معركة حامية الوطيس تدور رحاها يوميا بين غادة فؤاد الطبيبة والأم وبين طفلتها جودى، فالابنة التى لم يتجاوز عمرها الخمس سنوات تبكى وتغضب وترفض كل ما تقدمه أمها من طعام، بينما تصر الأم على تقديم الطعام الصحى والبعد عن شطحات الطفلة وشهيتها النهمة تجاه كل ما هو ضار بالصحة، كل ما هو ملوث بالمواد الملونة ومكسبات الطعم والرائحة. غادة طبيبة وتعرف جيدا قيمة الإفطار الصحى للأطفال، وكيف أن وجبة الإفطار تعتبر العماد الرئيسى للطفل وهى التى تؤثر فى تحصيله الدراسى وهى أفضل وسيلة لتزويد مخزون الطاقة لديه بكل ما يحتاجه منذ بدء اليوم الدراسى إلى أن يتناول وجبته التالية، ولذلك لا بد أن تكون وجبة الإفطار متوازنة وغنية بالنشويات والكربوهيدرات والفيتامينات والدهون والمعادن. غادة تواجه مع ابنها الذى يكبر جودى بخمس سنوات مشكلة أخرى مع الطعام فالولد لا يأكل نهائيا الخضراوات ولا يقبل على أى نوع منها ويلقى بالسلطة الخضراء خارج الساندوتشات. لذلك فإن مهمتها كل يوم فى إعداد اللنش بوكس تستغرق وقتا كبيرا. • ابتكار بسنت عوض مهندسة لديها ثلاث أطفال تقول: أبدأ اليوم مع كوب لبن أو زبادى بالسكر وطبق من الكورن فليكس فهذه الحبوب غنية بالفيتامينات شهية الطعم تكسب الطفل طاقة لاستكمال يومه الدراسى، كما أنى أحفظ جيدا الساندوتشات التى تصنع من اللحوم أو الدجاج بشكل لا ينقل الرائحة لحقائب المدرسة ولا يجعل الساندوتش عرضة للفساد، لأن الحفاظ على الطعام طازجًا أمر مهم وضرورى خاصة مع ارتفاع درجات حرارة الجو. بسنت تقول: إن الأطفال يشعرون بالملل من تكرار الطعام ويأتى وقت ربما لا يفتح الطفل اللنش بوكس ليعرف ما صنعته له والدته بسبب الملل، وهذا ما حدث مع ابنتى الصغيرة، فعلى الرغم من أنها تحب الطعام إلا أنى مؤخرا اكتشفت أنها قد زهدت فيه ولم تعد تهتم حتى بإلقاء نظرة استطلاع على اللنش بوكس، وتأكدت بعد ذلك أنه قد أصابتها حالة من الملل بتكرار الأكل، لذلك حرصت على تنويع الطعام فوضعت لها شرائح بيتزا وبعض قطع الفواكه والحلويات والعصير بدلا من المياه كى تستفيد من السكريات. • أكثر من وجبة بسنت تشير إلى أن اليوم الدراسى طويل. فبالنسبة لأطفال الابتدائى قد يصل حتى العصر. لذلك فإن وجود أكثر من وجبة غذائية فى حقيبة الطفل أمر مهم، وهذا بالطبع لا يغنى عن وجود مصروف يستطيع التلميذ شراء ما يريده، لكن لابد من أن تكون الأم واعية وتنصح الأطفال بألا يشتروا المأكولات المكشوفة أو مجهولة المصدر أو المضرة بالصحة لأنه أحيانا يكون هناك بعض الباعة الجائلين عند بوابة الخروج من المدرسة، وقد يقبل الأطفال على شراء المأكولات، من الضرورى أيضا حصول الطالب على كوب لبن صباحا مع ملعقة عسل. أو تناول علبة زبادى حتى لا ينزل إلى المدرسة على معدة خاوية، ومن ثم لا يستطيع التركيز فى أول ثلاث حصص دراسية، وعلى كل أم أن تعطى لطفلها المناديل المعطرة لينظف بها يديه قبل الأكل وبعده، وتنصحه بعدم تبادل الأطعمة مع أصدقائه للحفاظ على شروط الصحة الغذائية. • عيش بلدى سلمى محسن تقول: البيض واللبن هما المصدر الأساسى للبروتين والكالسيوم والعيش البلدى مهم أيضا، فأنا أصنع الساندوتشات من العيش البلدى وليس الفينو لما يحمله من قيمة غذائية كبيرة ويحتوى على مكونات غذائية مهمة، مشيرة إلى أنها تفضل بجانب