كما عاش مات وسط محبيه وعشاق شعره وفكره الذى وقف بهما فى وجه الظلم ناصرا الحق ولو على رقبته.. أحمد فؤاد نجم شاعر الشعب والناس الغلابة منهم وإليهم عاش ولكن فى محطته كان لا مفر من الوداع.. وفى لحظة حزينة قاسية على قلوب كل جموع الشعب المصرى فارق الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الحياة عن عمر يناهز ال48 عاما من الكفاح والإبداع كانت وليدتها حشود محبة، التفت جميعها حوله حتى تودعه إلى مثواه الأخير بمقابر الغفير.
وفى مساء قاتم شديد البرودة كان مسجد بلال بن رباح بالمقطم على موعد لتلقى واجب العزاء فى الراحل أحمد فؤاد نجم، ووسط حشود ضخمة من المشاهير والفنانين ورموز الأدب والسياسة والإعلام الذين سادت عليهم جميعا حالة من الحزن والألم على فقدان نجم، من جهة أخرى كان المشهد لأسرة الفقيد التى رفضت الحديث مع وسائل الإعلام مكتفية بالصمت والبكاء كأفضل تعبير على ما يدور بداخلهم. كان من أبرز الحاضرين أصدقاء نجم وأبناؤه من الفنانين الشباب الذين ظهروا جميعا حاملين لصورة نجم ومكتوبة عليها «مع السلامة يا نجم» من بينهم الناشر محمد هاشم، صاحب دار ميريت للنشر، والذى رافق «نجم» لفترة طويلة من حياته بالإضافة إلى وزير الثقافة محمد صابر عرب، وزير التعليم العالى دكتور حسام عيسى، المرشح الرئاسى السابق خالد على، رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس الذى رفض الحديث إلى وسائل الإعلام، أيضا الشاعر هشام الجخ، ووزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبوغازى رئيس مجلس إدارة مجموعة الشروق إبراهيم المعلم، والمستشار زكريا عبدالعزيز، وعبدالجليل مصطفى عضو لجنة الخمسين والدكتور محمد غنيم عضو لجنة الخمسين والمتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير أحمد طه النقر والأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى كريمة الحفناوى بالإضافة إلى شقيقة الشهيد خالد سعيد وفى مشهد مفاجئ كان حضور أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق. أما من الفنانين حضر كل من نبيل الحلفاوى، محمود حميدة، على الحجار، صلاح عبدالله، أحمد عبدالعزيز وسامى العدل والدكتور مجدى أحمد على وخالد الصاوى والفنان جمال سليمان ولطفى لبيب، سعيد طرابيك والمخرج خالد يوسف، سامح حسين، جيهان فاضل التى توجهت فور وصولها إلى ابنته نوارة لمواساتها، أيضا الفنان محمود قابيل، كما تفاجأ الجميع فى العزاء بحضور الفنان الكبير أحمد عدوية الذى فاجأهم بحرصه على تقديم واجب العزاء فى الفقيد ومن الإعلاميين والصحفيين الكاتب الصحفى إبراهيم منصور وجابر القرموطى ، ريم ماجد، جمال الشاعر، جمال فهمى، بثينة كامل، كما تقدم معتز حسن مندوبًا عن رئاسة الجمهورية لتقديم واجب العزاء. ومن الشباب حضر عمرو قطامش، محمد محسن، وكذلك فرقة «إسكندريلا» إضافة إلى عدد من شباب الحركات الثورية والمثقفين والشعراء وأيضا المعبوث الهولندى والسفير الفلسطينى بالقاهرة، ومن النشطاء السياسيين رشا عزب وطارق الخولى وإسراء عبدالفتاح والقيادى اليسارى كمال خليل. فى الوقت الذى رفض فيه المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال الحديث مع وسائل الإعلام، عقب تقديمه لواجب العزاء إلى أسرة الفقيد، متوجها على الفور إلى سيارته، لم يبد المرشح السابق للرئاسة خالد على اعتراضه للحديث