نتائج المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025 في كفر الشيخ    جامعة حلوان تكرم الفنان سامح حسين خلال ندوة "دور الفن في الوعي بالقضايا الاجتماعية"    الهيئة الوطنية للانتخابات تعقد مؤتمرا صحفيا لمتابعة التصويت فى إعادة 19 دائرة    القائمة الوطنية: المخالفات غير مؤثرة على الانتخابات ولا تستدعي إعادتها    الهيئة العربية للتصنيع توقع مذكرة للتفاهم مع الصافي جروب    من المنزل، خطوات الاستعلام عن فاتورة الكهرباء لشهر ديسمبر    "كاكست" تطلق برنامجًا لتسريع البحث إلى السوق لدعم اقتصاد المعرفة وتعزيز منظومة الابتكار الوطنية    أمريكا تكشف عن خطة عمل لاستخدامها حال مغادرة رئيس فنزويلا منصبه    بشكل مفاجئ .. ترامب يصدر عفوا رئاسيا عن رئيس هندوراس السابق    أمم أفريقيا تربك استعدادات أندية الدوري الاسباني    بابا الفاتيكان يطرح أفكاره بشأن المجمع الذي انتخبه ويتناول الروحانية ورحلاته المستقبلية    وزير خارجية ألمانيا: كييف ستضطر إلى تقديم "تنازلات مؤلمة" من أجل السلام    البنتاجون يعلن بدء عملية القضاء على تجار المخدرات    251 شاحنة مساعدات تغادر رفح إلى غزة محملة بالغذاء والدواء والبترول والملابس الشتوية    أفشة: ما زلت أحتفظ ببيجامة أحمد رفعت وأتمنى التتويج بكأس العرب من أجله (فيديو)    برشلونة يحسم مصير ليفاندوفسكي ويقرر رحيله بنهاية الموسم    ضبط مدير مطبعة غير مرخصة بالقاهرة وبحوزته 13 ألف مطبوع تجاري    افتتاح معرض البردي الأخضر إلى الفن الخالد بالمتحف المصري بالتحرير (صور)    مكتبة اللاهون تنظم محاضرة توعوية حول أهمية الآثار والمتاحف لطلاب المدرسة الابتدائية    مجلس أمناء مهرجان المنصورة الدولي لسينما الأطفال يعقد أولى اجتماعاته برئاسة مشيرة خطاب    العالمى ستيف بركات على المسرح الكبير    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    ريجيم بدون حرمان، نظام غذائي متوازن لإنقاص وزنك    العثور على مسن ميتا في ظروف غامضة داخل منزله بقنا    محافظ الأقصر: افتتاحات يومية لمشروعات في كل المجالات خلال ديسمبر    إحلال وتجديد طريق ترعة الرشيدية بالمحمودية بتكلفة 2.7 مليون جنيه    مصر والسعودية توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بمجالات الأمان النووي والإشعاعي    وكيل وزارة الشباب بالدقهلية يلتقي كيان اتحاد طلاب تحيا مصر    مكتبة مصر العامة تنظم معرض بيع الكتب الشهري بأسعار رمزية يومي 5 و6 ديسمبر    مدرب العراق: أرغب في تحقيق بداية مثالية في بطولة كأس العرب    وزير الري: تنسيق مستمر بين مصر والسنغال في مختلف فعاليات المياه والمناخ    الصحة: استراتيجية توطين اللقاحات تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي    أخطاء في تغذية الأطفال لاعبي الجمباز تؤثر على أدائهم    هزار قلب جريمة.. حقيقة الاعتداء على طالب باستخدام مفك فى الشرقية    موعد صلاه العشاء..... مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 2ديسمبر 2025 فى المنيا    رمضان عبدالمعز: الإيمان يرفع القدر ويجلب النصر ويثبت العبد في الدنيا والآخرة    متحدث الأوقاف يوضح ل«الشروق» الفارق بين «دولة التلاوة» والمسابقة العالمية ال32 للقرآن الكريم    ماجد الكدواني يواصل التحضير لمسلسل «سنة أولى طلاق»    كأس إيطاليا.. موعد مباراة يوفنتوس ضد أودينيزي والقناة الناقلة    تشكيل هجومي للكويت أمام منتخب مصر    الأهلي يترقب موقف ييس تورب لدراسة عرض برشلونة لضم حمزة عبد الكريم    أستاذة جامعية إسرائيلية تُضرب عن الطعام بعد اعتقالها لوصف نتنياهو بالخائن    صحة الوادى الجديد تنفذ عدد من القوافل الطبية المجانية.. اعرف الأماكن    