لا أتذكر يوماً وأنا صغيرة فى سن 6 سنوات إلى سن ال 41 سنة أننى اخترت ملابسى أو حتى اعترضت على ما يحضره لى والدي من ملابس، ربما كان هذا فى وقتها فرصة غير متاحة كما هى الآن لأطفال هذا الزمان، أو ربما كان وقتها نوعا من عدم الاحترام لهما، فكيف أعترض على ذوقهما وهما الأكبر والأكثر فهما وخبرة؟!، والحقيقة كان يعجبنى ذوقهما بشدة لدرجة أننى أخفيت أغلب صورى وأنا صغيرة ومزقت البقية الباقية!، خوفاً من الحسد!! أما الآن فعندما أدخل لمحل ملابس و به قسم للأطفال، أراهم يعترضون، يرفضون وبقوة، يختارون ما يحلو لهم وربما رأيت فى أذواقهم جمالا لم أره فى اختياراتِ آبائهم!! فأشعر بفرح وفخر بهذا الجيل الذى يملك من الجرأة والإصرار ما افتقدناه نحن وربما ليس فى الملابس فقط!! كما أشعر ببعض الحقد الطفيف للفرص التى تتاح لهم هذه الأيام والتي حرمنا منها ونحن فى أعمارهم، كأن يكون هناك مجموعة من مصممى الأزياء خصيصا للأطفال وكذلك بيوت أزياء يهتمون بتقديم موضة لهم تناسب أعمارهم وطبيعة حركاتهم المعفرتة!! من بين مصممات الأزياء المميزات فى مجال التصميم للأطفال مصممة الأزياء ريهام حسنى، التى تقدم لهم موديلات فريدة، مميزة بل مناسبة ايضا لأعمارهم، والأكثر من ذلك ستقيم لهم «ديفيليهات» التى لطالما تمنيت حضورها لولا أن الكثير منها كانت تشبه ذوق والدى وأنا صغيرة!! لكن هذا مختلف فالملابس مناسبة ورقيقة، ألوانها ناعمة. ∎ البدايات رغم أن ريهام حسنى لم تتخرج فى الفنون الجميلة، ولم تأخذ كورسات من فرنسا أو غيرها إلا أنها تتمتع بموهبة كبيرة وذوق راق فى تكوين الملابس منذ كانت صغيرة، بدأت تنفذ هوايتها على نفسها فكانت تصمم ملابسها وتذهب لمن ينفذها، فتثير إعجاب فتيات الجامعة باختلافها وتميزها فى الذوق، فبدأن يطلبن منها عمل موديلات لهن تناسبهن وبالفعل خطوة فخطوة حتى أصبحت مصممة معروفة بين أصدقائها وأهلها بل أحد المصانع الذى ينفذ تصميماتها أيضا. وبعد أن أنجبت ريهام طفلة جميلة ''وتين '' وقررت أن تجعلها أشيك بنت فى مصر وبالفعل وهى فى سن السنتين، صممت لها طقما من قطعتين لتحضر به فرح أخت أبيها، وبالفعل وكالعادة لفت أنظار الجميع وتكرر الأمر مرات ومرات فبدأ الإصرار أن تبدأ ريهام على تصميم ملابس لأطفال أصدقائها يزيد، وبالفعل نفذت الفكرة ومن أصدقائها لأصدقائهم وهكذا. ∎ أسرار الألوان تقول ريهام: إن تصميم ملابس للصغار أصعب وأدق من تصميم ملابس الكبار فيجب الانتباه لتفاصيل الألوان والأحجام بحيث يناسب السن والمكان والوقت أيضا، ويكون عملياً مناسبا لحركتهم، كما أن اختيار الخامات يكون أصعب فيجب أن تكون ملابسهم من خامات ناعمة على الجسم ومريحة كما أنها يجب أن تحتمل الغسيل فالأطفال يحتاجون لغسل ملابسهم كثيرا، ومعظم التصميمات تكون من القطن فهو أفضل شىء للجلد، ولا يسبب الحساسية، ولكن للأسف أضطر لاستخدام خامات مستوردة لأنها أفضل وتعيش لمدة أطول، لكنى فى الفترة القادمة سأحاول استخدام خامات مصرية، قطن مصرى فهو الأفضل، أما بالنسبة للألوان تفضل ريهام حسنى استعمال الألوان السادة لسببين مهمين، أولا لأن السادة نستطيع إضافة الإكسسوارات عليه أو إضافات تظهر الموديل، ثانيا أن موضته لا تنتهى، وبذلك تستطيع الأم إعطاء الملابس للأخت الأصغر دون القلق من انتهاء موضتها. عن استخدام الإكسسوارات مع البنات وإن كان هذا يجعلهن يكبرن قبل أوانهن ، تقول ريهام بالفعل هذا كان فى الماضى أما الآن فكل شىء تغير حتى تفكير الأطفال وطريقة إستعمالهم للأشياء فهناك محلات متخصصة فقط فى اكسسوار البنات، فإذا حرمناهن من الاستمتاع بها فسيصبح عندهن حرمان ينتج عنه شراهة للشراء عندما يكبرن أو تتسبب فى أنهن لا يهتممن بها مطلقا فتصبح سيدة لا تعرف كيف تجمل ملابسها، كما أن إكسسوارات الأطفال بسيطة ومختلفة ومناسبة لأعمارهم، ويجب أن يكون اختيارها مناسبا جداً للملابس حتى لا يصبح اللبس مبالغا به.