عادت مدينة الإسكندرية القديمة التى أنشأها الإسكندر الأكبر بعد أن اندثرت كل معالمها تحت الأرض لتبعث للحياة مرة أخرى من خلال الاكتشافات الأخيرة بالمدينة ومن المعروف أن مدينة الإسكندرية الحالية توجد تحتها المدينة القديمة ومقبرة كليوباترا وانطونيوس وربما الإسكندر الأكبر. [-]
كشف فريق من الآثاريين بوزارة الآثار عن أربع مقابر أثرية منحوتة فى الصخر على أعماق متباينة بمنطقة الإبراهيمية بالإسكندرية تعود إلى عدة عصور مختلفة بداية من العصر اليونانى وحتى العصر البيزنطى (133ق.م- 146 م)، صرح بذلك د. محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار، مشيرا إلى أنئالموقع الأثرى المكتشف يشكل جزاء من الجبانة الشرقية لمدينة الإسكندرية قديما التى تمتد من منطقة الشاطبى حتى منطقة مصطفى كامل.
وأثناء القيام بإجراء أعمال الجس بموقع تنظيم طريق الجيش - سبورتنج بجوار نفق الإبراهيمية ولإصدار موافقة بناء لإحدى البنايات المعمارية السكنية كشف عن هذه المقابر وعثر بداخلها على العديد من القطع الأثرية ترجع لعصور مختلفة بدءا من العصر اليونانى وحتى العصر البيزنطى، وأن أقدم تلك القطع المكتشفة ربما ترجع إلى القرن الثانى ق.م. وأن الكشف الأثرى يشكل أهمية كبيرة وإثراء للمعلومات التاريخية والأثرية وإضافة جديدة لخريطة المواقع الأثرية لمدينة الإسكندرية .
قال د. محمد مصطفى مدير عام آثار الإسكندرية أن أهم المقابر المكتشفة بالموقع هى المقبرة الأولى والتى تتكون من فناء يتوسطه اثنان من الأعمدة الدورية المنحوتة فى الصخر وبها فتحتان للدفن عثر داخلهما على أكثر من عشرة هياكل بشرية، بالإضافة إلى عدد كبير من القطع الأثرية فى حالة جيدة تتمثل فى المسارج وقنينات للعطور والأوانى الفخارية المختلفة والتى من أهمها اناء (الهيدرا) وهو إناء شاع فى العصرين اليونانى والرومانى لوضع بقايا الرفات أو رماد الموتى بعد حرقه بداخله، منقوش عليه منظر جنائزى وكذلك نقش باللغة اليونانية يوضح اسم المتوفى.
مشيرا إلى أن هذه المقبرة تتميز بوجود بقايا ملاط ملون بألوان مختلفة على جدارها الصخرى الشرقى والجنوبى يظهر الأنماط الفنية والزخرفة فى تلك العصور.
ويلاحظ وجود أكثر من طبقة ملاط على الجدار الصخرى مما يدل على استخدام المقبرة عبر العصور المختلفة.
أضاف محمد مصطفى أنئالمقبرة الثانية كشف بها عن 8 درجات سلم منحوتة فى الصخر من الشمال إلى الجنوب تؤدى إلى باب المقبرة فى اتجاه الشرق مؤكدا عدم التمكن من دخول تلك المقبرة لوقوعها أسفل عقار مجاور للموقع الأثرى المكتشف. أما المقبرتان الثالثة والرابعة، واحدة منهما فى اتجاه الشمال والأخرى فى اتجاه الجنوب وكلتاهما فى مستوى أعمق من مستوى المقبرة الأولى وعثر بداخلهما على عدد كبير من العناصر الأثرية من بينها بعض المسارج والأوانى الفخارية.
ومن ناحية أخرى قد طالبت وزارة الآثار الجهات المعنية بالإسكندرية بإيقاف أعمال الحفر الجارية لتنفيذ مشروع مبنى محافظة الإسكندرية الواقعة فى شارع فؤاد الملاصق لمبنى المتحف اليونانى الرومانى بعد ظهور عناصر أثرية بأرض المحافظة تتمثل فى كسر الفخار وبعض الأحجار الأثرية وهو مما يؤكد وجود منشآت أو مبان أثرية داخلها، الأمر الذى يوجب عمل حفائر علمية منظمة طبقا لقانون الآثار وطبقا للقواعد العلمية المتابعة وبدون أى ضغوط إلا أن الآثاريين مراقبى أعمال الحفر بالموقع لاحظوا وجود القطع الأثرية وقاموا بدورهم بإبلاغ إدارة المراقبة الأثرية التى قامت بتشكيل لجنة من إدارة المتابعة بالمنطقة لإجراء المعاينة اللازمة وبتحرير محضر ضد الشركة المنفذة لإيقاف أعمال الحفر فورا وقد تم إبلاغ محافظ الإسكندرية بما اتخذته وزارة الآثار من إجراءات حماية للعناصر الأثرية. [-]
يقول د. محمد مصطفى مدير عام آثار الإسكندرية أن أرض المحافظة تقع بالشارع الكانوبى أقدم شوارع العالم قاطبة حيث يمثل الحد الجنوبى من الحى الملكى القديم بالإسكندرية والذى تقع فيه المبانى الهامة فى تلك العصور، الأمر الذى يتوجب معه عدم إقامة أى منشآت أو مبان قد تضر بالآثار داخل هذا الطريق إلا بعد إجراء الحفائر العلمية المنظمة .
موضحا أن الوثائق والأدلة التاريخية والخرائط تشير إلى وجود أحد معبدين مهمين فى أرض مبنى محافظة الإسكندرية القديم هو معبد للإله «ساترون» إله الزراعة عند الرومان، والثانى معبد «لهوميروس» أشهر الكتاب والأدباء القدماء. والسؤال الآن هل الاهتمام الأكثر سيكون لصالح إسكندرية الإسكندر أم لإسكندرية اليوم.