حسم النجم المخضرم (محمد بركات) لاعب وسط الأهلى موقفه بصفة نهائية وأعلن اعتزاله الكرة عقب انتهاء فعاليات الموسم الكروى الحالى ليسدل الستار عن تاريخ حافل بالعطاء الكبير والانتصارات التى حققها مع ناديه وكذلك الإنجازات والبطولات داخل القلعة الحمراء..
جاء قرار الزئبقى الصعب بعد فترة من المعاناة والتفكير العميق ومحاولات البعض إثناءه عن قرار الاعتزال سواء من جانب الجهاز الفنى للنادى الأهلى أو كذلك محبيه أو أصدقائه وزملائه اللاعبين، ورغم ما طال (بركات) من شائعات ترددت كثيرا برغبته فى الرحيل من الأهلى والانضمام لفريق آخر فإنه نفى مثل هذا الكلام مؤكدا فى نفس الوقت أنه لم يفكر ذات يوم أن يستمر فى الملاعب لكى ينضم لأى نادٍ آخر سوى الأهلى. ونعود إلى قرار الاعتزال الذى اعتبره البعض بأنه كان مرتبا قبل ذلك وليس مفاجئا خاصة أن أهم الأسباب التى دفعته إلى ذلك رغبته أن يترك ذكرى جميلة لعشاقه ومحبيه كلاعب كرة وفضل أن يبتعد وهو فى قمة العطاء وليس العكس، هذا إلى جانب رغبته الجامحة للعمل من خلال المجال الإعلامى والفضائيات وإن لم يكن ذلك هو السبب الوحيد لاعتزاله لكنه أصر على القرار الصعب الذى جاء بعد تأنٍ وتفكير عميق، ومؤكدا استمراره مع فريقه الأهلى حتى نهاية الموسم الجارى، ومعلقا أيضا بأنه اختار الطريق الذى رسمه لنفسه بعد الأهلى بعد أن قدم مشواره الطويل مع الكرة سواء مع ناديه الأهلى أو الفرق الأخرى التى لعب لها وكذلك عندما كان يلعب ضمن صفوف المنتخب الوطنى وأقر واعترف الزئبقى بحبه الجارف لجماهير الأهلى والتى تبادله نفس الشعور وقال أنا بالفعل مدين لهؤلاء طوال حياتى بعد أن تعلمت منهم الكثير جدا.. وأقر واعترف أيضا (بركات) بأن قرار اعتزاله قد جاء بمحض إرادته وليس نتيجة أى ضغوط أخرى صورها البعض ولأنه اختار التوقيت المناسب لذلك بعد أن حقق جميع طموحاته فى مشواره مع الكرة، مؤكدا أنه يترك البساط الأخضر وهو على أقدام ثابتة وشكل يتذكره به محبوه فى كل مكان. ورغم ما أثير حول قرار الاعتزال قال أيضا: إن الحقائق ثابتة لا تتغير فسنوات العمر التى امتدت قد لا تسعفه مستقبلا أن يستمر لفترات طويلة فى الملاعب وفى الوقت الذى تعانى فيه الكرة المصرية من مشاكل وفترات متوترة إلى جانب حالة المعاناة التى تعيشها كل أندية مصر فى الوقت الحالى.. وعلى جانب آخر تلقى نجم الكرة (محمد بركات) عرضا مغريا من إحدى الشركات لتقديم برنامج فضائى مقابل مبلغ مالى كبير وصل إلى المليون دولار، بالإضافة إلى عدة عروض أخرى للعمل بالتمثيل وهو الأمر الذى جعله يفكر بجدية فى التعجيل فى اتخاذ قراره بالاعتزال ولأنه ببساطة شديدة قد لا يحصل على مثل هذه الفرص مرة أخرى لو قام بتجديد عقده مع النادى الأهلى.. كما أنه قد لا يعمر كثيرا أو طويلا بعد أن اقترب عمره من السابعة والثلاثين من العمر. لذلك كان تفكيره النهائى بالاعتزال وبعد أن أعلن من قبل أنه لا يفكر بالعمل فى الحقل الرياضى حتى بعد اعتزاله ولا يستهويه الانخراط فى مجال الإدارة أو التدريب. ولذا كانت تصريحات(حازم الحديدى) وكيل أعمال (بركات) التى جاءت مؤكدة بأن الموسم الجارى هو الأخير بالنسبة له، فى حين اعتبر البعض من جانب مسئولى الأهلى خاصة لجنة الكرة بالنادى الأهلى بأن هذا الكلام مجرد وسيلة ضغط من نوع آخر على ناديه للتجديد له لكن الواقع برهن أن الأمر غير ذلك بكثير. كما أن لبركات موقفا سابقا عندما قرر اعتزاله الكرة من قبل عقب مجزرة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها 27 شهيدا من جمهور الأهلى الأمر الذى أصابه بحالة نفسية سيئة وجعله يقرر عدم الاستمرار فى الملاعب واعتزاله ، لكن بمرور الوقت والضغوط التى مورست عليه للخروج من حالته النفسية وتجاوزه للأزمة جعله يعود مرة أخرى ليساهم مع فريقه فى صنع الانتصارات.. كما أن هناك دافعا آخر وهو الأقرب فى اتخاذه لقراره الأخير بسبب تمسك إدارة النادى الأهلى بعدم الجمع بين اللعب والعمل فى مجال الإعلام والفضائيات وهو الأقرب إلى الصحة.. ولا نملك سوى أن نقول.. شكرا بركات على ما قدمته.. وباى بركات.