مهما حاول البعض الإيحاء بأن ما حدث فى 25 يناير مؤامرة، أو سار فى اتجاه أنها ما هى إلا 25 خساير، إلا أن ما حدث فعلاً حالة نادرة من شعب كان يعانى من قهر وظلم ويبحث عن العدالة والحرية والعيش الكريم.. حالة لم يدفعه لها أى أحد سواء من الداخل أو من الخارج.. وما حدث بعد ذلك ليس له أى علاقة بحالة النقاء الثورى التى كان يحياها هذا الشعب، والتى ربما لم تحدث فى التاريخ من قبل، ولكن بالتأكيد ستحاكيها شعوب أخرى فى المستقبل.. أنا شاركت فى الثورة.. هاشتاج انتشر، وتشارك فيه «صباح الخير» مع هؤلاء الذين شاركوا فى ثورة شعب. هيام هداية.. مواطنة مصرية شاركت فى الثورة.. ثورة 25 يناير، ليس بصفتى الصحفية- التى كنت وقتها حديثة العهد بها- ولكن بصفتى مواطنة مصرية، الثورة التى يحاول كثيرون الآن تشويهها ووصفها بأوصاف هى أبعد ما تكون عنها، ليس ذنب ثورة ليس لها قائد أن يسرقها الإخوان ثم نصفها بالمؤامرة. ليس ذنب ثورة وقعت ضحية لقطيع من الانتهازيين وسارقى أحلام الشعوب أن نتهمها بالخيانة. هى ثورة شعبية من وجهة نظرى ونظر أى عاقل منصف، فقد لا أكون عاصرت ثورات سابقة قد تتجاوز سنوات عمرى، ولكن ما قرأته عن الثورات فى مفهومها البسيط كفيل بأن ينصف تلك الثورة، التى فى معناها العفوى هى خروج شعب على حاكم ظالم، وهو بالفعل ما حدث.. خرجنا جميعا، نساء ورجالاً وشيوخًا وأطفالاً لنهتف بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، هذه المبادئ التى يستحيل معها أن تكون ثورة (فشنك) كما يدعون.. كما أننى أعترف أيضا بثورة 30 يونيو التى قامت لتصحيح مسار ثورة 25 يناير. وبالتالى فلا وجود ل 30 يونيو لولا وجود 25 يناير. فعلى ماذا كنت ستقوم ؟!! فالثورة الحقيقية كما علمتنى 25 يناير هى التى شارك فيها شعب لا يعرف مصير ثورته، اختلف فى وصف نفسه ما بين الحمق والوطنية، غامر وقرر وخرج وهتف دون أن يعرف النهاية، فلم يكن هناك سيناريو أو إعادة للمشهد (كلاكيت تانى مرة) ولكن كله كان (live لقطة واحدة). • مى الوزير.. دفاعا عن الحلم لن أكتب هاشتاج دفاعا عن ثورة يناير ولا محاولة للدفاع عنها أمام تلك الموجات من التخوين والنكران من قبل من كان ضدها من البداية وكان يخشى البوح بذلك خوفا من الرأى العام وقتها؟ أو كان يصرح به على استحياء، وأصبح الآن يجاهر برأيه بكل فجاجة و(نطاعة). لن أدافع عن الحلم وعن أنقى فعل فى تاريخ هذا الجيل.. شاركت فى الحلم وليس ذنبنا أن هناك محاولات لسرقته والفتك به وتخوينه، ف(الثورة يصنعها الشرفاء ويرثها ويستغلها الأوغاد) وهى مقولة للثائر الأعظم (تشى جيفارا). • محمد عبدالرحمن .. الشعب يريد إسقاط النظام أكثر المشاهد العالقة فى ذهنى لهذا اليوم هو أننى عندما نزلت فى بداية اليوم منذ الصباح الباكر إلى الميدان وجدت أعدادًا ليست كبيرة والهتافات لم تكن موحدة فكل مجموعة كانت تهتف بمطالب مستقلة عن غيرها، ولكن عندما وصلنا إلى عصر هذا اليوم. وجدتهم جميعا يهتفون (الشعب يريد إسقاط النظام) دون أن يوجه أحد أحدا أو يرشده ماذا يقول، هذا المشهد هزنى كثيرا وشعرت بأن هذا الشعب يتمتع بقوة ربانية وفطنة فطرية لا أحد يتدخل بها. • كاميليا عتريس.. ثورة شعب.. بإرادة شعب أتذكر يوم 25 يناير كنت فى شارع جامعة الدول وأول مظاهرة كانت قادمة من بولاق الدكرور.. لن أنسى مشهد الأشخاص وهم يهتفون فى شرفات المنازل ويشجعون الشباب تارة بالتصفيق وتارة بالزغاريد وترديد الهتافات؟ شعرت وقتها بأنها إرادة شعب وثورة شعبية قادرة على التغيير والصمود اضطرب قلبى لهول المشهد وشعرت بقشعريرة نابعة من عظمة المشهد الذى تقريبا كنا نشاهده لأول مرة، ونزلت أيضا فى عصر يوم 28 يناير وكنت فى طريقى للميدان فى 6 أكتوبر حيث منزلى الذى أسكن فيه وشاهدت مبنى الحزب الوطنى وهو يشتعل والأمن وهو يجر أذيال الخيبة وينسحب فى قلب الميدان وقلب الثورة. • المنتج صبرى السماك .. شرف المشاركة ونحن على مشارف 25 يناير. ذكرى ثورتنا العظيمة التى تشرفت بالمشاركة بها من أول دقيقة فى مسيرة إمبابة. وحتى الكفاح للوصول لميدان التحرير. أعيد وأكرر: تحيا الثورة المجد للصامدين فى وجه الطغاة. المجد لهذا الشعب الذى قال لا فى وجه من قال نعم. المجد للمقاومة حتى ولو بالكلمة، وأكرر غدا سنغنى معا نشيد الصباح، وستنبت الورود على مقابر شهدائنا أملا وحرية وعدالة اجتماعية. أعترف وكان لى الشرف أنى شاركت فى ثورة 25 يناير وكنت أحد الذين هتفوا باسم هذا الشعب ومطالبه العادلة فى العيش والحريّة والعدالة الاجتماعية.• سلوى الخطيب.. إحنا عند بنها جلست فى الميدان 18 نهارا.. أذهب وأعود مشيا فى معظم الأحيان قبل موعد حظر التجول، كأنى لا أريد أن أرى الليل الذى سيأتى.. قابلت كل من أعرفهم تقريبا خليط من جميع الأعمار والطبقات والأنواع (وفى ذلك فليتنافس المتنافسون). نستقبل بعضنا بالأحضان والصراخ والفرح والضجيج ثم نتفرق لنجتمع فى مكان آخر فى الميدان الفسيح. أنتم فين يا نجلاء؟ إحنا عند بنها! وليه تروحوا بنها فى الأيام دى! ينقطع الخط ليتصل مرة أخرى شركة بنها للإلكترونيات فى وسط الميدان.. هذا مقرنا الدائم فى أيام الثورة نجلس على الرصيف يمر من أمامنا الأبناء ويختفون فى لمح البصر ونبحث عنهم فيعودوا. تقرير يومى لابد أن أقدمه عن الأحداث ل (على وعلى) كل مساء.. (على) الأول موظف الأمن فى عمارتنا الذى ينتظرنى على الباب بسؤال مكرر (عملتوا إيه النهارده يا استاذة)؟ والإجابة دائما متفائلة مبشرة (زى الفل الحمد لله خلاص قربنا). فيكرر (مش معقول التليفزيون بيقول..). أجيب بسرعة وأنا فى داخل الأسانسير (ما تصدقش.. تعالى معى بكره). (على) الثانى ابنى الذى يعيش قلق يومى ولا يهدأ إلا حين أعود، رغم أنى كنت أحرص على محادثته أكثر من مرة فى أى موبايل فيه إرسال، الاثنان لم يذهبا إلى ميدان التحرير أبدا، ولكنهما نزلا معى ميدان مصطفى محمود بعد سماع خبر التنحى.. كنا أول من وصل لقربه منا فى طريقنا جاءتنى مكالمة من المتنبئ الأكبر (خلاص سلمتوا البلد للإخوان)! وهناك وجدنا رجلا غاضبا صرخ فينا (بكره تندموا)!! • مصطفى إبراهيم.. ثورة الأغنية وأغنية الثورة نزلت يوم 25 يناير بعد الظهر فى المسيرة التى انطلقت فى شبرا وكنا عددًا صغيرًا جدا غالبا 50 شخصًا وبعد لحظات قليلة وجدنا العدد يتزايد بشكل غريب حتى وصل 30 ألفًا أو أكثر فى ظرف 3 ساعات، وهذا المشهد لا يفارقنى كلما تذكرت الثورة ثم بعد ذلك وصلنا إلى الميدان ومنه إلى قصر العينى حيث رأينا الأمن وهو يفر هاربا خائفا منا يعتبر ثانى المشاهد غرابة التى رأيناها يومها أخذ يجرى ونحن نجرى وراءه إلى أن حدثت الاشتباكات بيننا وسجنت بعدها أيام وعندما خرجت تنفست أول