صرح الوزير المفوض والمتحدث الرسمى لوزارة الخارجية ل «صباح الخير» بأن اللجنة العليا للانتخابات ستقوم خلال أيام بإعلان النتيجة النهائية والرسمية لانتخابات المصريين فى الخارج وستقوم بإعلانها من مقر وزارة الخارجية ومن خلال مؤتمر صحفى مغلق للمندوبين الدائمين لدى الوزارة وأن أى نتائج كانت قد وردت بالإعلام منسوبة إلى وزارة الخارجية هى غير موثقة وربما تكون محاولات للاجتهاد، حيث إن السفارات مازالت إلى الآن «مثول المجلة للطبع» لم تنته بعد من فرز الأصوات فى مقر السفارات، والمعروف أن فرز النتائج يجرى فى البعثات كل على حدة فى كل «سفارة» ويتم إرسالها إلى غرفة العمليات بمكتب وزير الخارجية بإشراف اللجنة العليا للانتخابات حيث سيتم تجميع ورصد الأصوات التى حصل عليها كل مرشح فى جميع أنحاء العالم. ومن جانب آخر فقد جاء على غير المتوقع ضعف التصويت بالخارج حيث تعتبر الكتلة التصويتية فى الخارج غير معبرة عن إجمالى أصوات المهاجرين والمغتربين المصريين الذين يقدرون ب4 ملايين مصرى، وعلى الذين قاموا بتسجيل أسمائهم أيضا حيث قدروا ب400 ألف ناخب ومن قاموا بالتصويت إلى الآن 250 ألف ناخب فقط، 60 ألف فى السعودية تليها الكويت بنحو 31 ألفا تقريبا ثم الإمارات ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبى، وبذلك تعتبر تلك الكتلة التصويتية أيضا مؤشرا غير حقيقى على من سيفوز من المرشحين فى سباق الرئاسة أولا لقلة العدد بالمقارنة بالكتلة التصويتية الأكبر والأهم بداخل مصر، ثانيا أنها لا تعبر عن كل شرائح وطبقات المجتمع المصرى، حيث الكتلة التصويتية فى بلدان الخليج وهى التى كونت العدد الأكبر للمصوتين تعتبر من العمالة المصرية المغتربة وهم شريحة واحدة من المجتمع المصرى وبخلاف ما حدث فى الانتخابات البرلمانية فقد اعتمد الناخبين فى الخارج على متابعة الحملات الانتخابية فى الإعلام والإنترنت لاختيار الرئيس وهذا غير كاف وأفقدهم الكثير من التواصل مع المصريين بالداخل الذين تغير مزاجهم الانتخابى خلال الفترة الماضية ما بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية نتيجة للمعايشة والمعاناة والتعامل المباشر مع الحملات الانتخابية للمرشحين وتياراتهم السياسية التى ينتمون لها مما جعل أسماء تبرز بشكل غير مسبوق فى استطلاعات الرأى وفى الأيام الأخيرة مثل المرشح «حمدين صباحى» على سبيل المثال فى الداخل المصرى. التغير الثانى هو افتقاد المصوتين فى الخارج لميزة الاعتماد على ذويهم فى الداخل للتواصل والمعرفة واختيار مرشحهم كما حدث فى الانتخابات البرلمانية حيث كان الاختيار محكما بالدائرة الانتخابية.
وكذلك تأثر المصريين بالخارج بطبيعة وثقافة البلدان التى يعيشون فيها وهذا واضح من المؤشرات الأولى للنتائج على الرغم من بزوغ أسماء مرشحى التيار الإسلامى لنتائج الجاليات المصرية فى السعودية والخليج فإن أسماء مثل عمرو موسى، حمدين صباحى والفريق أحمد شفيق كانت لهم الشعبية الأوفر حظا فى الاتحاد الأوروبى وأمريكا وروسيا وذلك لانتماءاتهم للتيارات اليسارية والليبرالية وبشكل أوضح لتمسكهم بالدولة المدنية.
غير أن أهمية التصويت بالخارج هو كاشف لسير العملية الانتخابية ومدى دقة إجراءاتها حيث من غرائب وقائع ما حدث فى العملية الانتخابية مثلا حرص السفارات المصرية على تهيئة المناخ للمصريين للمشاركة فى التصويت، ومن أطراف الوقائع تكاسل مندوبو بعض المرشحين فى الذهاب إلى اللجنة فقاموا بتفويض مندوبين عنهم لمراقبة الانتخابات وهو ما تعذر بالطبع حيث كان التوكيل الصادر لهم من المرشح توكيلا شخصيا ولا يسمح لهم بتوكيل الغير طبقا للقانون، وإذا عبر ذلك عن شىء يعبر فقط عن حداثة عهدنا.
ومن جانب آخر تقام استعدادات خاصة داخل جامعة الدول العربية من أجل مراقبة الانتخابات المصرية للرئاسة بصفة منظمة دولية «متابع» حيث يقوم د.على جروش رئيس وحدة مراقبة الانتخابات بالدول العربية بتكليف عدد من دبلوماسيى الجامعة للتوجه لعدد من اللجان الانتخابية بشكل مختار لمتابعة الانتخابات وكذلك ستقوم عدة منظمات أخرى منها الأممالمتحدة ومنظمة كارتر للدراسات السياسية والدولية، ومندوبين عن الاتحاد الأوروبى بصفتهم منظمات دولية متابعة للانتخابات المصرية، الجامعة العربية قامت من قبل برصد نتائج الانتخابات البرلمانية من خلال تقرير قدمته إلى الجهات المسئولة فى مصر، وستقوم أيضا بإعداد تقرير مماثل كما سيتم النظر فى مدى إمكانية إصدار تقرير مشترك بين المنظمات الدولية الثلاث.