تركيا: خطوات لتفعيل وتوسيع اتفاقية التجارة التفضيلية لمجموعة الثماني    لأول مرة في الدراما التلفزيونية محمد سراج يشارك في مسلسل لا ترد ولا تستبدل بطولة أحمد السعدني ودينا الشربيني    الطقس غدا.. انخفاضات درجات الحرارة مستمرة وظاهرة خطيرة بالطرق    حبس عامل مدرسة بالإسكندرية 15 يومًا بتهمة الاعتداء على 4 أطفال في رياض الأطفال    بالصور.. الوطنية للانتخابات: المرحلة الثانية من انتخابات النواب أجريت وسط متابعة دقيقة لكشف أي مخالفة    تراجع كمية المياه المستخدمة فى رى المحاصيل الزراعية ل37.1 مليار متر مكعب خلال 2024    أمن المنافذ يضبط 47 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    ضبط قضايا اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة قيمتها 6 ملايين جنيه    تحرير 141 مخالفة لمحال لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء    سلوت: محمد صلاح سيظل لاعبًا محترفًا من الطراز الرفيع    وزير العمل يسلّم 25 عقد توظيف في مجال النجارة والحدادة والبناء بالإمارات    سامح حسين: لم يتم تعيينى عضوًا بهيئة تدريس جامعة حلوان    ضبط 379 قضية مواد مخدرة فى حملات أمنية    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    المخرج أحمد فؤاد: افتتاحية مسرحية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.. والغناء كله كان لايف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السجن بداية لحياة أفضل.. أحياناً

لم يعتبر كل السجينات أن السجن هو النهاية، بل هناك من جعلنه بداية لمستقبل جديد، ووجدن فيه فرصة لتعديل مسارهن، واستفدن بليالي السجن الطويلة، وأثناء مقابلتي للقاتلات في سجن النسا وجدت وسطهن هذا النموذج.. فمنهن من تعلمت حرفة ومنهن من لم تكن «تفك الخط» علي حد قولها.. ومنهن من رفضتها كليتها فعادت للدراسة ودخلت كلية نظرية.
مهندسة ولكن قاتلة
زهرة فى عنبر القاتلات ولكنها معروفة فى السجن بالطالبة المجتهدة، كل من هناك يعرفها لأنها متعلمة وأكملت تعليمها فى سنوات السجن.. عندما دخلت السجن كانت فى السنة الثانية فى كلية الهندسة.. كان لقاؤنا فى مكتبة السجن، جاءت مبتسمة واثقة فى نفسها وغالباً كانت الأولى التى تود سرد قصتها، فكل من سبقنها كانت وجوههن للأرض، وبدأت: دخلت السجن فى مشاجرة مع جارتى كانت عندنا فى البيت وتطاولت عليَّ وعلى أهلى فدفعتها، فوقعت وقعة أودت بحياتها، بسبب نزيف داخلى، كنت 18 سنة فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة.. ثم تنهدت تنهيدة طويلة: قضيت 5 سنوات وباقى 10 سنوات، لما اتحبست رفضت الجامعة أن أكمل الدراسة ولأنى كنت «ثانوى فني»، وكنت قد قمت بمعادلة لدخول كلية الهندسة شعرت بأن حياتى ضاعت وأن حياتى لم يعد لها معنى، فقد بذلت مجهودا كبيرا لدخول تلك الكلية وكان حلمى أكون مهندسة، ومع ليالى السجن الطويلة، كان عندى من الوقت لاستجماع قوتى وصممت أن أتمسك بالبقية من حياتى وأكمل ما بدأته ذاكرت «ثانوى عام» ودخلت كلية الآداب قسم فلسفة، والحمدلله تأقلمت على الحياة هنا وعلى كل حاجة. سألتها عن شكل يومها فى السجن فأجابت: «أنا يومى هنا كالتالى.. أصحى الساعة 7 أجهز فطارى، قاطعتها بتاكلوا إيه هنا؟؟ «بناخد وجبات الصبح بيض، فول وعيش وساعات مربى وفاكهة وبيوزعوا وجبة رز لحمة وطبيخ للغداء».
باقى اليوم آتى للمكتبة، واتعلمت هنا الكروشيه وطول الوقت هنا شاغلة نفسى بالقراءة بحب أقرأ فى كل حاجة الدين والروايات والأدب والكل هنا بيشجعنى من المأمور لمشرفة المكتبة.. وعندما سألتها عن المشاكل وخناقات السجن أجابت «أنا ملتزمة وماحدش بيعمل مشكلة هنا إلا المتشردات اللى رايحين جايين على السجن وعددهم مش كبير».
