عاود القرضاوى تجاوزه فى حق شيخ الأزهر مرة أخرى، وفى كل مرة يجدد مفتى النيتو سقطاته فى حق الأزهر ورموزه، يتردد بداخلى نفس السؤال وهو لماذا لم يعزل القرضاوى حتى الآن من عضوية هيئة كبار العلماء ومن مجمع البحوث الإسلامية الذى أصبح أحد أعضائه من خلال التشكيل الذى أقره الرئيس المعزول محمد مرسى بقرار جمهورى رقم 42 لسنة 2012 ليصبح القرضاوى أحد أعضاء أعلى مرجعية دينية فى العالم الإسلامى بأسره جنبا إلى جنب فطاحل مشايخ الأزهر الشريف الذى ما لبث بعد سقوط مرسى أن يتطاول عليهم وعلى موقفهم من ثورة الثلاثين من يونيو ووقوفهم مع المصريين ضد حاكم فاشل؟! ∎سقطات متكررة
عشرات البلاغات المقدمة إلى النائب العام ضد القرضاوى بتهم إثارة الفتنة والتحريض على العنف والإساءة إلى الجيش والتخابر وكان آخرها حتى الآن دعوى تطالب بسحبالجنسية المصرية عن القرضاوى قام بها الناشط الحقوقى الأقصرى محمود أبو الليل، حيث قدم بلاغا للمستشار هشام بركات النائب العام يتهم فيه الشيخ يوسف القرضاوى بالتحريض ضد الجيش المصرى، والإساءة لمصر وشعبها وشيخ الأزهر والرموز الوطنية المصرية، كما اتهمه بالمشاركة فى مؤامرة تستهدف أمن مصر واستقرارها، وتسعى لبث الفتن بين المصريين، فسقطات القرضاوى قد تجاوزت الكيل بالسباب والشتائم على الإمام الأكبر وعلى مفتى الديار المصرية السابق الشيخ على جمعة واتهامه إياهما بأنهما لوثا عمامة الأزهر بمساندة من أثبتت الأيام فساد طوياتهم، وسوء مكرهم، وظمأهم نحو السلطة، وسعيهم إلى سدة الحكم عبر دماء الشهداء، وأشلاء الأحرار على حد قوله!، ووصل إلى حد قوله بأن الجيش الإسرائيلى أفضل من الجيش المصرى! والأدهى من ذلك أنه دعا على جموع المصريين ممن ثاروا فى الثلاثين من يونيو الماضى بتأكيده أن الله لابد أن يخيب الانقلابيين لأنهم مفترون على الله وعلى الناس ولن يربحوا لا فى الدنيا ولا فى الآخرة، واصفا إياهم بعبيد البيادة، ولم يكتف القرضاوى بالدعوة إلى التدخل الأجنبى فى مصر ودعوة مسلمى العالم للقدوم إلى مصر للجهاد ضد شرطتها وجيشها، لكنه أيضا وصف التظاهرات ضد الجيش بأنها فرض عين، مطالبا متظاهرى الإخوان بالصمود فى مواجهة ما أسماه غطرسة العسكر!، مرسلا إليهم برسائل عبر حسابه الشخصى بموقع تويتر وعبر خطب الجمعة التى تنقلها له قناة الجزيرة من الدوحة، ولا يزال سيف قطر المسموم مغروسا فى قلب الأزهر، فمن يقف حجر عثرا فى طريق عزله عن منصبه الذى لا يستحق خاصة فى ظل المطالبات العديدة بذلك من مجمع البحوث ومن شيوخ هيئة كبار العلماء ومن أساتذة جامعة الأزهر؟، الإجابة حاولت الحصول عليها فى السطور التالية.
