صحيح إللى يعيش ياما يشوف.. بتقولوا علينا حكومة طب أحنا فعلا حكومة وهى الحكومة إيه غير شوية وزراء فوق بعض إللى مسئول عن المالية وإللى مركز فى التعليم وإللى بيهز علشان ميزانية أقصد الموازنة يعنى لكن أنا بقى كل دول فى بعض يعنى أنا إللى ماسكة المالية، وأنا وزيرة التربية وكمان التعليم ووزيرة الاقتصاد، وساعات كمان بأقى وزيرة الدفاع ورئيس المخابرات لما أبص فى عينيك وأحس إنك هتخبى حاجة على.. وطبعاً وزيرة الكهرباء إللى بتنور حياتك، وإللى لو قطعت عنك هتلبس فى الحيطة، وإذا كنا أحنا بقى الحكومة فمن أنتم؟! فى يوم من الأيام صحيت كالعادة، وقررت إنى أروح السوبر ماركت، وأنا فى قسم المنظفات لقيت شابين من اللى بيبيعوا المنتجات واقفين بيهزروا مع بعض، ولقيت الأول بيسأل التانى: هتيجى تسهر معايا النهاردة ولا زى كل مرة، رد التانى: لا زى كل مرة يا خفيف عاوز أريح شوية بعد الوقفة طول النهار على رجلى.
رد الأول بسخرية: لا وأنت الصادق تلاقيك خايف من الحكومة تبيتك برة البيت لو اتأخرت، ودخل الاثنان فى ضحك طويل، وكأنهما فى فقرة الساحر.. روحت البيت وأنا متنرفزة جدا من الحوار اللى حصل، إزاى واحد يسمح إن واحد تانى يسمى مراته حكومة.. يعنى هى بعبع، وكمان يضحكوا عليها، ده أنا كان هاين علىَّ أخد رقم مراته واتصل أقول لها.
ولسة قاعدة باخد وأدى مع نفسى دخل علىَّ جوزى، وسألنى مالك، لقيتنى برد عليه بمنتهى التلقائية: هو أنا الحكومة بتاعتك، فابتسم وقالى: ليه السؤال ده، فحكيت له الموقف، ففوجئت به ينفجر ضاحكا وكأنه انضم إلى فقرة الساحر اللى كانت فى السوبر ماركت، وقال لى: على فكرة هما مش بيتريقوا على مرات الراجل ولا حاجة، ده إفيه بيقولوه الشباب لبعض لما بيحاسبوا على تصرفاتهم بعد الجواز مش زى الأول لما كانوا سناجل، يعنى مثلا: الراجل لما بيتجوز مش بيسهر كتير برة البيت زى الأول، مش بيعاكس، مش بيدى رقمه لأى واحدة، بيقلل صداقاته، مش بيعيش حرية قبل الجواز، فأصحابه اللى لسة متجوزوش بيهزروا معاه ويقولوا له: إنت خايف من الحكومة، ودى مش حاجة وحشة بالعكس ده الحكومة هى اللى بتظبط البلد وهى اللى بتحط قوانينها.. يعنى هى المسيطرة.. خلاصة الكلام أكلنى بالكلمتين دول.. واقتنعت.
عدى الموقف، وفتحنا التليفزيون، لقيت أحمد السقا فى فيلم الجزيرة بيزعق ويقول: من النهاردة مافيش حكومة أنا الحكومة..، وعمال يزعق ويقول: أنا الحكومة.. أنا الحكومة!!! بصينا أنا وجوزى لبعض وانفجرنا فى الضحك.
سرحت شوية فى كلمة حكومة، وكالعادة مقدرتش أكمل سرحانى «ملحوظة: البنت بعد الجواز مش بتلاقى وقت تسرح فيه» وقمت أخلص اللى ورايا.
لكن وأنا شغالة فى البيت سألت نفسى سؤالاً: طب لو الست هى الحكومة.. يبقى الراجل إيه؟!!!، رئيس جمهورية لا بعيدة لأنه لو رئيس جمهورية يبقى هو اللى بياخد كل القرارات لكن ده مش بيحصل على طول، وفضلت طول الليل أفكر فى السؤال ده.