أنفاسى فى قلب الميدان وكتبت فلان الفلانى إللى كان يومها جنبى.. ساعة لما بدءوا فى ضرب الرصاص.. فلان الفلانى اللى معرفش اسمه فدايما بقول ابن عمى وخلاص. • بسنت الزيتونى.. من أجل أحلام المطحونين كان حلمًا بعيد المنال، حلم التحام أحلام وأمنيات المطحونين والكادحين وهم العامة من الشعب مع أحلام الشباب، الأهداف واحدة «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، لكن التحام الأهداف سويًا شىء صعب التحقق، فكل منهما فى واد لكن تحققت الشرارة الأولى التى أعلنت عن ثورة حقيقية لم نستوعبها نحن أبناء جيل الوسط، لكن استوعبها الشباب أبناء العشرين وأيضًا استوعبها الجيل الكبير ظللنا نحن جيل الو سط فى حالة من عدم الاستيعاب أو التصديق، وكان السؤال الذى يدور داخلى هل يثور المصريون هل هذه ثورة؟! لم أستوعب الموقف وظللت أتابعه من تليفزيون بيتى الصغير الذى ظللت داخله لا أغادره عدة أيام حتى تأكدت أنها ثورة شعبية ترج أرجاء البلاد بهتاف الثوار أو بنصيب أم تودع ابنها الشهيد ومع تساقط الشهداء الشباب فى الأيام الأولى تولد داخلى إحساس بأن الموت ربما يكون ميلادًا، ضاعت رهبتى من الموت، انعدم خوفى أن يصبح أطفالى ينامون بدونى، وأعترف أن بهاء وفارس هما من شجعانى على النزول هما من وجدت فى عيونهما القوة والصلابة، لكى أنزل وأشارك فى ثورة بلادى من أجل أولادى، وكان وقتها يقين بداخلى أن أترك أولادى فى وطن يتمتع بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية خير من أن أظل معهم فى وطن بلا عيش أوحرية أو عدالة اجتماعية. • ناهد الشافعى .. المليونية فى الأسبوع الأول بعد ثورة 25 يناير كنت أذهب مع أصدقائى إلى الميدان كل يوم.. مرة فى النهار، ومرة فى الليل.. حتى بعد فرض حظر التجول بداية من يوم جمعة الغضب فى 28 يناير.. كنا نذهب فى الليل كالعادة ونقابل فى شارع قصر العينى بعض الجنود، فيبتسمون لنا، ويتركوننا نكمل الطريق.. فى يوم الثلاثاء 1 فبراير كانت الدعوة لمليونية فى ميدان التحرير.. كنا نسمع كلمة مليونية للمرة الأولى.. ولم أكن أتخيل- وقتها- أن يستجيب هذا العدد الكبير للدعوة.. يوم الاثنين 31 يناير ذهبت- كالعادة- فى وقت متأخر من الليل إلى الميدان.. وفى الطريق قابلته.. بالقرب من مسجد عمر مكرم، شاب لا يزيد عمره على الخامسة والثلاثين، يجلس على كرسى متحرك وعلامات المرض بادية على وجهه وجسده بالكامل.. تدفع الكرسى شابة فى الثلاثين، ويسير بجوارها طفلان بين الخامسة والسادسة.. أما هو فكان بصعوبة يحمل بين يديه لافتة صغيرة مكتوبًا عليها بأحرف كبيرة الجملة الرائعة.. «جيت أكمل المليون».. وقتها عرفت أن المليونية اكتملت، وأن الثورة نجحت، وأن عصر مبارك انتهى. • منى عشماوى.. ليالى يناير التى غيرت وجه مصر حتى قيام ثورة يناير وحتى بعد مضى ثلاثة أيام منها لم تكن لدى هذه الثقة بأن الثورة تصنع شىء أو ستغير شىء شأنى شأن كل الملايين التى سارعت فى ثورة نياير، نزلت إلى ميدان التحرير لسببين أولهما أنى ضقت ذرعا بنظام حاكم لم أعرف غيره طوال حياتى يفتح الأبواب لمن حوله من شباب الحزب الوطنى ويغلقها أمام من لم ينضم أو يكن من حزبه فتحولت البلد إلى حزب واحد ورجل واحد ومؤسسة واحدة وصوت واحد يغرد فى عشق رئيس لم يلتفت إلى ديمقراطية حقيقية ولم يعنه أن تنهض مصر لتسابق