الفن يجمع والسياسة تفرق فالفن لغة عالمية تتجاوز حدود اللغة والصراعات.. من هنا تأتى أهمية مشروع تراث المدن الذى تشرف عليه وزارة الثقافة ويقوم على إرسال مجموعة من الفنانين التشكيليين لرؤية العالم العربى بعيون مصرية .
والمشروع وصل فى مرحلته الحالية إلى مدينة تلمسانبالجزائر التى تم اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية هذا العام، وشارك فى الرحلة كل من الفنانين محمد الطراوى ود.حسن عبدالفتاح ود.إبراهيم غزالة والناقد أسامة عفيفى ويعتمد مشروع تراث المدن على زيارة معالم المدن ذات التراث والبعد الثقافى . وقد بدأ المشروع بزيارة مدينتى صنعاء وحضرموت مرورا بتونس وقد وصل المشروع إلى تلمسان هذه المرة وفى المرة القادمة سيزور الفنانون مدينة مراكش المغربية ، وقد أقام الفنانون بالجزائر ثلاثة أسابيع رسموا خلالها معالم المدينة وعماراتها والبشر الموجودين فيها ، فضلا عن إقامة ورشة فنية بكلية الفنون الجميلة مع طلاب الكلية أفرزت مجموعة من الاسكتشات والأعمال الفنية عن البشر والعمارة فى مدينة تلمسان وبخاصة الجوامع والأبنية ذات الطرز المعمارية المميزة . وقال الفنان التشكيلى محمد الطراوى إن ميزة المشروع أنه يضع الفنان فى ومثير إبداعى يشتبك معه بعيدا عن بيئته من أجل البحث عن مفردات تشكيلية جديدة ، مضيفا أننا تجولنا فى المدينة وسجلنا الحياة فيها والطقوس والبشر ولفت انتباهنا عمارة المدينة ذات الطابع الإسلامى . وتميزها عن عمارة المدن العربية الأخرى بالإضافة إلى الشوارع والحوارى والمقاهى والأزياء التراثية الجزائرية وحب الشعب الجزائرى للمصريين وتسامحهم والمشتركات القائمة بين الشعبين .. فى حين قال الفنان حسن عبدالفتاح إن زيارة أعضاء المشروع لمدينة تلمسان تعود أهميتها إلى أنها أول زيارة رسمية بعد ثورة يناير وقد سعدنا بالزيارة التى مثلت تعاونا ثقافيا وفنيا منحنا فرصة التعرف على المدينة والناس تشكيليا وفنيا وكذلك تعرف الجزائريون على رؤيتنا لهم وتأكيد العلاقات الوثيقة بين الشعبين الجزائرى والمصرى . وعبر الفنان إبراهيم غزالة عن أهمية مشروع تراث المدن باعتباره نقطة التقاء مشتركة لكى يتعرف الفنانون على تراث المدن العربية الأخرى ، وبالعكس مضيفا أننا سنقيم معرضا فنيا تشكيليا من وحى مدينة تلمسان وعمارتها الإسلامية المتميزة وهذا يأتى فى إطار توطيد دور الفن التشكيلى فى الوطن العربى ودعم العلاقات الثقافية بين بلدانه . وأكد الناقد أسامة عفيفى أن الرحلة كان هدفها الأساسى توطيد العلاقات بين الوطن العربى وقد بدأ المشروع باليمن ثم تونس ثم الجزائر ، وقد اكتشفنا أن العلاقات الثقافية بين الشعبين الجزائرى والمصرى على خير ما يرام ، وسنسعى جاهدين لتوثيق تلك التجربة فنيا وثقافيا حتى تكون مرجعا للتعرف على كيف يعبد الفنان التشكيلى عن المدن ذات التراث المتميز وتأصيل الحياة والبشر والعمارة فى تلك المدن. الوفد المصري في تلمسان