كشف شباب التحرير خلال شهر رمضان عن العادات الأصيلة والتقاليد الراسخة التى تجسد قيم المحبة والتواصل الاجتماعى والتجانس بين أفراد المجتمع المصرى، ففى محيط ميدان التحرير وعلى طول الشوارع المحيطة به انتشرت تجمعات الإفطار الرمضانى والتى ضمت العديد من شباب الثورة والرجال والنساء، حيث اشترك الجميع فى تجهيز الأماكن المعدة للإفطار، حيث توافد عدد كبير من المواطنين على ميدان التحرير مساء يوم الجمعة للمشاركة فى الإفطار الجماعى بالميدان، والذى دعت إليه القوى السياسية والثورية بمناسبة الاحتفال مع القوات المسلحة بذكرى العبور والنصر فى العاشر من رمضان. وقد احتشد الآلاف بميدان التحرير فى مليونية «النصر والعبور»، فضلاً عن وجود حشود غفيرة فى شارع محمد محمود، والشوارع المحيطة بميدان التحرير، وشارك عدد من الشخصيات البارزة فى هذه التظاهرات، منها حمدين صباحى، وفؤاد بدراوى، وعدد من القيادات الحزبية والشخصيات العامة، وقامت الطائرات العسكرية بالتحليق أعلى ميدان التحرير، وإلقاء الأعلام المصرية على المتظاهرين، وعقب الإفطار أذاعت المنصة الأغانى الوطنية، وأطلق المتواجدون بالميدان الألعاب النارية، كما رفعوا أعلام مصر وصوراً لقيادات القوات المسلحة وعلى رأسها الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، مرددين هتاف «الجيش والشعب أيد واحدة»، كما تمت إذاعة الأغانى الوطنية فى الميدان، وأقيمت احتفالية رددوا من خلالها الهتافات التى تؤيد قرار الجيش والسيسى مطالبين باستمرار تطهير البلاد من الإرهابيين.
ذكرى عظيمة
وصف محمود على أحدالمواطنين الذى حضر إلى التحرير وبيده عدة واجبات قام بتوزيعها على الشباب فى الميدان أن دعوة الحركات الثورية والأحزاب إلى إفطار جماعى فى ميدان التحرير يوم الجمعة دعوة عظيمة وراقته للاحتفال بثورة 30 يونيو الذى انتصر فيها الجيش والشعب على جماعة الغاصبين من الإخوان المتأسلمين للوطن، وأضاف: هذا الاحتفال إحياء لذكرى مناسبتين عظيمتين، هما ذكرى حرب أكتوبر الموافقة اليوم العاشر من رمضان عام 1973 عندما محا الجيش عن مصر عار الهزيمة وحقق نصر أكتوبر العظيم، والثانية هى دعم ثورة 30 يونيه باعتبارها العبور الثانى للشعب والجيش المصرى ضد التطرف والإرهاب وتقسيم البلاد.
وقال محمود إن أهم مطالب الثوار من الموجودين بالميدان هى محاكمة رموز قيادات جماعة الإخوان بتهم الفساد، وإراقة دماء المصريين، وحماية الإرهاب، والتحريض على اقتتال أبناء الشعب المصرى، كما دعا إلى استمرار الاحتشاد للإفطار الجماعى بالميدان، ثم أداء صلاة العشاء والتراويح، حتى يحتفل جميع أبناء الشعب المصرى بذكرى العاشر من رمضان مع رجال القوات المسلحة.
وقال أحمد رجب إن الإفطار الجماعى عادة مصرية أصيلة تحث على التعاون، حيث يحضر كل شخص طعاما من منزله، وتختلط الأوانى جميعا بحيث لا يمكن أن تعرف من جلب هذا أو ذاك، ولذا شارك فى هذا الإفطار جميع القوى السياسية، والمدنية، وأعضاء حركة تمرد، وعدد كبير من المواطنين، فى إطار الاحتفالات بيوم النصر المجيد، للتأكيد على جميع الانتصارات المعنوية والسياسية التى حققتها ثورة 30 يونيو، وأضاف: يأتى هذا الإفطار الجماعى للتأكيد على تماسك الشعب المصرى، ورغبته فى الحفاظ على مكتسبات ثورة «30يونيو»، وتحقيق أهداف ثورة «25يناير» المجيدة، وتأييد القوات المسلحة فى موقفها المساند للإرادة والشرعية الشعبية.
