تحت وقع النيران عاشت بعثة النادى الأهلى أياما صعبة نتيجة الانقلاب العسكرى الذى تعرضت له مالى والذى تزامن مع موعد عودة الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى بعد أدائه لمباراة الذهاب بدور الستة عشر أمام الملعب المالى.. استطاعت «صباح الخير» الحصول على تفاصيل ما دار أو ما حدث من خلال هذا الحوار مع «السيد حمدى» مهاجم الفريق.
∎ بداية كيف تطورت الأحداث فى مالى بعد المباراة؟
- عقب انتهاء المباراة التى خسرناها صفر/ 1 توجهنا إلى الفندق من أجل الاستعداد للعودة إلى القاهرة وقام بعض اللاعبين بشحن متعلقاتهم مبكرا ولكن فوجئنا بتأخر موعد الطائرة التى كانت ستقلنا إلى القاهرة وبعدها علمنا أن المطار قد تم غلقه ثم توالت الأحداث لنعرف أن هناك انقلابا عسكريا فى مالى وتم إغلاق المطار ولم تكن الطائرة فى انتظارنا فعاد الفريق إلى الفندق مرة أخرى لمعرفة آخر التطورات.
∎ هل سمعتم ضرب النيران بالقرب من الفندق؟
- فى بعض الأوقات سمعنا دوى انفجارات وصوت رصاص مرتفع لكنها كانت بعيدة نتيجة لأن بورة الأحداث كانت فى المنطقة الشمالية من المدينة ولكن البعثة عاشت لحظات من الرعب نتيجة الانتظار لفترة طويلة فى الفندق وعدم وضوح الرؤية بشأن العودة من جديد حتى أنى قلت مازحا لزملائى بعد أن انتظرنا أياما فى الفندق دون معلومات «إحنا ناخد الجنسية المالية ونتجوز من هنا» وذلك بعد أن اعتقدنا أن الفريق سيظل فى مالى لفترة طويلة.
∎صف لنا الحالة النفسية للبعثة قبل العودة؟
- للاسف هذا العام صعب جدا على النادى الأهلى فمنذ أن شهد الفريق مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من 37 مشجعا والفريق فى معاناة وحالة نفسية غير عادية حيث انتهى الموسم المحلى نتيجة الأحداث وهو أمر طبيعى وما حدث فى مالى واحتجاز البعثة لمدة خمسة أيام جعلنا نستعيد ذكريات الماضى الأليم ولا سيما وأن الموقف كان غامضا ولم تغمض عينى أنا وزميلى فى الغرفة شهاب الدين أحمد بسبب هذا الموقف.
∎ وهل كنتم تعتمدون على الوجبات المقدمة لكم هناك؟
- الفريق قرر من البداية اصطحاب شيف من داخل النادى يدعى «محمد» وهو بارع للغاية وذلك كى يكون الطعام المقدم إلى الفريق آمناً وأيضا كى يحتوى على السعرات الحرارية المناسبة التى يحتاجها لاعبو الأهلى خلال فترة إقامتهم فى مالى وبما يتوافق مع النظام التدريبى المتبع مع الفريق ولكن الكميات لم تكن كافية لفترات طويلة وقد نفد الطعام بعد ثلاثة أيام ولم يكن أمامنا إلا اللجوء إلى الطعام المحلى فى مالى وهم لديهم عادة غريبة حيث يفضلون إضافة ثمار المانجو بجانب الطعام فى الوجبات الثلاثة ولم أستطع أن أتناول الطعام الخاص بهم فقررت أن أعيش طوال يومين على الخبز والمانجو فقط.
∎وكيف كان يتدرب الفريق فى ظل هذه الظروف الصعبة؟
- فشل الفريق فى الحصول على ملعب يؤدى عليه التدريبات للحفاظ على لياقة اللاعبين وكانت النتيجة أن قام المدير الفنى «مانويل جوزيه» بوضع برنامج تدريبى يحافظ على اللياقة بداية من التدريب داخل بهو الفندق وكذلك صعود السلالم الخاصة بالفندق أكثر من مرة لحين الانتهاء من الأزمة.
∎ كيف استطاع لاعبو الأهلى الاتصال بذويهم؟
- لم تكن هناك أى طرق متاحة للاتصال لكن استطاعت قناة الأهلى أن تكون الوسيلة الوحيدة كى يطمئن أهالى اللاعبين عليهم وكان المهندس خالد الدرندلى رئيس البعثة يجرى الكثير من الاتصالات بالقاهرة حتى تم حل الأزمة عن طريق المجلس العسكرى ووزارة الخارجية وبعد التحرك الفورى من جانب مجلس إدارة النادى.
∎البعض قال إن الفريق تعرض لمعاناة داخل الطائرة الحربية ؟
- تصميم الطائرة الحربية المرسلة لنا عبارة عن مقاعد على جانبى الطائرة واستغرقت الرحلة 31 ساعة من مالى إلى القاهرة واضطر الفريق للجلوس طوال هذه الفترة فى معاناة ولا يمكن لأى لاعب أن يحصل على راحته واستطاع بعض اللاعبين اختلاس بعض الدقائق فى النوم وهم جالسين ولم يكن هناك أى وضع يسمح بالنوم ولكن الحمدلله أن البعثة عادت بالسلامة.
∎ كيف كنت تقضى وقتك فى الفندق؟
- كانت هناك تجمعات تحدث فى غرفتى حيث يحضر كل من «حسام عاشور» و«أحمد السيد» و«محمد شوقى» بالإضافة إلى زميلى «شهاب الدين أحمد» ونجلس للمزاح ولعب البلاى ستيشن وكان محمد بركات يقضى أغلب وقته بجوار «الآى باد» من أجل مشاهدة بعض الأهداف والمباريات والاستماع إلى الأغانى ويذهب الكثير من اللاعبين لقراءة القرآن مع محمد أبو تريكة.
∎ وما حكاية «الجلباب» الخاص ب«أبوتريكة» فى مالى؟
- بعض اللاعبين قاموا بشحن متعلقاتهم الشخصية قبل السفر ومن ضمنهم محمد أبو تريكة وعندما فشلت البعثة فى العودة بها مرة أخرى قام أحد الماليين بتقديم زى مالى خاص لأبوتريكة وهو يشبه الجلباب فى تصميمه ولكنه قصير ويحتاج أن ترتدى معه بنطلون كى يكتمل الزى الوطنى المالى.
∎ولماذا خسر الأهلى المباراة؟
- الفريق هاجم فى الكثير من فترات المباراة وكان بإمكانه التسجيل فى مرمى الملعب المالى ولكن استطاع المنافس ان يسجل فى شباكنا من هجمة سريعة فى الوقت القاتل من عمر اللقاء ومن ثم استطاع خطف الفوز بالمباراة ولكن هذا ليس نهاية المطاف وسيكون الرد قويا ورادعا فى مباراة العودة.
- بالرغم من أن فريق الملعب المالى جيد بصفة عامة لكن ذلك لا يقارن بالإمكانيات التى يمتلكها لاعبو الأهلى والتى بإمكانها حسم المباراة وتأهل الفريق إلى دور الثمانية لمسابقة دورى أبطال أفريقيا لاسيما أن فريق الملعب المالى به الكثير من الثغرات ونقاط الضعف التى يمكن استغلالها جيدا ومن ثم الفوز بمجموع المباراتين وحجز بطاقة دور الثمانية إن شاء الله.