في فيلم حسن ومرقص مشهد ينطق بالكثير.. في هذا المشهد يجتمع رجال دين مسلمون ومسيحيون يتبارون بالخطب التي تشدو وتتغني بالعلاقات الطيبة والأخوه بين المسلمين والمسيحيين في مصر ويطلقون شعارات الوحدة الوطنية الخالدة.. وبعد أن ينتهي المشهد وينصرف كل منهم إلي حال سبيله نسمع منهم النقيض.. أي نقيض ما كانوا يقولونه من قبل وهذه بصراحة شديدة مشكلتنا الحقيقية وتتمثل في أن الذين نسمع منهم أجمل الكلمات وأعذبها عن الوحدة الوطنية ليسوا جميعا يقولون الصدق.. بعضهم للأسف الشديد كاذبون منافقون.. يجاهرون بشيء علنا ويتصرفون عكس ما يقولونه أو علي الأقل يضمرون داخلهم عكس كلامهم الجميل الرائع عن الوحدة الوطنية، وعن المواطنة وعن الإخاء وعن المشاركة. إنه الزيف بكل معانيه.. الزيف الذي يجعل هؤلاء يضمرون شرا لنا ويجاهرون في العلن بالخير.. الزيف الذي يجعلهم يخفون مواقفهم الحقيقية ويتظاهرون بعكس هذه المواقف. وهؤلاء بصراحة شديدة أخطر علي الوحدة الوطنية وعلي مستقبل هذا الوطن من هؤلاء الذين يجاهرون بطائفيتهم وبعدائهم للوحدة الوطنية وبتطرفهم الممقوت.. لأن هؤلاء يخفون حقيقتهم عنا ويتآمرون بسلوكهم وفعليا وعلي وحدتنا الوطنية سرا ودون أن نعرف، وبالتالي لا تتاح لنا الفرصة لمقاومتهم ومواجهتهم والتصدي لأفكارهم الخربة والمخربة والمدمرة. نعم أنا أعرف بعضهم، وأعرف مواقفهم الحقيقية المعادية لوحدتنا الوطنية ولم أعد أتعجب عندما أسمعهم ينشدون الأناشيد والأغاني التي تحض علي وحدتنا الوطنية مثلما كان يحدث لي من قبل.. لكن الجميع لا يعرفونهم ومازالوا مخدوعين بهم.. فضلا عن أنني لا أعرفهم كلهم بالطبع، لكن إذا استفتي كل منا قلبه سوف نكتشفهم ونفضحهم ونجرسهم، والأهم سوف نأخذ حذرنا منهم وسنقدر علي مواجهتهم. لذلك يجب أن يكون معيارنا في الحكم علي مواقف البشر كل البشر في أمر الحرص علي وحدتنا الوطنية وعمليا.. أي السلوك والأفعال وليس الأغاني والأناشيد والأقوال «المزوقة» ويجب بالتالي إذا كنا نسعي للحفاظ علي وحدتنا الوطنية أن يكون سعينا هذا عمليا وليس نظريا.. أي لا نكتفي بالكلام فقط والشعارات والأغاني والأناشيد مهما بلغت صياغاتها البديعة. إذا اكتفينا بالكلام مهما كانت بلاغته ومهما كانت فصاحة الذين يقولون به لن نستطيع حماية وصيانة وحدتنا الوطنية في مواجهة المتطرفين الذين ملأوا أرجاء مجتمعنا وبثوا سمومهم في كل مكان، وفي مواجهة الارهابيين الذين عادوا مجددا يهددوننا ويقتلون ويدمرون. حتي نصون وحدتنا الوطنية ونحميها لابد أن نفعل ما يقتضي ذلك.. وأول شيء نفعله هو أن نكتشف هؤلاء الزائفين والمنافقين الذين يخفون تطرفهم ولا يجاهرون به ويبثون سمومهم سرا هنا وهناك.. يجب أن نفضح هؤلاء ونجرسهم حتي نتجنبهم ونقي مجتمعنا من شرورهم، لأنهم أخطر من الذين يجاهرون بتطرفهم ثم بعد ذلك يأتي تطبيق سياسات عدم التمييز في مجتمعنا.. عدم التمييز الديني وغير الديني.. عدم التمييز الاجتماعي علي نطاق واسع.. لقد قال لنا د.نظيف خلال اجتماعه معنا إن مجلس الوزراء بحث اتخاذ إجراءات عملية وتشريعية لحماية وصيانة وحدتنا الوطنية.. وقد حان الوقت بالفعل لتنفيذ هذه الاجراءات، ومقاومة التطرف في مجتمعنا.