كيف تجرأت 30 امرأة على خيانة أزواجهن مع رجل واحد

عندما قرأت حادثة مدرب المحلة والذى ضبط بحوزته سيديهات تؤكد ممارسته للأعمال المنافية للآداب داخل صالة الكاراتيه بالنادى.. لم يكن ما أدهشنى وقتها هو تصوير المدرب للسيدات ولا خسته أو نذالته لأننى أعتقد أنها ليست بالجديدة خاصة أننا أحيانا نقرأ عن زوج فعل ذلك وليس عشيقا راود سيدة عن نفسها رأيت أن الحادثة معتادة وأن التفسير الوحيد أن هذه الشخصية هى شخصية شاذة تستدرج النساء وتصورهن سواء لابتزازهن أو لمتعة رخيصة فيما بعد، ولكن ما جعلنى أشعر بوجود مشكلة كبيرة حقيقة هو تورطه فى علاقة جنسية مع 30 سيدة وربما أكثر من ذلك.

أى أنه فى مجتمع المحلة المغلق نوعا ما شأنه شأن كل محافظات مصر وأنا قد عشت فى إحدى محافظات مصر سنوات قليلة فى بداية عمرى وإلى الآن لايزال بعض أقاربى وأهلى يعيشون هناك أعرف وأدرك جيدا أن المجتمعات الريفية تتمتع فيها النساء بدرجة كبيرة من الحياء والحفاظ على الثوابت والعادات والتقاليد ويخفن على سمعتهن وسمعة أزواجهن وبناتهن وأن مثل هذه الأمور ليست بسيطة وتوجد استحالة فى التستر عليها وأن أكثر ما تفعله النساء فى المحافظات هى الزيارات العائلية فكيف تجرأت 30 سيدة وخنّ أزواجهن ومارسن علاقة كاملة مع مدرب فى صالة جيم؟!

أعتقد أنها صيحة تنبيه للأزوج وللغافلين، رسالة تؤكد على وجود آلاف السيدات غير راضيات عن حياتهن مع أزواجهن سواء الحياة الجنسية أو حياتهن بشكل عام.
توجد الكثيرات غير سعيدات لا يجدن الدفء والحياة التى حلمن بها فهرعن لرجال آخرين.
توجد نساء فاض بهن الكيل فى بلدة صغيرة فانطلقن فى طريق وعر دون تردد أو خجل وهى البلدة التى طالما خاف الناس فيها من الكلام والأقاويل والسمعة.

واعذرونى إن كنت لا أستطيع أن أرى مثلما يرى البعض القضية فى مجموعة من النساء المنحلات اللاتى خن أزواجهن وأنهن يستحققن الجلد والاستحقار وينتهى الموضوع على ذلك.
فمن المؤكد أننى لن أدافع عن الخائنات لأن الخيانة طعنة من الخلف كلنا ندعو الله ألا يكون لأحد فيها قيد أنملة نصيب من أن يراها.

ولكن.. يجب ألا نصم آذاننا عن مشكلة باتت تنتشر فى المجتمع وتتوسع. لابد أن نعرف الأسباب، أن نحاول أن نحلل شخصيات هؤلاء النساء، أن نبحث فى مشاكلهن وحياتهن.. وقد قرأت أخبارا مقتضبة من أن أغلبهن أرامل أو مطلقات أو زوجات سافر أزواجهن للعمل فى الخارج، ذلك الكابوس الذى طالما حذرنا منه ولايزال الرجال يغضون الطرف عن خطورته!
بالطبع ليست حادثة المحلة وحدها هى التى جعلتنى أشعر بوجود مشكلة، ولكن بضغطة واحدة على أى موقع للجنس العربى على الإنترنت ستجد مئات من السيدات اللاتى يتعرين على كاميرات الويب وفى مواقع الدردشة كبيرات فى السن وأشكالهن تؤكد أنهن زوجات وأمهات، مما ينذر بخطر كبير فالموضوع لم يعد يقتصر على تصرفات بنت مراهقة طائشة مستهترة أو فتاة غير متزوجة تعانى من كبت أو أخرى بالأجرة، لكن دخلت فئة جديدة من الأمهات والنساء اللاتى من المؤكد أنهن يتعرضن للابتزاز وللمتاجرة، لكنهن يفعلن ذلك دون أدنى تردد وبجرأة كبير تنذر بأن الكيل قد طفح، لذلك فإن اتهامهن فقط بالانحلال هو أبسط وأسهل الأمور للهروب من مناقشة القضية ومعرفة السر الحقيقى وراء أفعالهن غير المسئولة التى لا تناسب طباعهن وأخلاقهن وما تربين عليه.