تانى يوم رحت أبارك لواحدة صاحبتى علشان ابنها نجح وطلع الأول على المحافظة فى الابتدائية، وكان معايا جوزى، قعدنا مع بعض، وقامت صاحبتى عالمطبخ، قمت معاها وقعد جوزها مع جوزى.
كان شكلها مرهق أوى، فسألتها: مالك! نفخت فى وشى وقالت : لما يعدى على جوازك عشر سنين هتفهمى، قلت لها: فضفضى.
قالت لى، وياريتها ما قالت: البيت والعيال والراجل، وكل حاجة فوق دماغى.
قلت لها معلش: ما هو الحمد لله ربنا بيكافئك والولد نجح وطلع من الأوائل.
قالت لى: ده ما حصلش بالصدفة ولا من فراغ، ده لأنى بصحى الصبح بدرى، وأحضر الفطار وممكن أحضر كمان الغدا، وألبس الأولاد وأوديهم المدرسة، وطبعا ما ينفعش أطلب من جوزى إنه يوصلهم هو، وبعدين أجرى على شغلى اللى رئيسى فيه راجل وهو كمان بيشيلنى الشغل كله، وأول ما ميعاد الانصراف ييجى أجرى على المدرسة، وأروح العيال وعقبال ما هما يغيروا هدومهم أكون كملت الغدا علشان لما جوزى ييجى يكون الأكل جاهز، ويا ويلى لو ما كانش الأكل جاهز.
نقعد نتغدى ونقوم، أقعد مع العيال وأذاكر معاهم فى نفس ذات الوقت اللى بغسل فيه الأطباق.. وياه بقى لو لقيتى جوزك مكتئب وشكله زعلان.. لازم تقعدى معاه وتعرفى ماله، وتساعديه لو عنده مشكلة وتفضلى وراه لحد ما يحلها «طبعا لأنك الصدر الحنين، والسفنجة اللى لازم تمتصى كل حاجة»، وبعد ده كله تتفاجئى بيه يقول لى: أنا هنزل على القهوة شوية أقعد مع أصحابى علشان أغير مودى، طب وبالنسبة لمودى أنا «مود إيه اللى أنت جاية بتحكى عليه»، وينزل البيه وأغنى أنا كان ذنبى إيه.
وأرجع لمذاكرة العيال لحد ما يغمى علىَّ من التعب، وياريت كده وبس، ده أنا مطالبة إنى أكون وزيرة التموين والمالية، والاقتصاد، وطبعا وزيرة التربية والتعليم، وحتى وزيرة الرى، وكل ده وما فيش كلمة شكر ولو طلبتها يقول لى: ده أصلا دور الست فى الدنيا.. الدور اللى ربنا خلقها علشانه.. خلصت صاحبتى كلامها بعد ما جابت لى اكتئاب، خرجت بسرعة لجوزى قبل ما جوزها يطبع عليه، لكن لقيتهم الحمد لله كانوا بيتكلموا عن ريال مدريد.
وبعفوية شديدة.. قلت لجوز صاحبتى: ألف مبروك للولد وعقبال الثانوية العامة، فرد بتلقائية ساخرة: يلا الحمد لله الواحد طالع عينه علشانهم، وهو أنا بشتغل ليه مش علشان العيال والبيت، أنا كل مجهودى وتعبى رايح عليهم.. ده علشان الولد ينجح والبيت يبقى زى ما إنتى شايفاه كده، بنسى نفسى خالص والله، وكل همى هو البيت والولاد ومراتى طبعا.. يلا ربنا يجعله فى ميزان حسنات الواحد.
وطبعا مش قادرة أحكى لكم منظر صاحبتى، ووشها اللى استجمعت فيه كل أحاسيس الحقد والغضب، لسة بدور وشى ناحيتها لقيت وشها أحمر مزنهر، وعمالة تعض على إيديها، ولا كأنها طفل وبيسنن من أول وجديد.
حسيت إنى محتاجة أمشى دلوقتى قبل ما الست تقوم تاكل جوزها قدامنا.. استأذنا ومشينا وأنا حاسة إنى هلاقى جوز صاحبتى مرمى من البلكونة، وهنا وجدتها.. وخلاص عرفت إجابة سؤالى: لو كانت الست هى الحكومة، يبقى الراجل هو المتحدث الرسمى.