عندما شب حريق فى غرفة الكمبيوتر الخاص بالإصدارات الصحفية لمؤسسة روزاليوسف الجريدة ومجلة روزاليوسف ومجلة صباح الخير.. وهو الكمبيوتر المركزى الذى يتم فيه تجهيز هذه الإصدارات حتى تتحول إلى مطبوعات تصل إلى أيدى القارئ، لم أكن أصدق أننا سنستطيع أن نتجاوز ما حدث وهذا الحريق وإنه لا محالة سوف يتم تأخير صدور هذه الإصدارات على أقل تقدير.. خاصة بعد أن رأيت بنفسى حجم الخسائر التى نتجت عن الماس الذى أصاب السيرفر المغذى.. الأسقف دمرت والأرضيات أسودت.. الشبكة والأجهزة لحقتهما أضرار كثيرة.. ماكينات طبع الأفلام لم تسلم هى الأخرى من أذى النيران. لكن كعادتهم وكعادة أبناء روزاليوسف انتفض الجميع ليعيد الحياة مرة أخرى إلى كل ما طالته النار وأتت عليه الحريق.. فى نفس اليوم وقبل العصر كانت الأجهزة الخاصة بالجريدة يتم تركيبها فى الدور الثالث.. وفى نفس اليوم كان موعد إصدار مجلة روزاليوسف لتطبع فى اليوم التالى الجمعة.. وعلى الفور قام الزملاء فى قسم الكمبيوتر بتجهيز مكان بديل وسريع لتجهيز المجلة لتطبع فى الوقت المحدد.. وفى نفس اليوم بدأت أعمال الترميم وإعادة التجهيز مرة أخرى لأقسام الكمبيوتر.. وإصلاح ما تلف.. الجريدة لم تتأخر عن الصدور، وتمت طباعتها أفلام خارج المؤسسة ليصدر العدد كالعادة فى موعده.. مجلة روزاليوسف سهر الجميع حتى أتموا العدد صباح الجمعة.. ولأن ماكينة الأفلام أصابها الضرر فقد تمت طباعتها «كلك» بدلا من الأفلام ودارت ماكينات الطباعة وجاءت النتيجة مذهلة رغم أن «الكلك» أقل جودة من الأفلام.. وكان الدور على صباح الخير.. الذى كان موعد تجهيزها هو الأحد وفوجئت كما فوجئ الجميع أنه تم تحديد مكان داخل قسم الكمبيوتر المحروق لتجهيز المجلة.. وإنما كان الأحد والاثنين التحدى الكبير وتمت طباعة المجلة دون تأخير.. وفى الموعد.
المفاجأة كانت فى يوم الثلاثاء كان كل شىء تماما والتجهيزات على أكمل وجه وكأنه لم يكن هناك حريق شب فى هذا المكان.. بسرعة فائقة تم توصيل الشبكات وتركيب الأسقف المعلقة والإضاءة وطلاء الحوائط وتغيير التالف منها.. أيضًا تم وضع أجهزة الكمبيوتر كلها فى أماكنها المعتادة وتوصيلها بالشبكة بالسيرفر الرئيسى فى معجزة حقيقية بالفعل، ففى 4 أيام انتفض أبناء روزاليوسف ورجالها العظام ليعيدوا بناء وتجهيز دور كامل هو عصب المؤسسة وعصب الإصدارات الصحفية الذى لولاه لتوقفت كل الإصدارات عن الصدور.. كل نسى نفسه ونسى طموحاته ونسى أنانيته وأيضًا خلافاته مع الغير وتفرغ الجميع لإعادة الأمر كما كان عليه وأفضل، وكان الخبر السعيد بعد ذلك هو أن ماكينات الأفلام التى يبلغ ثمنها الملايين تعمل ونستطيع طباعة المجلات «أفلام» وليس «كلك».. وهذا العدد الذى بين أيديكم هو من طباعة هذه الماكينات التى عادت إليها الحياة مرة أخرى بعد أن كادت أن تلتهمها النار.. حقا أنها روزاليوسف وعائلة روزاليوسف وأبناء روزاليوسف هذه الكتيبة الرائعة التى نقدم لها الشكر كل الشكر على تلك المجهودات، بدءًا من المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس الإدارة ومرورًا بكل الرجال الكبار.. عادل النجار ومحمود نبهان وأيمن الحسنين وعصام حسنى وصلاح بشير وطارق الهادى وعبدالفتاح مصطفى ومحمد عرفة ومحمد فتحى وسعد السيد وسمير الصناديلى.. ويحيى المصرى وغيرهم مما لا أستطيع حصره وذكره فى هذا الصدد.. شكرًا لرجال روزاليوسف.. وعلى مر الزمن ستظل روزاليوسف أقوى من الزمان وأقوى من النار.