وادى الملوك الذى أسماه العرب أثناء الفتح وادى بيبان الملوك، هو واد فى مصر استخدم على مدار 005 سنة خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والحادى عشر قبل الميلاد لتشييد مقابر لفراعنة ونبلاء الدولة الحديثة الممتدة خلال عصور الأسرات الثامنة عشرة وحتى الأسرة العشرين بمصر القديمة، ويقع الوادى على الضفة الغربية لنهر النيل فى مواجهة طيبة (الأقصر حاليا).. بقلب مدينة طيبة الجنائزية القديمة ينقسم وادى الملوك إلى واديين.. الوادى الشرقى (حيث توجد أغلب المقابر الملكية) والوادى الغربى. وباكتشاف حجرة الدفن الأخيرة عام 6002 والمعروفة باسم (مقبرة 36)، علاوة على اكتشاف مدخلين آخرين لنفس الحجرة خلال عام 8002 وصل عدد المقابر المكتشفة حتى الآن 36 مقبرة متفاوتة الأحجام، استخدمت هذه المقابر جميعها فى دفن ملوك وأمراء الدولة الحديثة بمصر القديمة، بالإضافة إلى بعض النبلاء ومن كان على علاقة بالأسرة الحاكمة فى ذلك الوقت. وتتميز المقابر الملكية باحتوائها على رسومات ونقوش من اللغة المصرية القديمة توضح العقائد الدينية والمراسم التأبينية فى ذلك الوقت. وجميع القبور المكتشفة قد تم فتحها ونهبها فى العصور القديمة وعلى الرغم من ذلك بقت دليلا على قوة ورخاء ملوك ذلك الزمان. ومنذ أيام وبعد غلق استمر أربع سنوات وبعد الانتهاء من عمل بعض الترميمات وأيضا فى الذكرى ال09 لاكتشاف عالم الآثارالبريطانى (كارتر) لمقبرة أشهر ملوك الفراعنة فى الدولة الحديثة توت عنخ آمون تم إعادة افتتاح مقبرة الملك (مرنبتاح) ابن الملك رمسيس الثانى من زوجته الثانية إيزيس نوفرت أعظم ملوك الفراعنة لما تركه من كم هائل من الآثار متمثلة فى المعابد والتماثيل، ولذلك سمى ملك البنائيين وقد حكم رمسيس مصر لمدة 06 عاما لذلك كان أكثر ملك حكمنا وأبرم أول معاهدة سلام، ولذلك عندما تولى ابنه مرنبتاح الحكم من بعده كانت مصر فى حالة استقرار إلى حد ما، ويصحبنا مفتش الآثار محمد بيعبش فى جولة داخل مقبرة الملك مرنبتاح بوادى الملوك لنعرف المزيد من أسرار هذا الملك. فشرح قائلا: هذه المقبرة تعد ثانى أكبر مقبرة من مقابر ملوك الفراعنة بعد مقبرة الملك سيتى الأول وهى المقبرة رقم 5 لأبناء رمسيس الثانى وطولها حوالى 561 مترا تقريبا وهى أيضا المقبرة الوحيدة التى وجد بها 4 توابيت حجرية وكتب الرحالة اليونانيون والرومان عن هذه المقبرة وقد وجد كارتر عليها كتابات يونانية ورومانية، وقام بتنظيف حجرة الدفن والحجرات الجانبية وعصر على بقايا التابوت الأول والثانى وقام الدكتور إدوارد بروك بتنظيف حجرة الدفن بالكامل ووجد أيضا بقايا التابوت الأول والثانى والرابع من الألباستر من عام 7891 إلى عام 9891 ثم بعد ذلك قامت بعثة المعهد الفرنسى بمساعدة بعثة الآثار المصرية بتنظيف الحجرات الثمانى التى تحتوى عليها المقبرة مما أصابها من آثار لسيول كبيرة حدثت فى الزمن القديم ردمت الحجرات الجانبية التى كان بها الأثاث الجنائزى، وقد نقل التابوت الثالث إلى مدينة تانيس (صان الحجر) ويضيف محمد بيعبش قائلا: وتضم النقوش المسجلة على جدرانها صلوات الإله رع حور آختى وفصولا من كتاب الموتى وكتاب «ما هو موجود بالعالم الآخر». أكاذيب فرعون الخروج نظرا لاعتماد علماء الغرب على ما لديهم من أسفار العهد القديم ومع تتبع الأزمنة الواردة به فقد ظن الكثيرون من المستشرقين وعلماء الغرب أن رمسيس الثانى هو نفسه فرعون موسى الذى عاصر وجود بنى إسرائيل فى مصر وشكك معظم علماء المصريات فى فرضية أن يكون رمسيس الثانى هو فرعون موسى نتيجة بحث تاريخى مفصل ولأن فحص موميائه أثبتت أنه لم يمت غرقا على عكس ما حاول أتباع هذه النظرية من الترويج لها بادعاء وجود آثار ماء فى رئتيه ولكن عندما وافق الرئيس السادات على سفر مومياء رمسيس الثانى إلى فرنسا فى أواخر السبعينيات تم إجراء فحوصات وتحليل لمعدة الملك وثبت أنه لم يمت غرقا، وبالتالى ليس له علاقة بفرعون موسى ونجد الطبيب الفرنسى موريس بوكاى قد ذكر فى كتابه (الإنجيل والقرآن والعلم الحديث) أنه يظن أن مرنبتاح ابن رمسيس الثانى هو الأقرب لأن يكون هو فرعون موسى، وكان اعتماده فى ذلك أن التوراة والإنجيل يؤكدان وجود فرعونين عاصرا فترة النبى موسى أحدهما قام بتربيته والآخر هو من عرف بفرعون الخروج الذى طارد موسى وبنى إسرائيل وأغرقه الله فى خليج السويس. إلا أن الملك مرنبتاح نفسه قد قدم صك براءته من هذه النظرية. فلقد قدم لنا مرنبتاح الدليل على كون تاريخ خروج موسى كان قبله بمئات السنين وذلك بما نقشه على لوحته الشهيرة مما يعرف بأنشودة النصر.