينا وغنت شريفة فاضل: يا سامع الدعوات وغنت شهر زاد: من كلمتين وغنى محمد قنديل: نصر الله وهات يا تاريخ ويا شقيقى العربى وغنى كارم محمود أمجاد يا عرب أمجاد ألحان عبدالغنى الشيخ وياحلو نادى لى وألحان كارم محمود أيضا وغنى محمد فوزى تملى فى قلبى ويا هل ترى.
تعاقدت أم كلثوم على حفلتين أولاهما يوم الافتتاح والثانية فى 2 يونيو عام 1934 نظير أجر قدره (25) جنيها عن كل حفلة وكانت هى الأعلى أجرا ولكنها فى غضون أسابيع زاد أجرها إلى ثلاثين جنيها للحفلة أما صالح عبد الحى فتعاقدت معه الإذاعة فى يوليو 1934 على تقديم أربع حفلات شهريا نظير 12 جنيها مصريا للحفلة فى الوقت الذى وصل أجره فى بعض الحفلات الخاصة 10 جنيهات ذهبية ارتفعت فى إحدى الحفلات إلى مائة جنيه ذهبية وفى نهاية سهرة اليوم الأول للإذاعة ختم مطرب الأمراء والملوك محمد عبدالوهاب وتغنى بأغنية آه يا ذكرى الغرام.
كتب الشاعر عبدالفتاح مصطفى تم البدر بدرى لوداع شهر رمضان وتعد الأغنية الوحيدة لوداع الشهر الفضيل، حيث جلس الشاعر مع نفسه وكتبت تلك الكلمات ثم قدمها للإذاعى وجدى الحكيم مراقب الموسيقى والغناء بالإذاعة فأعجب بها وعرض الكلمات على شريفة فاضل فتحمست لها وقدمتها للموسيقار عبدالعظيم محمد الذى لحنها فى يومين فقط بشقته وغنتها وسجلتها شريفة فاضل عام 1960 باستوديو 46 بالإذاعة وهى مدتها 4 دقائق و(45) ثانية وعلى شريط 14552 ر ج 2 وأذيعت الأغنية فى الثلث الأخير لشهر رمضان ورفضت شريفة فاضل تقاضى أى مبالغ كأجر لغنائها، حيث اعتبرتها أول أغنية دينية لها، أما الشاعر عبدالفتاح مصطفى فقد تقاضى 15 جنيها كأجر عنها وعبدالعظيم محمد تقاضى 35 جنيها لتلحين الأغنية.
وغنت له فايزة أحمد من كلماته وألحان محمد فوزى كريم المعانى ياشهر الصوم.
«رمضان أبو المواكب» صورة غنائية كتبها الشاعر عبدالفتاح مصطفى ولحنها شوقى إسماعيل وغناها إسماعيل شبانة ويقول مطلعها:
رمضان أبو المواكب صفحات أمجاد ونصر
أبطال ذى الكواكب سيرتها تهز مصر
هات يابو المديح وقول الله أكبر عليك يابو المواكب.
فى فجر يوم الجمعة الموافق 13 يوليو عام 1984 وفى مستشفى القلب بإمبابة فاضت روح الشاعر عبد الفتاح مصطفى إلى بارئها.
محبتنا لهذا الرجل واجبة بقدر ما أسعدنا وارتقى بكتابة الأغنية الدينية الصوفية، تاركا لنا منها تراثا مضادا للسذاجة التى تغطى هذه النوعية من الأغنيات حاليا بدون ذكر أسماء.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.