آثارنا مازالت تنهب ويعتدى عليها منذ عشرات السنين ولم تكتف الدول الناهبة لها بملء متاحفها وميادينها بآثارنا بطرق شرعية وغير شرعية، بل أيضا تقوم بمسخ مشوه لآثارنا العظيمة -بدون استئذان- وكما أن الدول الكبرى من حقها نهب وسرقة الشعوب الأخرى وتشويه تاريخها وآثارها.. تعويضا لعدم وجود أى آثار أو حضارات يتباهون بها مثل حضارتنا العريقة بحجة أنها لم توقع على اتفاقية اليونسكو لسنة 1972 فى حق الحفاظ على ملكية الحقوق الفكرية وعدم الاعتداء على الآثار والتراث الثقافى للبلاد الأخرى! ∎ الأقصر بلاس فيجاس
من أشهر الأماكن التى تم فيها بناء مقلد لآثارنا هى مدينة الأقصر فى مدينة «لاس فيجاس» الأمريكية ففندق الأقصر بها، وقد تم تصميمه على شكل المعابد المصرية القديمة، ويوجد فى مدخله تماثيل «لأبوالهول» والهرم ووضع أعلى الهرم هرم زجاجى به نجمة داود ليؤكد فى ذهن زائريه الذين يصل عددهم لحوالى 36 مليون زائر سنويا أن من بنى الأهرامات هم اليهود وليس المصريون كما يدعى الصهاينة! وفى مدينة دبى أقيم فندق «وافى» على الطراز الفرعونى من الداخل والخارج وبه تماثيل مقلدة للمعابد والآثار الفرعونية وأخيرا فاجأتنا الصين بتمثال مقلد مشوه «لأبوالهول»، مما أثار غضب الكثير من المصريين الغيورين على أصول حضارتهم وتاريخهم العظيم.
كان خبر بناء تمثال«لأبوالهول» بالصين وبشكل مشوه له رد فعل كبير فى الأوساط الغيورة على آثارنا وتراثنا الحضارى، وكان أول رد فعل من وزارة الآثار، حيث صرح د. محمد إبراهيم وزير الآثار بأنه سوف يخاطب مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو د. محمد سامح عمرو لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إطلاع الأعضاء الدائمين بمنظمة اليونسكو على حجم الضرر الواقع على التراث الإنسانى المصرى والمتمثل فيما فعلته إحدى الجهات الصينية بتشييد تمثال محاكٍ لتمثال «أبوالهول» بمنطقة الأهرامات الأثرية وبصورة مشوهة لمقاييس وسمات التمثال الأصلى.. ومطالبة أعضاء المنظمة العالمية بتطبيق ما جاء بالفقرة الثالثة من المادة السادسة لاتفاقية اليونسكو الموقعة عام 1972 لحماية التراث العالمى والثقافى والطبيعى ضد هذا الإجراء، والتى تنص على «تعهد كل من الدول الأطراف فى هذه الاتفاقية، ألا تتخذ متعمدة، أى إجراء من شأنه إلحاق الضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بالتراث الثقافى والطبيعى، والواقع فى أقاليم الدول الأخرى الموقعة على هذه الاتفاقية».
مؤكدا أنه طبقا لهذه الفقرة أيضا سوف تتم مخاطبة مدير عام منظمة اليونسكو د. إيرينا بوكوفا لإطلاعها بأن إعادة إنتاج تمثال أبوالهول يلحق ضررا بالتراث الثقافى لمصر، حيث إنه مسجل على قائمة التراث العالمى ضمن منطقة منف وجبانتها ومحظور على أى دولة المساس بالقيمة الاستثنائية لهذا التراث، والتى من أساسها تم تسجيل هذه المواقع على قائمة التراث العالمى.
والتأكيد على منع أى دولة من إعادة إنتاج التراث الثقافى لأى دولة أخرى التزاما ببنود اتفاقية 1972 وحفاظا على القيمة الاستثنائية لميراث الشعوب والذى لا يمكن أن يسمح بإعادة إنتاجه دون قيود ودون الرجوع للدولة المالكة لهذا التراث.
كما أشار د.محمد إبراهيم - وزير الآثار - إلى أنه سوف يتم التنسيق مع وزارة الخارجية لمخاطبة سفارة الصين بالقاهرة وحثها على الالتزام بما نصت عليه اتفاقية اليونسكو الموقعة فى عام 1972.
والسؤال كيف نحمى آثارنا من نهب ومسخ وتشويه لها من قبل الدول التى لم توقع على اتفاقية اليونسكو؟
∎ «تا اخت» مغنية الكوراس
حضارة مصر العظيمة عبر خمسة آلاف سنة مازالت كل يوم تكشف عن أسرارها وعن حكايات جديدة لأهلها وحكامها من العصر الفرعونى والبطلمى لليونانى الرومانى للقبطى والإسلامى، وهذا الأسبوع تم كشف جديد بمنطقة سقارة «منف القديمة» عن مقبرة فرعونية وفى مدينة بنى سويف عن معبد من عصر البطالمة.