طالبة جامعية مثلك بعد قضاء سنوات السجن ما هو أول شيء ستقومين به عند خروجك؟؟ وكيف تخططين لمستقبلك فستكونين فى بداية الثلاثينيات؟؟
-أول حاجة هكمل هندسة لأنى بحبها جداً كليتى الأصلية اللى بحبها واللى كافحت عشان أدخلها والظروف وقفت بينى وبين إنى أكملها وحادثة قتل لم أكن أقصدها غيرت حياتى وشقلبتها..» وتكمل بتحد: «لكنى سأكملها وأكون مهندسة ثانيةً إن شاء الله».
جلابيتى البيضا بينى وبين الجامعة:
عفاف طويلة، بيضاء البشرة، قوية الجسد، ملامحها سمحة وجهها لا تفارقه الابتسامة عيناها تشعان حيوية وذكاء، بمجرد جلوسى معها بضع دقائق نسيت تماماً أننى جالسة أمام قاتلة فلها أسلوب جذاب فى الحديث.. هي فى عنبر القاتلات ومعروفة بأنها دخلت السجن أمية واستطاعت أن تحصل خلال سنوات حبسها على الثانوية العامة، تحكى لى قصتها برضا وتقبل لحالها قائلة: أبويا كان فلاح وكانت عيشتنا كويسة، لكن ما دخلتش مدارس وماكنتش أعرف حتى أكتب اسمى، كنت الكبيرة، لست بنات، اتجوزت واحد من عندنا فى البلد وبيشتغل فى القاهرة وكان عندى 16 سنة، فعشت معاه وتركت البلد وقعدت معاه شويه ومالحقتش أخلف لإننا اتسجنا وأخدت 25سنة سجن، باقى منها 3سنين سألتها: لماذا قتلتي؟؟ أجابت: جيراننا اتخانقوا مع دكتور جارنا على فلوس وكان بينهم مشاكل وكنت عارفة انهم داخلين يضربوه وياخدوا فلوسهم ولأنه عنده 84 سنة ما استحملش ضربة منهم طب ساكت، خبتهم عندى 21 يوم على السطوح فاتسجنت لأنى متسترة ومضللة للعدالة.
وما الذى شجعك على دخول محو الأمية؟؟
- اتحكم عليَّ بالسجن وكنت عيلة صغيرة وساذجة، وطول ما أنا فى الطريق وأنا بفكر هاعمل إيه فى ليالى السجن الطويلة!!والحمدلله السجن بالنسبة ليا كان فرصة.. فلو كنت برة كان زمانى ما عرفش أقرأ ولا عرفت اشتغل الشغل اللى اتعلمته هنا، فى الأول قعدت 6سنين إعدام كل اللى كانوا معايا أتاخدوا ولما اتحكم على بحكم أخف حسيت إنها فرصة جديدة ربنا أدهالى وأول حاجة فكرت فى الشهادة.
بدأت ودخلت محو الأمية ثم الابتدائية ثم الثانوية وكان المأمور وقتها اللواء إسماعيل بركات يشجعني: «كملى كملي» سنين طويلة، اليوم طويل، التعليم والقراءة بيهونوا على، وبيساعدونى هنا أوى وبشتغل فى الورش أخيط بناطيل، وأنا راضية عن نفسى إنى اتعلمت واستفدت من الحبسة، وكان ممكن أدخل الجامعة، المشكلة إنى لازم امتحن هناك بالجلابية البيضاء وبالكلابش، لسة باقى لى سنتين وكام شهر فى السجن، بعدى الوقت بالقراءة فى كتب للشعراوى سألتها وهل أحدث التعليم فرقا فى تفكيرها ورؤيتها لما ارتكبته وأدخلها السجن؟ فردت: أكيد غير التعليم حكمى على الأمور، وأنا برة كنت بقول حرام العيال اللى قتلت دى زى الورد يتحبسوا ليه كنت عيلة!! وأول ما دخلت السجن واتعلمت فقت لنفسى من جهلى وسألت نفسي: ليه ما قولتش حرام وإيه ذنبه الراجل اللى اتقتل؟؟
المشكلة إنى خايفة من برة ومش عايزة أخرج، فآخر مرة كنت تعبانة ودونى المستشفى ما ردتش أبص من الشباك!! فأنا ما أعرفش شكل شوارع القاهرة لإنى اتحبست أول ما جيت من البلد بعد جوازى، عايزة لما أطلع أنا وجوزى نرجع البلد ونعيش ونشتغل هناك. سألتها عن زوجها وعلاقتهما هل تأثرت بالسجن هذه الفترة الطويلة؟؟
جوزى اتحبس معايا وبنتقابل زيارات زوجية والحمدلله لسه متمسكين ببعض، وهنطلع سوا والحبسة ما غيرتش فينا حاجة ولما نطلع هنبتدى سوا من الصفر. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.