تعودنا جميعا من القوات المسلحة المصرية على الصدق والإخلاص والصراحة المطلقة، ومنذ أن تم الإعلان عن جهاز الهيئة الهندسية (سى فاست) وأعلنت الهيئة أنه ابتكر خصيصا للقضاء على فيروس c مرض العصر للشعب المصرى، وخرجت علينا أصوات مشككة فى نجاحه ووصل الأمر إلى اتهام المؤسسة العسكرية بالكذب والتضليل.. عكفت القوات المسلحة على الأمر ووعدت شعبها المصرى بالإعلان عن النتائج الرسمية يوم 30 يونية.. وصدقا ما عاهدت الشعب المصرى عليه، فقد تم تشكيل لجنة تضم أعضاء الفريق البحثى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، إدارة الحرب الكيمائية والكلية الفنية العسكرية، أساتذة الجامعات، والقائمين على ظهور الاختراع للنور من قادة القوات المسلحة، وذلك لدراسة أنسب أسلوب علمى لتطبيق علاج التهاب الكبد الوبائى الفيروسى «سى» مع مراعاة معايير البحث العلمى الدولية، وقررت الإدارة العلمية تطبيق العلاج بعد انتهاء مرحلة اختبار الجهاز والأقراص العلاجية المكملة، مع عمل دراسات للأجهزة الضوئية بواسطة هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، لضمان عدم حدوث أى إشعاعات قد تعرض المريض لأى أضرار. وبناء عليه، فقد تم عقد المؤتمر الطبى الإعلامى للقوات المسلحة للكشف عن النتائج المبدئية لبروتوكول التطبيق لعلاج الالتهاب الكبدى الفيروسى «سى» بواسطة جهازccd والأقراص العلاجية بمشاركة أساتذة الجامعات المصرية والمركز القومى للبحوث ووزارة الصحة.
وأشار الحضور إلى أن هناك 160 مصابا تم اختيارهم للحضوع للعلاج بجهاز ccd خضع منهم 80 بالفعل والباقى سيبدأ إخضاعهم للعلاج وفقا للبروتوكول العلاجى بعد موافقة مختلف الجهات وموافقة وزارة الصحة ببدء التجارب على الإنسان، حيث يخضع المصاب للجلوس على الجهاز 28 ساعة مع جرعة أقراص ثم يعقب ذلك تناوله 6 أشهر مع المتابعة الحثيثة من الفريق الطبى.
∎ اختبارات دقيقة
وقال مصدر عسكرى: إن جهاز الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الخاص بعلاج فيروس التهاب الكبد الوبائى «سى» تم عمل اختبارات علمية دقيقة له، فى عينة مكونة من 80 شخصا من أعمار مختلفة، ذكورا وإناثا، فى مراحل المرض الأولى، وأخرى فى مراحل متقدمة لقياس كفاءة وفاعلية الجهاز، موضحا أن النتائج بيّنت استجابة 79 حالة للعلاج بشكل كامل، وتماثلت للشفاء من المرض، بينما حالة واحدة فقط لم تستجب للعلاج.
وأوضح المصدر أن الاختبارات التى تم إجراؤها على الجهاز بينت أن معدلات الاستجابة للشفاء بين الذكور أعلى من الإناث، إلى جانب عدم قدرة الجهاز على علاج الحالات التى تعانى من تليف الكبد فى المراحل المتقدمة من المرض، حيث إن فاعلية الجهاز مرتبطة باكتشاف المرض فى مراحله الأولى. وكشف المصدر عن أنه سيتم توفير جهاز «سى فاست» المتخصص فى اكتشاف فيروس سى، لجميع المستشفيات على مستوى الجمهورية، حتى يتم علاج الحالات المكتشفة من خلال جهاز العلاج «سى سى دى»، من أجل مواجهة هذا المرض، الذى يمثل تهديدا خطيرا لمنظومة الأمن القومى المصرى فى الوقت الراهن، حيث يكلف مرض التهاب الكبد الوبائى «سى» الاقتصاد المصرى مليارات الجنيهات سنويا.
وأشار المصدر إلى أن الهيئة الهندسية سوف تتولى الشق الفنى المتعلق بتصنيع أجهزة العلاج الخاصة بمرض فيروس سى، وسوف تتولى إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة العلاج بالجهاز، ومتابعة الحالات التى تخضع للعلاج به، من خلال مستشفيات الجيش المنتشرة فى القاهرة ومختلف محافظات الجمهورية.
∎ إنشاء مركز لعلاج الفيروسات
وقد أعلنت القوات المسلحة عن إنشاء المركز الوطنى للعلاج من الفيروسات بمحافظة الإسماعيلية، على أن يبدأ العمل به وتطبيق العلاج به بعد استعراض نتائج التجارب وإعلان نجاحها والتأكد من أمان المواطن وضمان عدم تعرضه لأى مخاطر.
