إذا كان أول الغيث قطرة، فإن بداية التغيير امرأة! دائما كانت ومازالت الشرارة الأولى لبداية كل شىء أو أى شىء.. إنها المرأة التى عندما أرادوا أن يرجعوا الفضل لنجاح الرجل اختاروها هى لتكون السبب فيه، هى المرأة التى إذا أرادت غيرت، وإذا نجحت طورت، وإذا تولت المسئولية أبدعت.. ما من دور قد أسند إليها إلا أثبتت جدارة واستحقاقا فيه إن كانت أما أو زوجة أو صديقة حتى مسئولة تخدم بالعمل العام.. فكتبت بحروف من نور أسمى آيات البطولة فى التصدي لمشاكل مجتمعها بجرأة منقطعة النظير حتى أحدثت التغيير الذى ترضى عنه وتغير قوانين باتت لسنوات وسنوات تجحف حق المرأة وتهمشها جانبا.
عزيزى الرجل إذا أردت أن تغير قانونا فابحث عن المرأة! ∎ حسن شاه
هذه الكاتبة الصحفية التى تنبهت لمشاكل المرأة وتجرعت همومها فقدمت مآسى سيدات مصر فى أعمالها الفنية أو مقالاتها الصحفية، إلى جانب بابها الأشهر فى الصحافة المصرية «أريد حلا» بجريدة أخبار اليوم وكان عنوانا لفيلمها الذى جسدت بطولته الفنانة القديرة فاتن حمامة، حيث كان فيلم «أريد حلا» الذى عرض على شاشات العرض السينمائية عام 1957 بمثابة ناقوس إنذار قد نجح فى إفاقة المجتمع من سباته، ليستيقظ مع صرخات بطلة الفيلم على معاناة آلاف النساء اللاتى يقعن فى مأزق الرغبة فى الطلاق.
كانت مأساة النساء التى رسمتها حسن شاه بقلمها السبب الرئيسى فى تغيير قانون الأحوال الشخصية عام 1978، حيث تمكنت المرأة من الحصول على حكم من المحكمة بتطليقها من زوجها الذي تستحيل عشرتها له.
∎ زينة
تلك الطفلة ذات الخمس سنوات التى أثارت قضيتها الرأى العام المحلى والعربى.. حيث لقيت مصرعها على يد اثنين من الذئاب البشرية حاولا اغتصابها قبل إلقائها من الدور الحادى عشر بمحل إقامتها.. وكانت محكمة جنايات الطفل ببورسعيد قد قضت بالحكم على المتهمين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما لأن المادة الثانية من قانون الطفل، قد نصت على أنه من لم يبلغ 18 عاما، فى سنة ميلادية كاملة، وقت ارتكاب الجريمة، وعملا بنص المادة 111 على أنه لا يوجب إعدام ولا بالسجن المؤبد ولا المشدد على المتهم الذى لم يبلغ سن ال- 18 فى سنة ميلادية كاملة، وقت ارتكاب الجريمة.
وهانحن اليوم فى انتظار أن يتم تعديل قانون العقوبات بالدستور الجديد وتحديدا المادة الثامنة التى لم تسن عقوبة الإعدام بحق من يعتدى على الأطفال.. ∎ تهانى الجبالى
تلك المرأة التى تبنت الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين قبل وصولهم إلى السلطة وأثناء حكمهم اعتراضا على ممارستهم الفاشية وانتهاك السلطة القضائية، الأمر الذى كلفها خسارة منصبها كنائب رئيس المحكمة الدستورية العليا عندما وافقت لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس الشعب على مشروع قانون إعادة تشكيل المحكمة الدستورية العليا وهو القانون الذى صدق عليه رئيس الجمهورية السابق محمد مرسى.. وهو الأمر الذى اعتبرته الجبالى «انتهاكا» و«هدما» لدولة وسلطة القانون، ومحاولة لتعطيل المحكمة عن أداء دورها و«فضيحة دولية»!
فمن أجل هذه المرأة القوية التى لا تخشى فى الحق لومة لائم تم «تفصيل» قانون للإطاحة بها وزملائها الستة من شيوخ قضاة مصر.. وبذلك تعتبر المستشارة تهانى الجبالى المرأة التى هزت عرش الإخوان!
∎ أسماء
هو اسم الفيلم الذى قامت ببطولته الفنانة هند صبرى تحدث الفيلم عن السيدة الأربعينية أسماء التى انتقلت إليها عدوى مرض الإيدز من خلال زوجها ورفضت طوال فترة إصابتها بالمرض الإفصاح عن حقيقة مرضها خوفا من تغير نظرة المجتمع إليها.
كان الفيلم بمثابة إشارة إنذار للمسئولين بالدولة لحثهم على التحرك صوب استصدار قانون لحماية حقوق المتعايشين مع مرض الإيدز وهى الخطوة الشجاعة التى سبق أن اتخذتها دول مثل جيبوتى وتلتها اليمن وتشرع حاليا كل من دولة قطر والبحرين فى كتابة مشروع قانون يكفل الحفاظ على حقوق مرضى الإيدز، بحيث يكون هدف القانون تنسيق الجهود الرسمية والشعبية للحد من انتشار الإيدز وتبصير المجتمع بحقوق وواجبات المتعايشين مع الفيروس.