كانت مصر تحكم بالهوى، وهوى الهوى، بالموالسين والطبالين والزمارين وحاملى البخور، نظام هش متكامل، يخترع الحزب ويخترع أمانة سياسات الحزب، ويخترع قيادات والقيادات تروح وتجىء وهى مجهدة، تبدو تعمل، والعرق كل العرق كان يتصبب من كثرة الموالسات. الموالسة لها اسم آخر بالعامية عند المصريين، واختلطت الأمة بالدولة ، بالحكومة بالنظام بالحزب ركب الحزب الوطنى كل مؤسسات الدولة، وهى السابقة الأولى فى تاريخ العالم، عند العرب فقط تلك الظاهرة، حزب البخت والحزب الوطنى وتوزعت المناصب على أعضاء الحزب، والشباب الطموح ممن كان يريد أن يتقلد منصبا بأقل مجهود عملى، وبأكثرية موالسة كان يخلع كل ضمائره وفكره وجهده ويخلع ملابسه ليرضى عنه قيادات الحزب وهو وحظه، إما يأخذ أو يرونه هكذا مفيدا فى موقعه الصغير ووقته لم يأت بعد، ليزيد من ولائه ويزيد من موالسته، وكان القادة فى المناصب كل همهم ماذا يفكر رجال الحزب كى يلبوا فكرهم دون أن يطلبوا فتزداد الموالسة وتخضع كل مؤسسات الدولة بكل تصنيفها لخدمة فكر قيادات الحزب حتى انهار كل شىء فى 81 يوما كما رأينا فى ثورتنا المجيدة التى لم تكتمل بعد، ولأننا ولدنا وعشنا وترعرعنا فى حضن الحزب لم نستطع الحياة بدونه حتى ظهر علينا حزب الحرية والعدالة حزب الإخوان المسلمين، وهو حزب فاشى من طراز فريد فى نسخة عصرية لكننا وبقراءة التاريخ إن كنا نقرأ لم نعرف أن الحزب الفاشى كان يخطتف الدولة بمؤسساتها كما يفعل حزب الحرية والعدالة، وقد وقع بين يدى ورقتان هما كارثة على مصر وثورتها، ورقتان تدلان على إدماننا لأى حزب يركب الدولة وتسخر كل مؤسسات الدولة لخدمة الحزب، الورقتان تخصان الهيئة العامة لقصور الثقافة فى إقليمجنوب الصعيد الثقافى فرع ثقافة الأقصر والخاص بمكتبة الطفل والشباب بالطارف، الورقة الأولى موجهة إلى معالى السيد اللواء مدير أمن الأقصر وتفاصيلها: معالى السيد اللواء مدير أمن الأقصر بعد التحية، كل عام وأنتم بخير، نتشرف بأن نفيد سيادتكم علما بأنه سوف تقام احتفالية على مسرح مكتبة الطفل والشباب بالطارف، بعنوان «احتفالية عيد الأضحى المبارك» وذلك يوم السبت الموافق 72/01/2102م ثانى أيام عيد الأضحى المبارك فى تمام الساعة السابعة مساء ولمدة ليلة واحدة، مرسل لسيادتكم بالتنبيه بإجراء ما يلزم نحو ذلك ، ولسيادتكم كل التقدير والاحترام. إخصائى الأمن أحمد محمود بصرى، مدير ثقافة الطارف حسان على محمد.
تلك كانت الرسالة الخارجة من مركز ثقافة وبها أخطاء نحوية كما ترون حيث إنها لا تفرق ما بين الهاء والتاء المربوطة لكنه فى ظل الرداءة اللغوية التى نعيشها شىء عادى، وليس هذا هو المهم، لكن الأهم هو الورقة الثانية، شىء طبيعى أن يقيم مركز ثقافى حفلا بمناسبة العيد، لكن أن يكون الحفل لمصلحة حزب الحرية والعدالة والدخول بالتذاكر، فتلك هى الكارثة، الورقة الثانية هى صورة لتذاكر دخول الحفل، التذكرة عليها شعاران، الأول على يمين التذكرة شعار حزب الحرية والعدالة، والشعار الثانى على يسار التذكرة.. شعار جماعة الإخوان المسلمين وتفاصيل التذكرة، حزب الحرية والعدالة مركز ومدينة القرنة حفل عيد الأضحى المبارك ثانى أيام العيد الموافق السبت 72/01/2102 يبدأ الحفل من الساعة 03,7 إلى 03,01 مساءً سعر التذكرة 05,2 جنيه تلك هى الكارثة، بيت ثقافى يفتح أبوابه لحفل للحزب الحاكم، والحزب يبيع التذاكر، والمركز الثقافى يطلب من الأمن تأمين الحفل، ترى ثمن التذاكر سيذهب إلى من إلى الثقافة الجماهيرية، لو كان كذلك، لماذا التذاكر عليها شعاران (الجماعة والحزب)، ولو كانت الإيرادات للحزب وللجماعة ما دخل بيت الثقافة،فلو كان الحزب قد استأجر البيت ما دخل البيت الثقافى فى مخاطبة الأمن، وأصل الحكاية من الآخر أن بيت الثقافة يوالس بقياداته إلى رجال الحزب الخاص بالجماعة، يفتح أبوابه ليقيم الحزب وتقيم الجماعة حفلا فيه بأموال تدخل خزينة الحزب، هذه باختصار الحكاية، قيادات الثقافة تحافظ على مواقعها بالموالسة ومخالفة القوانين للبقاء فى مناصبها، نعيش فى كارثة متكررة ولا نتعظ، بيت ثقافى يفتح أبوابه لتيار دينى فاشى ويبيع التذاكر لتمويل الحزب و... عادى حصلت قبل كده!.∎