∎ مغنية الكوراس
أعلن د.محمد إبراهيم وزير الآثار عن اكتشاف تابوت لمغنية الكوراس المقدس فى عصر الانتقال الثالث (الأسرات 24-22)، وتدعى «تا اخت» وأن الكشف حققته البعثة الفرنسية بالتعاون مع وزارة الآثار أثناء أعمال التنظيف ورفع الرديم بالمقبرة الخاصة بالسيدة «مايا» مرضعة الملك توت عنخ آمون، والتى سبق أن اكتشفتها البعثة الفرنسية بالجبانة البوباسطية نسبة إلى المعبودة باسنت التى رمز لها بالقطة بمنطقة سقارة الأثرية.
وأن «مايا» تعود لعصر الأسرة 18 الفرعونية، من عصر الدولة الحديثة، مما يؤكد الاهتمام الذى حازت به منف عاصمة مصر فى عصر الدولة القديمة حتى بعد انتقال الحكم إلى عواصم أخرى.. وقال الأثرى على الأصفر - رئيس قطاع الآثار المصرية - إن الكشف عبارة عن ثلاثة توابيت داخل بعضها البعض وهى خشبية الصنع، صممت بشكل آدمى، اثنان منها (الأوسط والداخلى) بحالة جيدة من الحفظ ومزخرفة بنقوش رائعة تمثل وجه المتوفاة، بينما التابوت الداخلى لم يفتح بعد ويعتقد أنه يحتوى على المومياء.. كما قال أيضا عن الكشف علاء الشحات مدير عام آثار سقارة إنه كشف داخل التابوت الأوسط عن بعض الأدوات الجنائزية
∎ معبد من البطالمة
كما تم الإعلان أيضا عن اكتشاف معبد أثرى مشيد من الحجر الجيرى يعود إلى عصر الملك البطلمى بطليموس الثانى «282-246 ق. م» وهو ابن الملك بطليموس الأول.
وقد تم اختياره دون إخوته الأكبر منه سناً، مما خلق جواً من العداء بينه وبين إخوته الأمر الذى سبب الكثير من الاضطرابات الداخلية والخارجية، وقد دفعه ذلك إلى محاربتهم ومحاربة من انضموا إليهم حتى إنه عقد معاهدات مع أعدائه للتغلب عليهم، وقد بنى بطليموس الثانى منارة الإسكندرية وهى من عجائب الدنيا السبع وكانت تسمى «فاروس» وموقعها كان على طرف شبه جزيرة فاروس وهى المكان الحالى لقلعة قايتباى فى الإسكندرية وتعتبر أول منارة فى العالم، كما اهتم بالثقافة فى فترة حكمه وزود مكتبة الإسكندرية بالعديد من الكتب والمؤلفات.. وكشفت عن المعبد بعثة وزارة الآثار المصرية أثناء إجرائها أعمال الحفائر بمنطقة جبل النور الأثرية الواقعة بالبر الشرقى بمحافظة بنى سويف.. ويقول د. محمد إبراهيم وزير الآثار عن هذا الكشف: إن المعبد المكتشف له أهمية خاصة باعتبارها المرة الأولى حتى الآن التى يتم خلالها الكشف عن معبد أثرى يعود إلى عصر الملك بطليموس الثانى داخل حدود محافظة بنى سويف، الأمر الذى ربما يفتح المجال أمام المزيد من المعلومات التاريخية والتفاصيل الجغرافية عن هذا العصر، كما يلقى الضوء على واحد من أهم ملوك العصر البطلمى والذى استمر حكمه إلى ما يزيد على 36 عاما.. مشيرا إلى أن المعاينة المبدئية للجزء المكتشف من المعبد ترجح أنه كان مكرسا للإلهة إيزيس والتى احتفظت بشهرة واسعة على امتداد العصر البطلمى مثلما حظيت بمكانة رفيعة على مدار العصور الفرعونية.. كما شدد وزير الآثار على ضرورة استمرار أعمال الحفائر الجارية بالموقع للتوصل إلى المزيد من التفاصيل والعناصر المعمارية المكونة للمعبد فى أقرب وقت.
ويقول د. منصور بريك رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى: إن المعبد الخارجية من الناحية الشرقية يحوى مناظر للملك بطليموس الثانى يظهر خلفه الإله حابى إله النيل فى أشكال متتالية تمثله حاملا موائد تزخر بمختلف أشكال القرابين، والتى تعكس ما تنعم به أرض مصر من خيرات.