وقد حاولت بينى وبين نفسى أن أعطى مجموعة من الأسباب من خلال ربطها بنماذج اقتربت منها فى حياتى وموجودة فى المجتمع فوجدت أنهن قد ينقسمن لنوعين منهن من تركها زوجها بالسنين دون أى اهتمام سواء بسفره خارج البلاد وعدم اهتمامه بها أو حتى بوجوده كحاضر غائب، ونوع آخر انصرف أيضا عنه الرجل بخياناته المتكررة فوجدت الزوجات أن العقاب الوحيد الذى يمكن أن تسلطه على الزوج هو خيانته.

أو نوع ثالث لايزال يجهل الثقافة الجنسية وتعانى من الرغبة والمتطلبات التى تخجل الاعتراف بها لزوجها، بينما تجد أن العشيق قد يكون أكثر مرونة فى تقبل متطلباتها.. وبعيدا عن تحليلى الذى قد يشوبه كثير من الخطأ لأننى فى النهاية قد أنظر للموضوع بعاطفة القصاصة، فقد عرضت الموضوع على خبراء علم النفس والاجتماع للوصول للأسباب وراء تفشى ظاهرة خيانة الزوجه وتكسير كل التابوهات والخطوط الحمراء.

يقول علم النفس إن الخيانة الزوجية هى انجذاب أحد الزوجين إلى طرف آخر انجذابا عاطفيا أو فكريا أو ماديا تتطور إلى حوار عاطفى أو علاقة جسدية فى أبعد الحدود، وينظر معظم علماء النفس إلى الخيانة بوصفها استجابة غير سوية قد يترتب عليها مضاعفات أسرية واجتماعية ونفسية سلبية.

ولا يمكن تجاهل عدم التوافق والتكامل العاطفى والجنسى، حيث يلعب دورا مهما فى خلق فجوة بين الزوجين تؤدى إلى البحث عن حل، إضافة إلى حب المغامرة والرغبة فى التغيير والتى تكون غالبا بسبب ضعف التربية الأسرية وغياب الوازع الأخلاقى.

وتشير دراسات اجتماعية إلى أن خيانة الزوجة غالبا ما تأتى كرد فعل انتقامى إزاء الزوج الخائن أو إحساسها بالإحباط والقهر.

تقول الدكتورة نادية رضوان -أستاذة علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: إن ادعاء المرأة السعادة الزوجية نابع فى المقام الأول من الخوف من فقدان الزوج؛ فتفعل ذلك دفاعا عن حياتها وبيتها، وكأنها تريد أن تعلن للجميع أن محاولتهم للوقيعة بينها وبين زوجها ستفشل؛ لأنها راضية كل الرضا عن زوجها، وهو كذلك راضٍ عنها كل الرضا.

وكثيرا ما يكون لأسرة الزوجة علاقة مباشرة فى هذا التظاهر؛ فهى تريد أن تؤكد أمامهم حسن اختيارها لهذا الزوج، فتبالغ فى ادعاء السعادة، وتصوير محبة الزوج لها؛ حتى تقطع الطريق أمام انتقاداتهم، خاصة إذا كان هناك وجه للاعتراض على الزوج من قبل الأسرة فى البداية.

وقد تلجأ المرأة إلى نسج قصص كاذبة عن أوصاف ومميزات الزوج أمام الناس حتى تشعره بالحرج، وتدفعه إلى تغيير نفسه، والتخلص من عيوبه؛ لأنه يعرف تماما أنها تضعه فى مكانة لا يستحقها، وتؤكد الدكتورة نادية أن التظاهر بالسعادة مرتبط فعلا بالزوجة أكثر من الزوج؛ لأن الرجل الشرقى عادة لا يهتم بكلام الناس حول سعادته أو عدمها مع زوجته، ويعتقد أن المظاهر عادة ما تقوده إلى تعقيدات كثيرة مع بيئته الاجتماعية التى قد تثير العديد من التساؤلات حول تفاصيل علاقته بزوجته؛ لذلك يتجنب الدخول فى هذه المسائل، حتى لا يضطر للكذب والمبالغة.

الدكتورة ثريا عبد الجواد أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها ترى أن المحلة تعتبر مدينة قريبة من القاهرة ولا يمكن مقارناتها بالمدن الريفية والتى لاتزال تحتفظ بعاداتها وتقاليدها، لذلك تعميم ما حدث فى المحلة على باقى القرى والمحافظات قد يكون غير مؤكد لأن النساء الريفيات لايزلن يحتفظن بعاداتهن وتقاليدهن التى تجرم إقامة علاقة غير شرعية، مؤكدة أن خيانة المرأة لها أسباب عديدة فليست كل امرأة يبعد عنها زوجها أو يسافر تخون زوجها فالخيانة ليست بالأمر الهين على المرأة فخيانة المرأة لها أسباب اقتصادية واجتماعية وظروف عائلية ولا توجد إحصاءات تشير للأسباب.