إلى وسائل الإعلام حيث قال: أحمد فؤاد نجم ذلك الشاعر الثائر الذى سيظل خالدا فى ذاكرة وقلوب كل المصريين.. أيضا كان لوزير الثقافة دكتور محمد صابر عرب كلمته عن نجم حيث قال: «كان ملهما للجميع بأشعاره التى ستظل باقية، إنه حقا شاعر الغلابة». ومن المشاهد الخاصة بأسرة نجم مشهد ابنته الصغرى زينب دلوعة أبوها كما تردد بين الحاضرين أثناء العزاء والتى ظهرت فى حالة يرثى لها شاردة، متسائلة عن سبب وجود كل هذه الحشود ، رافضة تصديق حقيقة وفاة والدها الذى أكدت أنه لم يكن مجرد أب وإنما بوفاته راح السند والصديق ولم يبق إلا الحزن والخوف من المستقبل.. أما بالنسبة لنوارة فقد كانت الدموع تملأ وجهها إلا أنها التزمت الصمت والجلوس وسط أصدقائها رافضة للحديث إلى وسائل الإعلام. أيضا من المشاهد البارزة ضمن العزاء كان مشهد حضور النجمة عزة بلبع وهى تحمل بيدها لافتة لصورة نجم مكتوبًا عليها مع السلامة يا نجم، توجهت بها إلى داخل قاعة العزاء بالمسجد الذى لم تمكث به سوى لحظات ثم توجهت إلى الخارج لمشاركة الحضور واجب العزاء وإلى جانبها كانت تجلس الإعلامية الشابة ريم ماجد التى التزمت هى الأخرى الصمت. وفى لافتة نادرة كتعبير من كل محبيه ومريديه أقيم عزاء آخر لاستئناف تلقى العزاء فى الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم فى مسجد عمر مكرم و الذى حضره أيضا عدد كبير من محبى وأسرة نجم، وقد تلقى العزاء فيه إلى جانب رجال أسرته الفنان إيمان البحر درويش والمنتج محمد العدل اللذان حرصا على مشاركة الأسرة تلقى العزاء فى الفقيد وقد بدت عليهما ملامح الحسرة والحزن الشديد على فقدان هذا الرمز الكبير قيمة وقامة، هذا بالإضاقة إلى حضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين ورجال الدولة من بينهم الدكتور «مصطفى حجازى» مستشار الشئون السياسية والاستراتيجية لرئيس الجمهورية المؤقت «عدلى منصور»، الإعلامى أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى للرئيس «عدلى منصور». ومن جانبه قال المسلمانى: «أعتقد أن هذا العزاء هو أبسط تكريم لمشوار الشاعر أحمد فؤاد نجم الأدبى والسياسى، هذا الشاعر الذى استمد من أشعاره شباب الثورة هتافتهم ومطالبهم، والذى سيظل ملهمًا لهم دائما وأبدا». أما دكتور حجازى فقد قال: «كانت كلماته وقودا للثورة المصرية العظيمة فى 52 يناير وفى 03 يونيه، فاليوم فقدت مصر مصدرا تنويريا بوفاة نجم أبرز شعراء العامية فى العصر الحديث». كما حضر العزاء كل من مدحت العدل، فيفى عبده، غسان مطر، محمد متولى، هيدى كرم، فريدة الشوباشى بالإضافة إلى عدد من المثقفين من بينهم عمر طاهر. رحل نجم الذى كان يقول لبناته: «أنا اللى هدفنكم مش أنتم اللى هتدفنونى» هكذا عشن واثقات من وجوده، الذى كان يشعرهن بالأمان، لتكون وفاته بالمفاجأة التى هزت كيانهن، حتى بعد رحيله بأيام لم يكن أيا منهن مدركين لحقيقة رحيله على أمل أنه ذهب وسيعود ولكن هذا لم يمنع حقيقة وفاته ورحيله عن عالمنا. هكذا أسدل الستار عن قصة حياة الشاعر المصرى أحمد فؤاد نجم بعد نضال استمر ل 48 عاما عاش خلالها مدافعا عن حق كل إنسان فقير كان أو من الأعيان ابن وزير ولا ابن مين لو كان.. حقه فى عيشة كريمة وحرية لا تسعها السماء وحتى بعد رحيله ستظل أشعاره كالوقود شديد الاشتعال الذى سيلهب كل كابت لحرية أو مهين لكرامة الإنسان.∎