يعيش مئات الآلاف من المصريين تجربة التصويت فى الانتخابات الرئاسية للمرة الاولى بقدر كبير من التفاعل والحماس كان وجهه الاخر تفاعل وحماس وإدراك كبير بالمسئولية من جانب دبلوماسيى وموظفى سفارات وقنصليات مصر العامة بالخارج. هذا التفاعل الايجابى بين الناخبين المصريين فى الخارج وأعضاء السفارات المصرية عكس وعيا غير مسبوق بين المغتربين من أبناء الوطن على اختلاف فئاتهم ومهنهم بأهمية العملية الديمقراطية ونزاهة العملية الانتخابية,خاصة مع ثقتهم فى أن صوت المواطن الذى سيدلى به فى صندوق الاقتراع أصبح هو العامل المحدد لشخصية من سيحكم مصر ما بعد ثورة 25 يناير. وقد أفرزت هذه التفاعلات والأجواء الحماسية الوطنية بين الناخبين المصريين المغتربين واعضاء السفارات والقنصليات المصرية بالخارج العديد من المواقف غير المعتادة خاصة مع الارتفاع الملحوظ خلال الساعات الأخيرة, فى عدد الناخبين فى الخارج الذين أدلوا بأصواتهم والذى يتجاوز ال 148 ألف ناخب, فيما تظهر قاعدة البيانات أن 310 آلاف و643 ناخبا طبعوا بطاقات الاقتراع, حتى مساء أمس الثلاثاء, من على موقع اللجنة العليا للانتخابات . وهذه الأجواء الوطنية الحماسية اتضحت جليا فى سفارة مصر فى كيتو عاصمة إكوادور التى تبحث حاليا عن المواطن المصرى الوحيد الذى لم يقم بالتصويت حتى الآن, حيث يوجد 14 مواطنا مسجلين فى الانتخابات, قام 13 منهم بالتصويت, بينما تحاول السفارة الوصول إلى المواطن الأخير لحثه على التصويت. وفى الوقت نفسه قامت السفارة المصرية فى باكستان بالتنسيق مع شركة البريد السريع لتسهيل توصيل مظاريف الاقتراع من جميع أنحاء باكستان إلى السفارة فى أسرع وقت. وتواصل البعثات الدبلوماسية معاونة المواطنين على طباعة بطاقات الاقتراع , حيث لازالت أعداد كبيرة من المواطنين تصل إلى البعثة دون طباعة البطاقة , مما يضطرهم إلى الوقوف فى طوابير طويلة , ويضطر البعثة لتخصيص عدد من مسئوليها لمعاونتهم على طباعة البطاقة واستكمال باقى الإجراءات. ومن جانبه أحال السفير محمود عوف سفير مصر فى الرياض, إلى القاهرة طلبا تلقاه من أكثر من ثلاثين عاملا مصريا للسماح لهم بالتصويت دون حيازة الرقم القومى. ومن ناحية أخرى ظهرت بعض المشكلات والشكاوى التى تتضافر جهود كافة الأطراف لإيجاد حلول لها, ولازالت أبرز المشكلات تتمثل فى محاولة المواطنين الذين لم يسجلوا أنفسهم القيام بالتصويت , وكذلك عدم حمل الكثيرين لبطاقة الرقم القومى أو صورته أو جواز السفر المميكن أو صورته. كما لا يزال عدد كبير من المواطنين يصر على التصويت بجواز السفر القديم, رغم تكرار أعضاء البعثات المصرية توضيح تعليمات اللجنة فى هذا الشأن, وهى ضرورة حيازة بطاقة الرقم القومى أو صورتها أو جواز السفر المميكن أو صورته. وفى الوقت نفسه شهدت بعثاتنا الدبلوماسية فى الخليج محاولة أعداد من المواطنين التصويت دون وجود أسمائهم مسجلة فى قوائم الناخبين, حيث حاول بعضهم وضع بطاقات الاقتراع عنوة فى الصندوق. ويأتى هذا فيما اشتكى بعض المواطنين من حصول مؤيدى بعض المرشحين على صور أرقامهم القومية بذريعة مساعدتهم على التصويت, وقيامهم بالتصويت بدلا منهم. وشهدت إحدى سفارات مصر فى دول الخليج محاولة مندوبى مرشحى الرئاسة التدخل فى إجراءات تصويت الناخبين, مما اضطر السفارة إلى تذكيرهم باقتصار دورهم طبقا لتعليمات اللجنة على المراقبة والمتابعة والتسجيل ونقل الملاحظات إلى مرشحيهم. وتكررت حالات محاولة مندوبى المرشحين القيام بدعاية لمرشحيهم داخل السفارة أو القنصلية المصرية, وهو الأمر الذى تدخل مسئولو البعثات المصرية لمنعه. وفى البحرين حاول مندوب أحد المرشحين دعوة وسائل الإعلام للدخول إلى داخل السفارة المصرية فى المنامة رغم عدم حملهم تصريحا من لجنة الانتخابات, وهو ما رفضته السفارة. وشهدت سفارة مصر فى إحدى الدول الأوروبية محاولة مواطن التواجد داخل السفارة لمراقبة الانتخابات, رغم عدم حمله توكيلا من أى من المرشحين كمندوب عنه , فضلا عن محاولته التدخل فى إجراءات تصويت باقى الناخبين, وهو مارفضته السفارة ومنعته من ذلك. من ناحية أخرى شهد عدد من السفارات واقعة غريبة, حيث تكاسل مندوبو بعض المرشحين فى الذهاب إلى اللجنة, وقاموا بتفويض مندوبين عنهم لمراقبة الانتخابات, وهو ما تعذر بالطبع, حيث كان التوكيل الصادر لهم من المرشح توكيلا شخصيا لا يسمح لهم بتوكيل الغير. وفيما تتباين وجهات نظر المواطنين حول قوة كل من مرشحى الرئاسة ومدى شعبيته فقد وقعت مشاحنات بين مؤيدى بعض المرشحين خارج السفارة المصرية فى إحدى دول الخليج, وذلك نتيجة لسخونة المناقشات, وقد منعت السفارة القيام بأى دعاية داخل حرم السفارة. وقد شهدت إحدى القنصليات واقعة غريبة, حيث تعدى مواطن لفظيا على موظف فى القنصلية حاول إفهامه عدم إمكانية قيامه بتسليم بطاقة اقتراع زوجته, وقد اتصلت أسرته لاحقا لتقديم الاعتذار لموظف القنصلية. ومن جانب اخر, اشتكى عدد من الجاليات من منعهم من متابعة فرز التصويت , وهو ما تعذر على البعثات الاستجابة له على ضوء التعليمات باقتصار حضور الفرز على مندوبى المرشحين وممثلى منظمات المجتمع المدنى المعتمدة من اللجنة. على الجانب الاخر حاول عدد من المنظمات غير الحكومية مراقبة الانتخابات رغم عدم حصولهم على تصريح من لجنة الانتخابات, مما أدى إلى رفض البعثات المصرية طلبهم.