عامان على الثورة فى ظل صراع سياسى بين نظام حاكم «مرتبك» يحاول إثبات الوجود ومعارضة «هشة» تلهث للتوقيع فى كشف الحضور الإعلامى وتغيب عن التوقيع فى كشف الحضور فى الشارع المصرى، وبين هذا وذاك لا يزال الوطن يعانى آلاما مزمنة وانقسامات حادة ولا يزال الشعب يعانى الإحباط.. أما ميدان التحرير الذى شهد أروع مشاهد الثورة، فاستعدادات القوى السياسية والائتلافات الثورية تجرى على قدم وساق للاحتفال على أرضه بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير لكن ثمة مخاوف من استدعاء أحداث ذكرى محمد محمود الصدامية خاصة أن الثورة لم تستكمل أهدافها حتى الآن، نحاول أن نرصد كواليس الاستعدادات للاحتفالات بذكرى الثورة، وأهم القوى السياسية المشاركة، وخطط تحركات المسيرات وأهم الشعارات والمطالب التى يرفعها الثوار، وإمكانية استمرار فعاليات ذكرى الثورة لأكثر من يوم واحد، وخطة وزارة الداخلية لتأمين الاحتفالات بالذكرى الثانية للثورة، ونجيب على السؤال الأهم: هل من المتوقع إنتاج ثورة غضب جديدة فى ظل الوضع الاقتصادى المتردى الذى تعيشه البلاد؟. ميدان الثورة مع بدء العد التنازلى للاحتفالات بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير، تتناقل بعض المواقع الإلكترونية أنباءً «غير مؤكدة» عن اجتماعات دورية تجرى بمكتب الإرشاد لإجهاض هذه الاحتفالات وتفريغها من مضمونها ونزول حشود جماعة الإخوان المسلمين فى الميادين المتوقع بها التظاهرات المعارضة للنظام الحاكم، لكن المؤكد هو حالة التأهب القصوى التى تسود ميدان التحرير وسط ارتفاع لأعداد خيام المعتصمين فى الميدان، ودعوات للقوى السياسية والحركات الثورية للاحتشاد إضافة إلى دعوة الشعب المصرى للمشاركة فى الاحتفالات بالذكرى الثانية للثورة فى ميدان التحرير وجميع الميادين فى مصر. وبشأن الاستعداد لفعاليات الاحتفالات، شكلت القوى السياسية والحركات والائتلافات الثورية لجنة تتولى الإعداد للفعاليات مكونة من «جبهة الإنقاذ الوطنى، حزب الدستور، التيار الشعبى المصرى، حركة شباب 6 أبريل، الاشتراكيون الثوريون، اتحاد القوى الثورية، شباب من أجل الحرية والعدالة، الجبهة الحرة للتغيير السلمى»، الجميع اتفقوا على توحيد الصف والخروج بمسيرات سلمية مختلفة الشعارات والمطالب، منها مسيرة تحت شعار «إسقاط حكومة هشام قنديل»، وثانية تحت شعار «القصاص العادل»، وثالثة تحت شعار «العدالة الاجتماعية والعدالة الانتقالية». وعن عمليات الحشد وحملات التعبئة للمشاركة فى فعاليات الذكرى الثانية للثورة، فمن المقرر خروج مسيرات تحت شعار «الثورة فشلت .. أنزل نعيدها» بالتوازى مع الشعار الأساسى «عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية»، ويقود عمليات الحشد حركة «6 أبريل» التى قررت القيام بتوزيع منشور يحمل عنوان «استرجل وانزل 25 يناير» فيما أعلنت حركة «شباب الثورة» عن تدشين مجموعة مشكلة من شباب الحركات الثورية أطلقت عليها اسم «جنود الثورة» بهدف التصدى لأى محاولات من جانب قوى الإسلام السياسى لإفشال الفعاليات إضافة إلى حماية المتظاهرين السلميين من الاعتداء عليهم من قبل رجال الشرطة. ضد هيمنة الإسلام السياسى من جهته أكد المتحدث الرسمى باسم حركة 6 أبريل محمود عفيفى أن الحركة ترفض فكرة الاحتفال تماما لأن مطالب الثورة المتمثلة فى ''عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية'' لم تتحقق حتى الآن، ناهيك عن دماء الأبرياء التى سالت خلال مرحلة التحول الديمقراطى بسبب إخفاقات المرحلة الانتقالية والصفقات التى تمت بين التيار الإسلامى والمجلس العسكرى، وكان الشعب المصرى هو الخاسر الوحيد فيها. وأضاف: كل هذه الأمور تجعل من البديهى النزول مرة أخرى إلى ميدان التحرير للمطالبة بالقصاص العادل ورفض محاولة السيطرة والهيمنة لتيار الإسلام السياسى على الحياة السياسية والتحقيق الشامل والكامل فى الجرائم التى ارتكبت فى العامين الماضيين وتقديم كل من يثبت إدانته للمحاسبة إضافة إلى المطالبة بحكومة قوية تدير البلاد وتنقذها مما تعيشه الآن بعد فشل الحكومة الحالية فى إدارة كل الملفات التى تولتها، مشددا على أن الثورة مستمرة، وأن أى محاولة لجماعة الإخوان والرئيس مرسى للانقلاب على الثورة سيتم التصدى لها بكل قوة مع التأكيد