وأضاف: أن هذا الإفطار له مذاق خاص فهو للاحتفال بذكرى يوم العاشر من رمضان الذى انتصرت فيه القوات المسلحة المصرية على العدو الصهيونى، والاحتفال بالجيش، والتأكيد على مكتسبات الثورة، وتدعيم الجيش المصرى، والمطالبة بسرعة تعديل الدستور، وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى موعدهما المحدد بخارطة الطريق.
مطالب الثورة
وأما يوسف العماوى العضو بحزب الوفد فأكد أن حفل الإفطار الجماعى فى التحرير شارك فيه جمهور يمثل كافة الأطياف السياسية بهدف إعلان إصرارهم على تحقيق المطالب التى خرج من أجلها كل أطياف الشعب المصرى يوم 30 يونيو وأن الذين خرجوا يوم الجمعة فى المليونية التى دعت إليها التيارات الإسلامية من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى هم فصيل واحد من شعب مصر، لكن كل التيارات والفئات المصرية موجودة فى ميدان التحرير، وأمام قصر الاتحادية وفى جميع المحافظات مثل بورسعيد والسويس والأقصر والمحلة وغيرها.
وأضاف: حفل الإفطار جاء فى إطار إحياء ذكرى انتصار العاشر من رمضان، والتأكيد على التمسك بمطالب الثورة وحماية منجزاتها، موضحا «مش مهم مين جاب إيه»وقال إنالعديد من الأشخاص المشاركين فى الإفطار قد أحضروا معهم بعض الوجبات كل حسب استطاعته، وقاموا بتوزيعها على المواطنين الذين لم يتمكنوا من إحضار وجبات إفطار لأنفسهم.
والتقط منه أحد المواطنين أطراف الحديث مؤكداً أن المصريين جميعا فى هذا اليوم هم على قلب رجل واحد حيث سادت أجواء المحبة بين كل من فى الميدان، وقال هذا الإفطار الجماعى يساعد فى بث روح الأخوة، والإيثار والجود، فلا نزاع ولا شجار، إنما نحن جميعا مصريون، وأكد أن سعادتنا زادت بعد ثورة 30 يونيه المكملة لثورة 25 يناير العظيمة، والتحام قواتنا المسلحة الباسلة مع جماهير الشعب المصرى لإنجاح هذه الثورة فى هذه الظروف، وتأتى ذكرى العبور العظيم العاشر من رمضان فكان من الطبيعى أن يحتفل الشعب المصرى وقواته المسلحة بهذا الانتصار العظيم فى الميدان الذى أصبح رمزاً للثورة.
من جانبه، قال الدكتور شريف عوض أنه جاء إلى الميدانليشارك جميع أبناء الشعب المصرى فى الإفطار الجماعى احتفالاً بانتصار قواتنا المسلحة فى هذا اليوم الخالد من تاريخ مصر، وأكد أن الشعب المصرى وجيشه وجميع أجهزته يد واحدة فى مواجهة جماعة تريد أن تفرض رأيها بالعنف.
وأضاف نحن مستمرون فى هذه المليونيات إلى أن تتحقق أهداف ثورة 30 يونيه، ولن نترك الميدان أو أى ميدان للثوار إلى أن يسقط النظام الفاشى ونرى نظاما جديدا يبنى مصر بلدا متقدمة، الموجودون فى الميدان جاءوا ليؤكدوا على سعادتهم بهذه الحالة الوطنية التى يعيشها الشعب المصرى.
وأوضح أن جميع المصريين الأحرار جاءوا اليوم ليحتفلوا بانتصار العاشر من رمضان مع قواتهم المسلحة، وردا على ما يفعله الإرهاب فى سيناء، واهمين أنهم يستطيعون أن يهزموا الشعب المصرى ويعاقبوه على ثورته، فجاء رد فعل الشعب كله بالإفطار الجماعى فى ميادين التحرير ليكون ذلك نوعاً من المشاركة للمعتصمين النبلاء فى ثورتهم.