الدول وكان كل همه أن تتكدس أمواله فى بنوك سويسرا أو حتى كما طالعتنا الأخبار أن ليلة (25 يناير) تم تهريب (50 مليار جنيه) من حفيظة البنك الأهلى الملتصق بقصر الرئاسة بأمر من الرئيس كان مبارك عندما يريد العلاج يذهب إلى خارج الوطن لأنه يعلم أن شفاءه لن يكون بين جدران مستشفيات مصر التى خربت بسبب فساده، نعم تم تجريف كل شىء فى تراب مصر الحبيبة لذا نزلت لأشارك فى صنع حلم ربما يغير واقعنا إلى الأحسن، أما السبب الثانى لنزولى إلى ميدان التحرير فى ثورة يناير فهو أننى كنت أقوم بتغطية الأحداث بالصوت والصورة من الميدان إلى إحدى الشاشات العربية، لأن هذا الوقت كان الحدث المصرى هو الأبرز فى كل محطات الأخبار فى الدنيا، لذا كانت تغطية الخبر والحدث جزءا متمما لسعادتى بالمشاركة فى ثورة عظيم قام بها شعب عظيم. • أمل فوزى.. 18 يوما.. مصر التى حلمت بها! يا مصر عشت فيكى 18 يوماً لا علاقة لهما بما قبلهما ولا بعدهما فى تاريخك.. ليتها دامت. فى ميدانك_ حلمت بالحرية والتحرر.. كان أكثر بقاع أرضك شعوراً بالأمان. يا مصر.. ناس ميادينك _ هم الشعب الذى تمنيت أن أنتمى لهم حقاً. يا مصر.. كنت الوطن الذى شرفت أن أحمل هويته وخذلنى. يا مصر.. 18 يوماً بكل أحزانها وآلامها ودمائها التى أوجعت قلوبنا على ورد الجناين الذى دفع فاتورة حلم تم إجهاضه حياً. 18 يوماً .. بكل مشاعر الحب والانتماء والخوف على الناس والوطن واللهفة على العدل والحرية والاستحقاق. مشاعر لم تختبر من قبل ولم يمهلنا الزمن أن نحصد نتائجها. • د.كريمة الحفناوى .. ارفع راسك فوق إنت مصرى من المشاهد التى لا تنتزع من ذاكرتى أبداً، والمحفورة كما نقش الفراعنة على المعابد القديمة، هى لحظة إعلان تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن حكم مصر، وترديد هتاف «ارفع راسك فوق إنت مصرى»، دون اتفاق ووسط دموع الفرحة للشباب والأطفال والعواجيز والنساء والرجال واحتضان الميدان كله بعضهم لبعض من تعرفه ومن لا تعرفه وكأننا أسرة واحدة نعيش مع بعضنا منذ مئات السنين، لم تكن دموع المصريين دموع فرحة فحسب وإنما كانت دموع ألم ومعاناة ودموع عدم تصديق أن هذا الشعب قادر بالفعل على التغيير، وبالنسبة الى كانت لحظة غريبة جداً كنت أتذكر أصدقائى المناضلين الذين رحلوا قبل أن يروا هذه اللحظة التى تمنان كثيراً أن يعيشوها، تذكرت صديقى المناضل أحمد الصياد الذى رحل فى أول أيام الثورة وتذكرت من دافعوا على الفلاحين والعمال وسجنوا فى 1977، فدموعى كانت فرحًا وتمنيًا. • مى منصور.. الثورة لن تبدأ ولن تنتهى الشاعر دائمًا يعيش ثورة ولكنها ثورة ضد التخلف والجهل؟! ثورة للتجديد والتصدى للظلم والفساد؟! وفى النهاية قد تكون ثورة على الورق ولكنها تغير الكثير فيمن يسمعه ويتأثر به؟ وقد يعيش الشاعر ثورة على نفسه لتجديد مفرداته، وصوره الشعرية، وهذا ما أعيشه طوال الوقت كشخص يعتقد أنه يكتب الشعر. ولكن ثورة 25 يناير كانت مغايرة تمامًا، لكل ثوراتنا السابقة؟ سمعت قبلها بأيام أن هناك ثورة عظيمة ستقوم للتصدى للظلم والفساد؟ ثورة شعب غاضب عانى من الظلم والفقر والجهل سنوات طويلة؟ فى البداية جلست فترة لا أصدق ما سمعت وغير عابئة بما يُقال وما أسمع وترقبت أن يأتى هذا اليوم؟ ويا لهول ما شاهدت فى هذا اليوم إنه الشعب العظيم اصطف صفًا واحدًا، ووقف وقفة رجل واحد وهتف بصوت واحد فى ثلاث كلمات فقط «عيش حرية عدالة اجتماعية» وبعدها قررت أنزل الميدان وازدادت المطالب إلى أن وصلت لحد إسقاط النظام»، رأيت الدم والشهداء يتساقطون واحدًا تلو الآخر ولا شىء على لسانهم سوى «الوطن» وهم الوطن؟ الثورة لن تبدأ ولن تنتهى إنها مستمرة طوال الوقت؟ كل ما بقى بذهنى فى هذه الأيام هو الدم لشهداء من الأصدقاء وغير الأصدقاء وفرحة التنحى ودموع الفرح ودفء الميدان. • جيهان أبو العلا.. شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها أتذكر صباح يوم 25 يناير 2011 كنت فى الاستديو على الهواء «كمعدة» مع الإعلامية دينا عبدالرحمن وبدأنا معا إرهاصات الثورة باستعراض كتاب جديد لزميلتنا الكاتبة «ناهد الشافعى» «طيار طار حلمه» واستبشرنا يومها خيرًا من اسم الكتاب ومحتواه.. أما الميدان الذى حرصنا على نقل تفاصيله صوت وصورة وكواليس صباحا وبعد الظهر ننطلق إليه لألحق بمجموعة بنها للإليكترونيات حيث المقر الدائم لمجموعة «صباح الخير».. كثيرة هى المشاهد والموقف التى مرت فى الميدان لكن بالتأكيد لن أنسى ما حييت لحظة الخلاص.. لحظة الميلاد.. لحظة التنحى يوم 11 فبراير لحظة خروج المحتل وأبنائه من جسد مصر إلى الأبد. • سهام ذهنى.. 25 يناير حالة عشق الوطن نزلت يوم 25 يناير بعد الظهر، لكى أرى هل هى ثورة حقيقية أم أنه كلام فقط؟! نزلت ولن أحسب أى شىء، ولن يكون فى ذهنى أى احتمال خطر؟ كما كل الناس التى نزلت يومها؟ فالثورة كانت كحالة الحب التى أخذت صاحبها دون أن يفكر فى أى شىء، هكذا كنت وهى حالة حب فعلية وعشق للوطن. ذهبت فى اتجاه شارع مصطفى محمود، ولن يكون هناك أشخاص وتقريبًا كنت واقفة وحدى مع عدد قليل جدًا لا يتعدى أصابع اليد وبعد دقائق معدودة أخذت الأعداد تتزايد وتتزايد، كأن الأرض تنبت البشر من كل الفئات والطبقات؟ ثم بعد ذلك سمعت الأرض تحتى وصوت هتاف قادم من بعيد فى منطقة بولاق الدكرور وانضممت لهم حتى وصلنا ميدان التحرير ونحن نهتف، وتظل البداية هى أجمل المشاهد العالقة فى ذهنى ودائمًا أتذكرها. • عقيل إسماعيل .. الوطن قادم من المشاهد التى لا تنسى أبدا وتتردد دائماً على ذاكرتى من حين لآخر هو مشهد صلاة المسيحيين والمسلمين معاً فى مكان واحد رافعين أيديهم هاتفين يارب، هذا هو الوطن وتلك أشهر الصور التى تعبر عن تلاحم الأمة، وبالرغم أن من تصدروا المشهد الثورى أساءوا كثيراً لمفهوم الثورة، لكن أتت 30 يونيو لاسترداد الثورة وجاءت برئيس يحاول الإصلاح ويحاول بناء مجتمع أفضل وإعادة مصر التى نحلم بها وكل شىء يتنبأ بأن هناك مستقبلاً أفضل خلال السنوات القادمة.• أحمد بهاء الدين شعبان .. مصر الجديدة كنت موجوداً فى الميدان طوال ال18 يوماً الأوائل للثورة، وكلها كانت مليئة بمشاهد لا تنسى وأحداث عظيمة رأيناها لأول مرة، ولكن فى يوم التنحى كنت أقف وبجوارى ابنى عمرو والأب وليم سيدهم مربى الجيزويت الشهى، وعند سماعنا خبر التنحى دمعت أعيننا وأخذنا نقبل ونحتضن بعض، وشعرنا أن الشعب المصرى وُلد من جديد وتخلصنا من سيطرة الحاكم والإله، وحتى الآن بالرغم من كل الكوارث والهجوم على الثورة واختلاق العوامل المعادية لها مازلت أقول أن مصر وُلدت من جديد بهذه الثورة وبالأجيال التى شاهدت مثل هذه المشاهد التى لا تنسى فى تاريخ مصر. •