فى الوقت الذى يقلب فيه الشعب دفاتره القديمة، ويعيد فيه الناس حسابات العامين الماضيين.. يبقى هناك عتاب يصل إلى اللوم على المجلس العسكرى الذى مازال يتهمه بعض الثوار بعقد صفقة مع الإخوان.. وتسليم البلد لهم مقابل الخروج الآمن.. وبالرغم من أن الكثير من المصريين يترحمون على أيامه بالنسبة لما يرونه الآن، لكن الكثير أيضا يتهمونه بالجلوس على مقعد المشاهد للإخوان وهم يسرقون حلم الشعب وثورته العظيمة. وكما لم ينس الشعب بطولة الجيش حينما وقف فى وجه الديكتاتور السابق ليحمى الثورة والثوار، لم ينس أيضا لمن يستعدون لتكوين إمبراطورية من الدكتاتوريين يحكمون البلد بقبضة من حديد وراء ستار الدين. تلك كانت الآراء التى تبادلها الناس عندما سألناهم عن رأيهم فى الأسباب وراء ضياع ثورة يناير؟ وعلى حد قولهم كان المجلس العسكرى أحدها. أخذنا تلك الآراء وذهبنا للواء دكتور محمد مختار قنديل - الخبير الاستراتيجى، والذى أجاب قائلا: غير صحيح أن المجلس العسكرى سلم البلد للإخوان، فكما رأينا أن الشعب قد اختار الرئيس محمد مرسى فى جولة الإعادة بينه وبين الفريق شفيق، وبناء عليه تولى الإخوان حكم البلد. وأنا أرى أن سبب عدم استكمال مطالب الثورة، وإفساد الحياة السياسية هو تكالب الناس على السلطة، وهذا يحدث منذ أيام الثورة. وبالنسبة للجيش فلا يهمه من يتولى السلطة أو يحكمها، بقدر ما يهمه أن الذى يتولى يهتم بصالح الناس ويرعى شئونهم ويلبى مطالبهم، ولا يمكن أن يكون للجيش دور فى إضعاف الثورة، فكما رأينا فى ليبيا هناك أربعون ألف شخص قد توفوا، وفى سوريا ستون ألف شهيد وهذا كله بسبب وقوف الجيش ضد الشعب، فهل رأينا الجيش المصرى يفعل ذلك؟ وهل ضرب الناس ونفذ تعليمات مبارك؟ وذلك وإن دل، فهو يدل على أن الجيش كان يحمى الثورة، ويؤيدها بنسبة001٪، فكلنا رأينا الجيش يطفئ الحرائق، ويبنى العمارات المنكوبة، ويحيط الأماكن المهددة بالاقتحام، ويفصل بين المتقاتلين بدون استخدام سلاح أو ذخيرة. ولابد أن نشير إلى أن الجيش قام بذلك بجانب همومه الكثيرة، فهناك حدودنا المفتوحة مع ليبيا وتهريب السلاح، وحدودنا مع إسرائيل وما يحدث فى سيناء، والسودان، فمهام الجيش الأساسية كثيرة من تأمين حدود وأيضا تأمين الجبهة الداخلية. فهل يترك الجيش كل ذلك ويهتم بمن سيتولى الحكم؟! وهناك شىء فى غاية الأهمية وهو أن الجيش ساهم فى المشروعات التنموية فى مصر قبل ثورة يناير وبعدها، فعندما حدثت أزمة السولار فتحت محطة وطنية للقوات المسلحة أبوابها أمام الجميع وبأسعار مناسبة، وبكميات كبيرة. والأهم من كل ذلك هو أن الجيش يعتبر المؤسسة الأكثر تماسكا وانضباطا بين كافة المؤسسات فى مصر. أفبعد كل ذلك، يقال أن الجيش باع البلد؟! المتهم الأول الإخوان المسلمين لم نسرق أحدا، لكن الشعب هو من حدد مساره. المتهم الثانى : الاخوان والسلفيون يرد أحمد سبيع المسئول الإعلامى بحزب الحرية والعدالة معلقا بداية على هذا الاتهام بأنه لا يستحق الرد عليه! مشيرا فى الوقت ذاته إلى دعوات القوى السياسية باختطاف الثورة إلى محاولة إثارة الأزمات وتصديرها إلى الشارع المصرى متسائلا مَنْ اختطف مَنْ؟ مؤكدا أن الشعب الذى قام بالثورة هو من حدد مساره السياسى بالصندوق، بالإضافة إلى مشاركة الحزب فى ذكرى الثورة لا للاحتفال، إنما النزول ببرنامج حقيقى فعال يقدم مشروعات خدمية يستفيد منها المواطن، وعن توقيت تقديم هذه الخدمات التى تعد كرد فعل لدعوة القوى السياسة بإسقاط الإخوان فى ذكرى الثورة يقول سبيع: إن كل فريق يحتفل بذكرى الثورة من وجهة نظره وإنما الأجدر بالاهتمام هو من يشارك بالبناء لا بالهدم، فالقوى السياسية التى تحشد للتظاهر من حقهم التعبير عن آرائهم، ولكن انظرى إلى صف من سيقف الشعب والتى ستأتى بالتأكيد لصالح من يحمل له المستقبل لا من يدعو إلى التخريب لأن الشعب فطن لحقيقة مثل هذه الدعوات، وعن احتقان الشعب المصرى مما يجرى من أحداث يؤكد سبيع أنها محاولات لبعض القوى السياسية لاستغلال الأحداث وتأجيجها، ولكن الشعب لن ينخدع بذلك. يرد الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور وعضو الهيئة العليا للحزب ومستشار الرئيس للشئون السياسية، على اتهام حزبه بأن المفلس لا يملك إلا الدعوة المفلسة، موضحا أن مصطلح اختطاف الثورة معناه أن الثورة لها صاحب وسرقت منه، إنما كانت الثورة بلا قائد سوى الشعب المصرى والذى اختار من يمثله من خلال آليات الديموقراطية ومن يرفضها فيصرح بذلك مثل الذين اتهموا الشعب بالجهل وأنه لا يصلح للإدلاء بصوته فى الانتخابات فهؤلاء ما يصدر عنهم كلام مجرد لا معنى له، وعن دور حزب النور فى إرضاء طموحات الشعب المصرى يقول الزرقا حزب النور لم يأخذ الفرصة ليدخل فى امتحان فهو لم يأخذ فرصته لتقديم برامجه وأفكاره ولم يشكل حكومة ولم يكن منه رئاسة الجمهورية وعندما تأتيه كل هذه الصلاحيات لكم الحق فى محاسبته. المتهم الثالث : الكنيسة نزل الشباب القبطى إلى الميدان جنبا الى جنب الشباب المصرى لتكتمل صورة النسيج المصرى الواحد. وحتى بعد اشتعال الأحداث السياسية التى وصلت إلى حد تعرض بعض الجماعات الدينية لهم، وتصريحاتهم الهجومية، بل ومحاولة تهجير الأقباط عن أراضيهم.. وكل ذلك والكنيسة تفضل الصمت لاسيما فى بعض المواقف القليلة التى تحدثت فيها. مما أثار استياء الكثير من الشباب القبطى، ومطالبته للكنيسة بأن تعلن عن نفسها وتتحدث ولا تستأثر الصمت لأن هذا على حد قولهم يعتبر من أسباب هدم الثورة. ذهبنا إلى المستشار رمسيس النجار- مستشار الكنيسة وواجهناه بهذه المآخذ، فرد قائلا: يجب أن نأخذ فى الاعتبار أن الكنيسة مؤسسة روحية ترعى شعبها روحيا ونفسيا، وأيضا تمارس معهم نوعا من أنواع العلاقات الاجتماعية مع المجتمع المصرى كله. وأنا أؤكد أنه لم تكن هناك أوامر مباشرة من القيادات