قال اللواء طبيب جمال الصيرفى مدير الإدارة الطبية بالقوات المسلحة: «فى المؤتمر الطبى الإعلامى للقوات المسلحة لعرض النتائج المبدئية لبروتوكول التطبيق العلاجى للالتهاب الكبدى الفيروسى (سى) بواسطة جهاز ccd والأقراص العلاجية بمشاركة أساتذة الجامعات المصرية والمركز القومى للبحوث ووزارة الصحة: إنه بناء على توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بدراسة ما يعود بالنفع على القوات المسلحة والمجتمع المصرى فى ضوء ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس c تم تسخير جميع الإمكانيات للقضاء على هذا الفيروس وحرصت القوات المسلحة على تبنى مشروع جهاز ccd التابع الهيئة الهندسية للقضاء على الفيروسات.
وأضاف اللواء جمال الصيرفى إنه بناء على تصديق القائد العام للقوات المسلحة تم تشكيل عدة لجان من جميع التخصصات والفريق البحثى وأساتذة الجامعات ووزارة الصحة ومركز البحوث وذلك لمتابعة بحوث الهيئة الهندسية ودراسة أنسب الأساليب العلمية لتطبيق التجربة البحثيةً ومراجعة نتائج الأبحاث العلمية التى تمت فى إطار معايير البحث العلمى.
وأشار إلى أنه فى ضوء تقارير اللجان بدأ تنفيذ تجارب العلاج على 80 مريضا تم اختيارهم من خلال لجنة طبية بعد وضع اشتراطات الأمان وإجراء دراسات متطورة لضمان صحة المريض.. مشيرا إلى أنه تم فحص الجهاز من قبل العديد من الهيئات منها إدارة الحرب الكيميائية وهيئة الرقابة النووية.
وقدم اللواء جمال الصيرفى الشكر لكل من شارك فى هذا المشروع واللجنة التى قامت بالعمل بروح الفريق لدراسة هذه التجربة للتأكد من أمان المواطن المصرى وضمان عدم تعرضه لأى أخطار.
وقال اللواء جمال الصيرفى: إن الأمانة العلمية تقتضى أن أقوم بتأجيل إعلان العلاج للمواطنين بجهاز ccd لعلاج فيروس cللمواطنين حتى انتهاء الفترة التجريبية لمتابعة المرضى الذين يخضعون للعلاج بالفعل بالجهاز والتى تستغرق ستة أشهر لأن صحة المواطن المصرى أهم شىء.
وتابع اللواء الصيرفى: إنه بعد استعراض الإجراءات التى تمت حتى الآن لعلاج فيروس cوالإجراءات البحثية ومصداقية القوات المسلحة فى إخراج هذا الاكتشاف فى أحسن صورة، فإن القوات المسلحة تلتزم بالتجربة البحثية والتوقيتات التى تعلنها اللجنة المشكلة لمتابعته مؤكدا أن القوات المسلحة لن تسمح بعلاج أى مصرى إلا بعد التأكد تماما من أمانه.
∎ حياة المصريين
ومن جانبه قال عميد طبيب تيسير عبدالعال استشارى أمراض الباطنة بالقوات المسلحة: إن القوات المسلحة حريصة على كل ما يمس بأمن المصريين وفيما يتعلق بالأمن الصحى، ولهذا السبب يعكس حرص المؤسسة العسكرية على حياة المصريين، التى تعتبر ضمن ملفات الأمن القومى، الطبى الإعلامى للقوات المسلحة للكشف عن النتائج المبدئية لبروتوكول التطبيق العلاجى للالتهاب الكبدى الفيروسى «سى» بواسطة جهاز ccdوالأقراص العلاجية بمشاركة أساتذة الجامعات المصرية والمركز القومى للبحوث ووزارة الصحة والسكان، وقال عبدالعال: إنه فى عهد محمد على لبناء مصر الحديثة قد أعطى توجيهاته لكلود باى عام 1973 لإنشاء أول مؤسسة تعليمية طبية علاجية تابعة للقوات المسلحة وكانت بأبوزعبل وتم نقل مقرها لمستشفى قصر العينى الذى تخرج فيه كبار الأطباء فى مختلف المجالات، لافتا إلى أن إدارة الخدمات الطبية عملت على مراجعة نتائج الأبحاث العلمية ودراسة أنسب الطرق الطبية لتطبيق اختراع القوات المسلحة، واتخاذ كل الإجراءات التى تكفل تسجيل الملكية وبراءة الاختراع من خلال مجموعة من اللجان وهى: لجنة معاملات الأمان الخاصة بالجهاز، اللجنة الفنية، لجنة الدواء والصيدلة، لجنة الفريق البحثى، اللجنة العليا لعلاج الفيروس سى، مشيرا إلى أن القوات المسلحة بدأت العمل من 22 فبراير الماضى حتى هذا الوقت، وتم التحذير على أعضاء اللجنة الإدلاء بأى تصريحات صحفية لأجهزة الإعلام، مشيرا إلى أنه تمت دراسة معاملات الأمان بالجهاز على مدار الفترة السابقة بواسطة وحدة الليزر وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية وشعبة الوراثة البشرية بالقوات المسلحة، وأوضح أن فكرة عمل الجهاز تعمل على تفاعل أشعة الضوء المنبعثة مع المصدر لمكونات دماء المريض، مشددا على أن دراسة الجهاز تمت دراسته بكل النواحى فى الكلية الفنية العسكرية، نافيا قيام المؤسسة العسكرية ولجانها الطبية بعلاج المرضى بالإشعاع وفق تقارير صادرة من المؤسسات البحثية الإشعاعية الصادر عن هيئة الرقابة النووية. وقال إنه تمت دراسة الأقراص العلاجية فى كلية طب بنات الأزهر وإدارة الحرب الكيمائية التابعة للقوات المسلحة وجامعة عين شمس والمركز القومى للبحوث للتأكد من خلوها من الفطريات والمواد السامة.