اللبن والبيض وأن يحتوى فطور الطفل على الألياف (مثل الشوفان، والتوت، والموز، والفطائر المحلاة المصنوعة من حبوب القمح الكاملة)، فهذه المواد الغذائية تساعد على إبقاء مستوى السكر فى الدم أكثر ثباتًا. • فنانة هكذا وصفت هبة ابنتها ريماس فى تناول الطعام فالطفلة التى لم يتجاوز عمرها العاشرة لا تقبل على أى صنف من الطعام دون أن يكون الطبق مزينًا بقطع من الخضار وأن تكون الساندوتشات مصنوعة بحرفية والحشو بداخلها مذاقه جيد وساخن، فريماس فنانة تتذوق الطعام بعينيها قبل فمها، لذلك فالأم لا تقدم الطعام لابنتها إلا بعد أن تتأكد أنه مصنوع على أكمل وجه كالطعام الذى يقدم فى الفنادق خمس نجوم. الدكتورة إيمان كامل استشارى التغذية العلاجية تؤكد أن أهم ما فى الوجبات الغذائية للطفل هو الكربوهيدرات والبروتين، فالطفل يحتاج إلى نمو وتحسين دراسى وحفاظ على المناعة، ويتوافر ذلك خلال المأكولات التى يتناولها فيمكن أن يتناول الكربوهيدرات فى البليلة والشوفان، أيضا الطفل يحتاج إلى طاقة ويمكن أن يستمدها من المكسرات والدهون والنشويات. إيمان تضيف أن الأطفال الذين يذهبون بالسيارات أو الأوتوبيس للمدرسة يجب أن تمتنع الأم عن إطعامهم بالبيض حتى لا يصابوا بغثيان الحركة نتيجة حركة السيارات، يجب أيضا على الأمهات أن تبتعد عن اللحوم المصنعة والأطعمة المليئة بالألوان الصناعية ومكسبات الطعم وأن تضع لأطفالها بديلا للشيبسى كالمكسرات أو الشيكولاتة. • فواكه غامقة نورا حسب الله إخصائية التغذية العلاجية تؤكد أن الخضار والفاكهة ذات الألوان الغامقة والألوان البرتقالية مفيدة جدا لنمو وصحة الطفل، كالكيوى والجوافة والبرتقال فالجوافة أكبر مصدر لفيتامين سى، أيضا التفاح وشرائح الجزر من الأمور المهمة جدا التى يمكن للأم أن تضعها فى اللنش بوكس، أيضا الخيار والفلفل الألوان يحمى خلايا المخ من الأكسدة. وعلى الأم أن تبتعد عن الألبان والزبادى المحلى بالسكر وبالفواكه وإذا أرادت الأم أن تصنع لأولادها لبنًا بالفواكه فعليها أن تصنعه طازجًا من خلال تقطيع قطع الفاكهة على اللبن لأن كثرة السكريات مضرة بصحة الأطفال حيث تسبب طاقة مؤقتة لمدة ساعة بعدها تنهار طاقة الطفل بما يسمى energy crash فأنسب مصدر للسكريات للطفل بعد عامين هو العسل الأبيض. أيضا يجب على الأم أن تقدم لأطفالها ألبانًا و«زبادي» خالى الدسم من بعد عامين، فلا فرق بين الكامل الدسم والخالى إلا فى نسبة الدهون لأن الكالسيوم نسبته واحدة ويمكن أن يستمده الجسم من الخضار كالبروكلى.. أيضا يمكن الاعتماد على الجبن القريش والموتزاريلا، ويمكن للأطفال أن يأخذوا معهم للمدرسة جبن ماعز قليل الدسم مع ضرورة الابتعاد عن الأجبان الصفراء. المخبوزات بالحبوب الكاملة من الأمور المهمة جدا أن الدقيق عندما يعاد تكريره يفقد كثيرًا من قيمته الغذائية، لذلك الحبوب الكاملة هى الأصح والأفيد للجسم لأنها تحتوى الأوميجا 6 فهو يفيد المخ والجسم.. أيضا يجب الابتعاد عن المكسرات المملحة والمقلية كالكاجو والفستق المملح، لكن المكسرات الخضراء غير المملحة وغير المحمصة الخام كاللوز لا ضرر منها.. يجب الاهتمام بالمواد الغذائية التى بها ألياف وعدم تقشير الفاكهة لأن الألياف تعطى مرونة للأمعاء وتقى من الإمساك ويجب تناول الألياف مع شرب كميات من المياه.•