∎مطلب شعبى
فى البداية يرى الدكتور حامد أبو طالب العميد السابق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث بالأزهر الشريف أن مطلب سحب عضوية القرضاوى من مجمع البحوث الإسلامية هو مطلب شعبى لا يقتصر فقط على أعضاء المجمع وحدهم، بل أيضا غالبية الشعب المصرى ترى ذلك، مشيرا إلى أن أكثر من 59٪ من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية متفقون فيما بينهم على عزل القرضاوى، وعن الأسباب التى تحول دون ذلك يقول إن رقة قلب فضيلة الإمام الأكبر هى التى تمنعهم من اتخاذ أى إجراء حيث إنه دائما ما يحول دون تنفيذ تلك المطالبات، فقد اعتاد الإمام أن يصفح عمن يسىء إليه شخصيا، فلم نر أن أحدا من الذين وجهوا إليه الإهانات فيما قبل قد أخذ جزاءه وغاية ما كان يحدث أن يقوم محام بإبلاغ النيابة العامة والسير فى الدعوى متبرعا دون توجيه من الإمام، وعندما يصل الأمر إلى مرحلة صدور الحكم يتنازل فضيلته أمام المحكمة، وبسؤالى له حول تجاوز خطأ القرضاوى كونه خطأ فرديافى حق الإمام وتحوله إلى تجاوز فى حق رمز للمسلمين وفى حق جيش وشرطة وشعب مصر يقول: لا شك أن القرضاوى قد تجاوز حدوده فى التطاول ويكفى تهييجه للشعب المصرى ودعوته لهم للنزول فى مظاهرات الجمعة الماضية بكلام فارغ وساذج وبه نوع من التدليس على البسطاء، وعن أسباب قيامه بذلك يقول: من المعلوم لنا أن القرضاوى كان يحلم أن يكون الرجل الأول فى الأزهر وأن يحل محل الشيخ الطيب، وهو ما خطط له طوال عام مضى فى ظل توسع نفوذ الإخوان المسلمين، لكن آماله قد ضاعت وأحلامه قد تبددت وفاق من وهمه على زلزال 03-6، لذلك يطيش بالكلام يمينا ويسارا ويوجه كلاما مهينا للمفتى ولشيخ الأزهر ولعلماء مصر الأزهريين الذين لم يسمحوا له بتنفيذ مخططه داخل الأزهر.
∎مطالبات بسحب الجنسية
بينما يرى دكتور محمود مهنا أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء هذا الرجل أمره محير على حد وصفهفتراه يمدح اليوم فى شخص ويذم غدا فيه، وليس هذا من صفات العلماء، فالعالم الحق هو الذى يزن الأمور بميزان الإسلام الدقيق الذى لايعرف بخسا ولا انحرافا فى وزن، ومن هنا أحكم على القرضاوى أنه قد جانبه الصواب فى كثير من الأمور فقد نصب نفسه أمينا عاما لعلماء المسلمين، لكنه فى نفس الوقت أدى إلى فرقة الشعوب بما كان يصدره من فتاوى يؤلب فيها على الحكام بعدما كان يمجد بهم سابقا، وتاريخه الطويل معروف لدينا-نحن علماء الأزهر- فهو يذم ويمدح حسب ما يغدق عليه من أموال، وهو ما فعله فى ليبيا وسوريا والسعودية وحتى مع صدام حسين فى العراق، ثم إنه فى أحد اتهاماته لشيخ الأزهر وصمه بأنه ابتاع دينه بدنياه لأنه وقف مع عقلاء الأمة ومع أهل الحل والعقد وأسقط المعزول، كيف يكون ذلك والشيخ الطيب عندما منحته الأردن خمسين ألف دولار وزعها جميعها على فقراء طلاب الأزهر، وعندما حصل من الإمارات علىما يعادل ثلاثة ملايين جنيه أمر أيضا بتوزيعها على سائر فقراء الطلاب فى مصر وفى الدول العربية، وهو ماحدث بالفعل فى سرية تامة، أما القرضاوى الذى اشترى أرضا بثلاثمائة ألف جنيه وباعها بأربعين مليون جنيه فأنا أود أن أسأله: كيف يوصم شيخ الأزهر بأنه يعمل لدنياه ويتناسى آخرته فى حين هو يصول ويجول بين البلاد ليتزوج من هنا ويطلق من هناك سائرا خلف نزواته وشهواته؟!، وإلى جانب ذلك كله فإن حديثه لمسلمى العالم بأن يأتوا إلى مصر ليجاهدوا بها حرك بداخلنا مشاعر الوطنية وأشعرنا أن هذا الرجل لا يعى ما الذى تعنيه كلمة وطن، فهل المصريون كفار فى نظره حتى ينادى العالم بالجهاد ضدهم؟ ولكن هذا ليس بغريب لرجل يفتى على حسب الهوى ويطلق الأحكام لصالح من يدفع أكثر، وينظر إلى مصر على أنها مجرد مكان ليس وطنا تربى فيه وتعلم فى أزهره، وبسؤالى له حول سبب قبولهم له كعضو فى هيئة كبار العلماء رغممعرفتهم بتاريخه الأسود على حد قوله يقول، كان قرار الشيخ الطيب بإعطاء الجميع فرصة وعدم الإقصاء لأى شخص يظن فيه أنه سيفيد الأمة بعلمه، ولكن وسط كل هذا الكم من إنكار الجميل فأنا لا أطالب فقط بفصله من هيئة كبار العلماء أو من مجمع البحوث الإسلامية، بل إننى أطالب بأن تسحب الجنسية منه وألا يسمح له بدخول مصر لا زائرا ولا عائدا ولا حتى سائحا، وعن الخطوات الفعلية التى ينوى القيام بها من أجل شطبه من هيئة كبار العلماء يقول: إن من يقف أمامنا للقيام بتلك الخطوة هو الإمام الأكبر نفسه حيث دائما ما يرد «ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزة»، لكننا سوف نوضح له أن الأمر قد تجاوز التطاول عليه بصفة شخصية، كما أننى أنوى أن أجمع ما جاء من مراسلات إلى الأزهر من مواطنين عاديين قبل العلماء والأساتذة الأزهريين والتى تطالب جميعها بسحب الثقة من القرضاوى وإخراجه من الأزهر وعرضها جميعها على مائدة المفاوضات بحضور الإمام الأكبر بنفسه حتى يعلم أنه مطلب شعبى يريده القاصى والدانى.