الكنسية فى هذا الوقت بعدم نزول الأقباط إلى الميدان للمشاركة فى ثورة يناير، بدليل أن الميدان كان يوجد به أقباط أكليروس أى (أقباط كهنة)، والكنيسة لم تقل لهم شيئا، وفى سابقة أخرى رأينا أقباطا كهنة يؤيدون أيمن نور. والحقيقة أن خروج الكنيسة للعمل السياسى فى الوقت الحالى أصبح صعبا، لكن خروج الشعب المصرى ومعهم الأقباط حق مطلق وأصيل، وله أن يشارك فى التيارات السياسية كيفما يريد، كما حدث مع الدكتور سمير مرقص مستشار الرئيس عندما كان يمارس عمله الوظيفى، وفى نفس الوقت كان يؤدى طقوسه الكنسية. وهناك أقباط كانوا يشاركون فى التيارات الحزبية الإسلامية، ويمارس أيضا طقوسه الكنسية. المتهم الرابع لحزب الوفد والليبراليين الدكتور فؤاد بدراوى سكرتير عام حزب الوفد يرد على الاتهام قائلا: الوفد كان مشاركا للثورة من بدايتها ونزل فى اليوم الثانى للثورة وشارك بجدية لا متفرجا وكان أول حزب سياسى أعلن سقوط الرئيس السابق، لكنه لم يكن من الأحزاب التى ركبت موجة الثورة. واتهامه بموقف المتحالف تارة مع الإخوان ثم فض هذا التحالف اتهام ليس له أساس من الصحة لأن الحزب له مواقفه الفردية والتى تصدى فيها لقرارات الرئيس غير المفهومة كعزل النائب العام ومن قبلها الاعتراض على حكم الدستورية وغيرها من المواقف إلا أنه لا يتبع سياسة الصوت العالى والشو الإعلامى. كما تؤكد الدكتورة كاميليا شكرى عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، بأن الإخوان والسلفيين هم من سرقوا أحلام المصريين فى سبعة شهور والآن يحتفلون بالثورة بعد أن لم يتبق منها سوى أطلال، أما عن حزب الوفد واتهامه بالبعد عن الشارع تقول شكرى إن حزب الوفد حزب له تاريخ كما كان رمانة الميزان فى وثيقة التحالف الديموقراطى والتى يتنصل الإخوان الآن من وعودهم بها، كما أن الحزب كان البداية لجبهة الإنقاذ الوطنى إلا أن ما يظهر على الساحة الآن هو عمرو موسى والبرادعى وحمدين دون ممثلى حزب الوفد الذى تعقد وتؤخذ به بعض قرارات الجبهة وأظن أن هذا متعمد فى عدم إلقاء الضوء على دور حزب الوفد لقرب الانتخابات البرلمانية، ونجح فى فضح من يتاجر بأحلام البسطاء ومن يسعى للسلطة بعد أن رأينا قراراتهم التى تخدم جماعة وحزب الإخوان لا المواطن. حمدين : أخطأت وأعتذر عندما واجهت حمدين صباحى باتهامه بأنه هو وعبد المنعم أبوالفتوح سبب أساسى فى وضع المصريين فى هذا الموقف فى الانتخابات ووضعهم بين اختيار الإخوان والفلول قال مؤكدا: إن هذا بالفعل حدث وهو يعلم تماما أنه أخطأ فى هذا التصرف ووعد بأن المرحلة القادمة ستكون مختلفة وسيبدأون من الانتخابات القادمة لمجلس الشعب وقد كانت الخطوة الأولى بجبهة الإنقاذ الوطنى وستكتمل بدخول المزيد من الأحزاب وقال إنه فى الانتخابات الرئاسية القادمة سيقف وراء أى مرشح مدنى مخلص حتى لا يقع الشعب مرة أخرى فى خطر الاختيار ما بين الموت شنقا أو غرقا.