مشاعر عصيبة من الخوف والقلق والترقب يعيشها يوميا ركاب مترو الأنفاق، الذى يجوب يوميا أرجاء القاهرة الكبرى، من حلوان جنوبا إلى القليوبية شمالا، ومن المرج شرقا إلى الجيزة غرب النيل. خوفاً من تكرار أعطال المترو، ومن غياب الأمن ومن المتسولين واللصوص ومن مشاجرات الباعة الجائلين، ومن تهديدات جماعة الإخوان بشل حركة المترو، وتظاهرهم لأكثر من مرة داخل بعض المحطات، ومن تهديدات بتفجير المترو، ومن المناقشات السياسية التى تندلع فى أى لحظة بين الركاب لأى سبب، ومن تطورها إلى مشاجرات واشتباكات، خاصة بعد 30 يونيو، وما تبعها من أحداث حظر التجول وزيادة الزحام منذ 14 أغسطس.
يوميات أهل القاهرة فى المترو.. ترصدها «صباح الخير» من داخل العربات. عزة مراد، 52 سنة، الموظفة بوزارة الصحة، تعتمد على المترو فى الذهاب والإياب من بيتها فى شبرا إلى مقر الوزارة بالقرب من محطة السادات، لكنها اضطرت مؤخرا إلى النزول فى محطة سعد زغلول، بعد إغلاق محطة السادات، واضطرت أيضا إلى أن تنزل أولا بمحطة رمسيس «الشهداء»، لتغير مسارها من الخط الثانى، إلى الأول، وسط زحام شديد، لأن أغلب من كانوا يبدلون مسارهم فى محطة السادات، أصبحوا يعتمدون على الشهداء.
تقول عزة: مشاعر الخوف تسيطر على منذ يناير 2011 بسبب غياب التواجد الأمنى من وقتها وحتى الآن، ومع أى توقف لحركة العربات، يتبادل الركاب نظرات القلق والترقب، ولسان حالهم يقول «ياريتنا ماركبناه النهارده».
فى الاسبوع الماضى توقف القطار بين محطتى مسرة والشهداء، ومرت الدقائق بطيئة وصعبة، وكان الزحام لا يسمح الا بالتنفس بصعوبة، وأغمى على بعض من كن يركبن معى عربة السيدات، وأخذن نسأل بعضنا، هل من طبيبة أو ممرضة بيننا، وسيطر الرعب على الجميع، حتى عاود القطار السير مرة أخرى.
∎فوبيا المترو
محمد عبدالحميد، 33 سنة، الذى يستخدم المترو من عزبة النخل بالمرج، إلى محطة الدقى حيث يعمل بإحدى شركات الكمبيوتر، فقد أصيب ب «فوبيا المترو»، بعد أن عاش تجربة قاسية داخل إحدى عرباته قبل شهور، عندما تعطل المترو بين محطتين وقطع التيار الكهربى، وطلب من الركاب الخروج من العربات والسير داخل النفق المظلم، للنجاة بأنفسهم والوصول إلى المحطة التالية، وهو يحاول أن ينزل من العربات المزدحمة بعد كلمحطتين أو ثلاث، ليلتقط أنفاسه ويهدأ نفسيا، ثم يعاود الركوب مرة أخرى.. المناقشات السياسية التى لا تهدأ داخل العربات، أصبحت تصيب الحاجة بسمة، 65 سنة، بالتوتر، وأصبحت تطلب من المتحدثين ألا يستمروا فى النقاش، حتى تصل الى بيت ابنتها، التى تسكن فى حدائق القبة، وتزورها أربع مرات أسبوعيا، مستقلة القطار من محطة أحمد عرابى، بعد أن أصيبت ابنتها بمرض يقعدها عن الحركة لفترات طويلة.. تلاحظ الحاجة بسمة اختفاء الداعيات اللاتى كن يترددن على عربة السيدات، ويأخذن فى نصح السيدات بالحجاب وقراءة القرآن وترديد دعاء الركوب، خاصة بعد 30 يونيو ولكنها تتساءل: أين الشرطة النسائية التى نسمع أنها متواجدة فى المترو، وأين خبراء المفرقعات، وأين الشرطة ؟!!