∎ناكر للجميل ولم يخدم وطنه
وبالانتقال إلى الشيخ أشرف سعد الأزهرى الشافعى الأمين العام لاتحاد علماء الصوفية ومؤسس صفحة (حملة طرد القرضاوى من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف) على الفيس بوك والتى وجدت لها صدى بين النشطاء حيث يقول: إن المطالبات بطرد القرضاوى من هيئة كبار العلماء جاءت مباشرة بعد تطاوله على شيخ الأزهر، لذلك فهو يحفظ الطلبات المقدمة من علماء الأزهر وشيوخه حتى لا يظهر بأنه يتشفى لنفسه، ولكن لو فرضنا أن التنازل عن حق الشيخ فيما يلقى عليه من سباب من هذا الشخص هو أمر مقبول، لكنه ومن غير المقبول أبدا ولا يمتلك شيخ الأزهر التنازل فيه هو حق الأزهر الذى يمثله فضيلته، وللأسف فإن تطاول القرضاوى مؤخرا لم يكن الأول من نوعه، وإذا كان الشيخ الطيب يبقى على القرضاوى فى منصبه خوفا من أن يظهر فى صورة المنتقم لنفسه، فأنا أقول له أنت لا تمثل نفسك فقط، بل تمثل أيضا جميع أهل السنة فى الدنيا كلها، أذكر فتواه أيام حرب العراق حيث ينص القانون الأمريكى على جواز إعفاء المجند الذى يتعارض عقيدته مع هدف الحرب لأن الجيش الأمريكى متعدد الأعراق، لكن القرضاوى أدهش الجميع عندما أفتى بجواز قتال الجندى الأمريكى المسلم للمسلمين فى أفغانستان والعراق!، وهنا عاودت سؤالى على الشيخ عن كيفية قبول القرضاوى كعضو فى هيئة كبار العلماء رغم معرفتهم جيدا بتاريخه المتلون، فأجاب أنه بعد تقلد مرسى مقاليد الحكم ولأن الشيخ الطيب يميل إلى العفو والتسامح قرب إليه د. حسن الشافعى الذى كان معتقلا مع الإخوان لفترة طويلة وأصبح منهم ومن ثم جاء تقريب القرضاوى فى خطوة ظن من خلالها الشيخ الطيب أن بذلك سيصبح المصريون يدا واحدة، وستمثل هيئة كبار العلماء جميع أطياف الشعب، لكن للأسف فإنمحاولات الإقصاء بدأت من جانبهم، لأن الهدف بداخلهم ليس رفعة شأن مصر، ولذلك هم ينجحون فى نزع الوطنية من قلوب أتباعهم فلا يوجد أشهر من مقولة سيد قطب (وما الوطن إلا حفنة من تراب عفن) وحتى القرضاوى نفسه الذى فتحت له ميزانيات بمليارات الدولارات ولم يفكر أن يفعل أى خدمة لوطنه فى سبيل رفعته، هدفى هو أن أقدم هذه الصفحة إلى فضيلة الإمام الأكبر لأريه الأعداد المشاركة فى الصفحة وأقنعه أن ذلك المطلب هو مطلب شعبى للمسلمين كافة.