على سلمية الثورة التى تعد من المبادئ الرئيسية ولا تنازل عنها. وأعرب عفيفى عن اعتقاده أن تكون التظاهرات التى ستخرج فى الذكرى الثانية للثورة ستكون تظاهرات غاضبة، وعلى النظام الحالى أن يعلم من النظام السابق، وأن يتدارك أخطاءه، وألا يستخدم العنف مع المتظاهرين، وأن يعمل جاهدا على تحقيق مطالب الثوار، وإلا سيلقى مصير لا يتوقعه إذا تم تجاهل المطالب أو تم الاعتداء على المتظاهرين السلميين. سلمية .. سلمية من جهته قال أمين عام حزب مصر القوية أحمد عبد الجواد: أهم شىء لابد أن يتذكره الجميع فى الذكرى الثانية للثورة هو أن يعلم أن الشعب المصرى نجح بتوحده حول هدف محدد أن يحقق إنجازاً ما لم يتخيله أحد، إضافة إلى التأكيد على أهم مطالب الثورة التى لم تتحقق وهى ''عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية''، معربا عن أمله أن تكون هناك رسالة واحدة يجتمع عليها الثوار والمتظاهرون فى ذلك اليوم. وأشار عبد الجواد: أماكن انطلاق المسيرات المشاركة فى الاحتفالات لا جديد فيها، أى أنها سوف تنطلق من أماكنها المعروفة سابقا إلى ميدان التحرير، ولا يوجد أى توجه حتى الآن لانطلاق أى مسيرات من التحرير إلى الاتحادية أما عن حزب ''مصر القوية'' سوف تشارك فى مسيرة تتوجه من مصطفى محمود إلى ميدان التحرير. وأضاف: المعلومات المتاحة لدَّى تؤكد أن شباب «الأولتراس» لن يشاركوا فى احتفالات الذكرى الثانية للثورة حتى لا يتم توجيه الاتهام إليهم بإثارة الفوضى إضافة إلى أن ما يشغلهم بشكل قوى الحكم المقرر صدوره يوم 26 يناير بشأن أصدقائهم من شهداء مجزرة بورسعيد، ولا أتوقع ردود فعل خارج إطار السلمية من هؤلاء الشباب واستبعد ذلك تماما. رسائل تحذيرية شهد محيط قصر الاتحادية الأسبوعين الماضيين إطلاق أعيرة نارية من ملثمين على بعض المعتصمين، مما أدى إلى إصابة بعضهم إضافة إلى إصابة ضابط وعدد من جنود الأمن المركزى، هذا الحادث دفع قوات الأمن إلى زيادة الأسلاك الشائكة والمتاريس الحديدية بطريق مترو الميرغنى لمنع أى تسلل عبر هذا الطريق، أما المعتصمون امام قصر الأتحادية فأوضحوا أن خيامهم لا تزال موجودة فى أماكنها حتى يوم الاحتفال بذكرى يوم 52 يناير الذى تم دعوة جميع القوى الثورية إليه، مؤكدين أن احتفالهم سيكون سلميا مع الحرص على تواجد كوادر شبابية حول مداخل ومخارج الاعتصام ليقوموا بتفتيش كل من يدخل حتى يمر يوم الاحتفالية - الذى يعتبرونه يوم عيد لكل المصريين - بسلام. وأضافوا أن السلمية ستظل شعار اعتصامهم مهما حدث، ولن يجبرهم أحد على فعل غير ذلك، مشيرين إلى ثقتهم فى قوات الأمن المركزى المتواجدة بشكل كثيف فى محيط قصر الاتحادية. خطة الداخلية الواضح أن قوات الأمن الموجودة بمحيط وزارة الداخلية تكثف من تواجدها بعد تعليمات مشددة من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الذى اطمأن على الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين مقر الوزارة، وسير العمل بشكل طبيعى فى تأمين المقر، وتأكد بنفسه من تنفيذ توجيهاته ومن أن محيط المقر مؤمن بالكامل، مطالباً القوات باليقظة أثناء عملهم. وبشأن خطة وزارة الداخلية لتأمين الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير، كشف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أن الأجهزة الأمنية أتمت استعداداتها بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير، مؤكدا أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية على جميع المناطق والمنشآت الحيوية بالدولة. وأضاف أنه سيقوم بنفسه بالإشراف على تأمين مظاهرات 25 يناير السلمية، مطالبا جميع القوى والأطراف السياسية بالاحتفال بذكرى الثورة بشكل سلمى يبهر العالم كما انبهر من قبل بالثورة البيضاء. وعن حدود الداخلية وإمكانية استخدام العنف فى مواجهة المتظاهرين، أوضح إبراهيم أن الخبرة التراكمية لجهاز الشرطة منذ بداية الثورة وحتى الآن مكنتهم من التفرقة ما بين المظاهرات السلمية وأعمال الشغب، وهو ما ظهر بوضوح خلال أحداث سيمون بوليفار حيث كانت قوات الأمن تتعامل مع مثيرى الشغب دون التعرض للمعتصمين بميدان التحرير، منوها بأن أى خروج عن السلمية خلال الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة سيقابل بكل حسم ووفقا للقانون.