∎حالة طوارئ
تساؤلات الحاجة بسمة وغيرها من الركاب، حملناها الى المهندس عبدالله فوزى رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق.
∎هل أثرت مواعيد حظر التجول والمشكلات الأمنية على عدد رحلات المترو؟
-أسطول مترو الأنفاق يعمل بجميع طاقته ، بمعدل 1600 رحلة يوميا، منها 48 قطارا للخط الأول «حلوان - المرج»، و31 قطارا للخط الثانى «شبرا - الجيزة»، و5 قطارات للخط الثالث «العتبة - العباسية».
∎وما الإجراءات التى ستتخذها إدارة المترو لمواكبة زيادة المرتادين، مع بداية العام الدراسى فى المدارس والجامعات؟
-الخطة التى وضعناها تركز على تقليل فترة التقاطر بين الرحلات، لتصبح 3 دقائق ونصف للخط الأول، ودقيقتين و54 ثانية للخط الثانى.
∎مازالت مشكلة الباعة الجائلين داخل عربات المترو بدون حل.. فهل هناك أمل فى القضاء عليها؟
- تقوم إدارة المترو بعمل حملات دورية كثيرة، للتغلب على هذه المشكلة، ونحصل مخالفات شهرية من الباعة والمخالفين لتعليمات المترو، بما يقدر بنحو يتراوح ما بين 10- 20 ألف جنيه شهريا، لكن لن يتم القضاء على هذه الظاهرة، إلا إذا عادت الشرطة بما كانت عليه داخل المترو، قبل 25 يناير.
∎أعلنتم عن وجود شرطة نسائية ومعدات للكشف عن المفرقعات مؤخرا، لكن أغلب مرتادى المترو لم يروها؟
- هذا غير صحيح، الشرطة منتشرة فى كل مكان داخل المترو، وكاميرات المراقبة منتشرة فى كل المحطات، وأتحدى أى شخص يحاول فعل أى عمل تخريبى فى المترو، أن يفلت من الإمساك به.
∎ما احتياطاتكم لما يشاع عن خطة إخوانية لشل حركة المترو فى أول أيام العام الدراسى؟
- نحن لن نمنع أى فصيل من استخدام خدمات المترو، لكن مترو الأنفاق ليس حديقة، ليجلس فيها الراكب داخل العربة دون أن ينزل لساعات طويلة كما أشيع، وأطمئن أولياء الأمور إلى أن إدارة المترو ستطبق اللوائح والقوانين، بكل حزم، وستتم مراقبة حركة الركاب، مع إخراج كل الركاب فى نهاية الرحلة.
∎محطة الشهداء تعانى من التكدس الشديد وتعرض الكثيرين للاختناق منذ 14 أغسطس، فمتى ستعود محطتا السادات والجيزة للعمل مرة أخرى؟
- محطتا السادات والجيزة مغلقتان لدواع أمنية، ولن تفتح إلا بأمر من الجهات الأمنية.
∎وماذا عن ماكينات التذاكر المعطلة منذ ثورة 25 يناير؟
-المترو سيطبق العمل بنظام الكروت الذكية قريبا، وستستبدل الماكينات الحالية بأخرى تخص هذا الكارت، وننتظر لحين استقرار الأوضاع الأمنية، لنركب الماكينات الجديدة، تلافيا لسرقتها أو الاعتداء عليها، كما حدث من قبل البلطجية فى محطة عزبة النخل والمرج.
∎هل هناك موعد محدد لافتتاح الأجزاء الجديدة للمترو؟
- سيتم افتتاح الجزء الثانى من الخط الثالث فى يناير المقبل 2014 ليصل إلى مطار القاهرة.