لافتا إلى أنه بناء على دراسة الأقراص العلاجية وافقت وزارة الصحة والسكان على تنفيذ علاج المرضى بالأقراص العلاجية تم اختيار 160 مريضا بدأوا علاجهم على مرحلتين المجموعة الأولى 80 وتم علاجهم خلال 6 شهور والمجموعة الأخرى فى المرحلة المقبلة.. وقال: براءة اختراع جهاز الجيش فى الموقع العالمى الخاص بتسجيل التجارب الطبية، وفق القواعد العالمية المعمول بها، والغرض منه هو حفاظ حق مصر، لافتا إلى أن هذا الموقع الطبى تابع لمنظمة الصحة والغذاء الأمريكية.
وكشف عبدالعال عن النتائج الخاصة باختراع الجيش قائلا: التجارب أجريت فعلا على 80 مريضا بعد موافقتهم، استمر منهم 77 مريضا و3 آخرين رفضوا الاستمرار، والتحاليل الرئيسية كانت نتائجها الإجمالية جيدة ولم تتغير بشكل ملحوظ، وتابع إن التحليل الرئيسى «الوحيد» المعتمد دوليا وعالميا وطبيا الذى يوضح مدى إمكانية علاج المريض وتحديد نسبة شفائه، مشيرا إلى أن المريض يمكث 10 أيام لأخذ الأقراص العلاجية بعدها 28 ساعة علاج بالجهاز على مدار 28 يوما، بعدها يستكمل العلاج بالأقراص العلاجية من 3 : 6 شهور.
∎ لا توجد أعراض جانبية
من ناحية أخرى قالت الدكتورة مديحة خطاب عضو اللجنة وعميد كلية طب قصر العينى السابقة: لقد أكدت أن هناك نتائج إيجابية لتجربة العلاج بجهاز ccd والحبوب تستحق هذا الجهد الذى بُذل، مشيرة إلى أنه لم تحدث أى أعراض جانبية تستدعى وقف التجربة، وأكدت أنه تم الاتفاق على استمرار التجارب الإكلينيكية حتى الوصول إلى نهاية فترة العلاج التى تستغرق 21 شهرا منها 6 أشهر للعلاج ومثلها للمتابعة، وأوضحت الدكتورة مديحة خطاب أنه يجرى حاليا علاج 061 مريضا بفيروس سى بجهاز ccd وأن الوصول إلى نتائج نهائية رغم أنها مبشرة إلا أنها تحتاج إلى ستة أشهر للمتابعة.. وقالت: إننا سنسعى للتسجيل الدولى وقبله الحفاظ على صحة المصريين وعدم تعريضهم لأى أخطار.. وقد تم خلال المؤتمر عرض فيلم تسجيلى شمل مراحل ابتكار جهاز علاج الفيروسات وتطويره وجميع التجارب والقياسات التى تمت عليه للتأكد من صحته وأمانه وكذلك التجارب المعملية التى أجريت للتأكد من أمان الجهاز وعدم وجود أى آثار جانبية على المعالجين به.. وكذلك التجارب المعملية والجهات التى أشرفت على تلك التجارب وذلك وفقا للأساليب العلمية الدولية.
من جانبه قال دكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق معلقًا على الكشف عن جهاز فيروس سى والإيدز: إنه عندما كتبت مؤيدًا ومؤكدًا على نجاح جهاز القوات المسلحة لعلاج فيروس «سى» والإيدز لم أكن أكتب بناء على تخمينات أو تمنيات أو أحلام، وإنما كتبت بناء على يقين من النتائج بسبب متابعتى الدائمة للمشروع ونتائجه واتصالى المباشر بالفريق البحثى والمسئولين عنه من أبناء القوات المسلحة والهيئة الهندسية.
وقال أيضا الدكتور محمد رضا عز الدين رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية: إنه تم فحص الجهاز بالهيئة ولا تصدر عنه أية إشعاعات مؤينة أعلى من الخلفية الإشعاعية الطبيعية وذلك بناءً على تقرير الهيئة قبل وأثناء عملية التشغيل.