انطلاقا من أن كل شىء فى الحياة يقوم على المنفعة المتبادلة؛ فلِمَ لا يتم توظيف هذه النظرية فى تبادل الخبرات بصورة إيجابية أكثر بحيث يكون كل فرد فى المجتمع نافعا لغيره.. من هنا جاءت الفكرة لدى القائمين على مبادرة «تختة» وهى عبارة عن طريقة تعليم بديلة وجديدة قائمة على المشاركة، حيث تعد «تختة» بمثابة المكان المناسب للمهتمين بمشاركة الخبرات العملية والمهارات الحياتية وللمؤمنين بأهمية العمل التطوعي، وذلك من منطلق إيمان «تختة» بأن لكل فرد شيئا يشارك به العالم. وعن مبادرة «تختة» يتحدث حامد الأشهب (24عاما) مهندس كمبيوتر بإحدى الشركات الخاصة قائلا: بدأت الفكرة انطلاقا من رغبتنا الحقيقية فى تنشيط السياحة.. فكرنا بأن نستقطب السياح ليعلمونا لغتهم ونعلمهم لغتنا ونتواصل معهم ومن ثم تشجيعهم على زيارة مصر كل عام.. وبعد ذلك أقمنا معرضا للتعريف بالموضوع ثم قررنا أن نطور الفكرة وعدم قصرها على تعليم اللغات فقط بل تمتد إلى تعليم جميع مجالات الحياة من الطبخ إلى تعلم الحرف.. واخترنا للمبادرة كلمة «تختة» هى رمز للتعليم فى الفلكلور المصرى ولأن أصل كل تعليم يبدأ ب«تختة».. بدأت المبادرة باثنين من المتطوعين معى فمنهما من تطوع بتصميم الموقع الإلكترونى ومنهما من تحمس لإنشاء الصفحة على الفيس بوك غير أننا استغللنا معارفنا الشخصية للتعريف بالمبادرة، لذلك استطعنا أن نجذب عددا لا بأس به من المتطوعين. وهذا ساعدنا أن نحصل على مكان ليكون بمثابة مقر ل«تختة» حيث تبرعت لنا مؤسسة أرض الحرية بمنطقة أرض اللواء بالجيزة لمدة عامين بهذا المقر لتنطلق منه فعاليات المبادرة، فعلى سبيل المثال منحنا المشتركين دورات فى الدفاع عن النفس ودورات فى الفوتوشوب وكذلك استقدمنا خبيرا فى أعمال المعسكرات والجوالة وربط الحبال ونصب الخيام، كذلك منحناهم دورات تدريبية فى كيفية تنظيم حملات توعية مجتمعية فى كل المجالات حاضرت فيها الدكتورة سنية سليمان.. كل دورة تدريبية يحضرها من 10 إلى 15 شخصا. من أعمار تتراوح ما بين ال 18و 30 عاما.. فنحن من خلال مبادرة تختة يحركنا أولا أهداف شخصية أن نثبت أننا أشخاص قادرون على إحداث التغيير خاصة إذا نجحنا فى مهمتنا، ثانيا لنا أهداف مجتمعية انطلاقا من إحساسنا بدورنا تجاه المجتمع وواجب فى الإسهام فى الارتقاء به أملا فى غد أفضل لنا ولشركائنا فى النجاح وأخيرا أن 90% من الشعور بالسعادة يأتى من إحساسك بقدرتك على إسعاد الآخرين وخدمتهم. وعن المعوقات التى واجهت «تختة» يقول الأشهب: «كأى مشروع فى بدايته كنا نحتاج إلى تمويل وتبرعات وكان الأمر يسيرا فى بدايته عن طريق التمويل الذاتى من المتطوعين غير أن تبرع مؤسسة أرض الحرية بمقرها لنا لمدة عامين أزاح من على عاتقنا العديد من النفقات.. كذلك واجهتنا مشكلة الانتشار سريعا لأنه ليست لدينا من القدرات المادية ما يتيح لنا إقامة حملات إعلانية موسعة ولكننا نعمل على الدعاية لمشروعنا من خلال علاقتنا الشخصية. •