"ليه تتفسح بره لما ممكن تتفسح هنا" شعار رفعه شاب مصري من أجل اكتشاف أجمل الأماكن الأثرية وذات الطبيعة الخلابة في مختلف محافظات مصر إيماناً منه بأهمية هذه الخطوة التي يتجاهلها الكثيرون ويسعون إلي السفر إلي الخارج . إنه أحمد صلاح صاحب مبادرة "اكتشاف مصر الحقيقية" التي أطلقها منذ عامين بمشاركة أحد أصدقائه واختار شبكة الانترنت لتوصيل الفكرة إلي أكبر عدد من الأشخاص وفي بداية حديثه أكد أن الفكرة جاءته من خلال عرض اوبريت "الليلة الكبيرة" علي مسرح حديقة الأزهر ولأنها جزء مهم من التراث الفني المصري قام بتنظيم رحلة لزيارة بعض المعالم الإسلامية قبل الذهاب إلي الحفل. كانت هذه الخطوة الشرارة الأولي لتأسيس هذه المبادرة غير الربحية بهدف نشر الوعي الوطني من خلال ثقافة اكتشاف تاريخنا وقام بتقسيمها إلي فصول كل منها يضم رحلة تهتم بفصل من الحضارة المصرية سواء فرعونية أو رومانية أو إسلامية ويتولي أحمد مهمة المرشد السياحي لتعريف المشاركين في الرحلة بقصة المكان وتاريخه . ويشير إلي أن شغفه بالتاريخ والقراءة المتعمقة في هذا المجال ساعدته في مهمته وعلي الرغم من ذلك يحاول مع كل رحلة أن يطلع بشكل أكبر علي تفاصيل الأماكن التي سيتجول فيها مع المجموعة المرافقة له وهو الأمر الذي اتبعه في 108 رحلات استفاد واستمتع بها 1120 فرداً اغلبهم من الشباب إلي جانب بعض من أولياء الأمور الذين حرصوا علي المشاركة في هذه الرحلات الثقافية. يسعي أحمد بشكل مستمر إلي الربط بين الثقافة والفن والفلكلور الشعبي المصري ومن هنا قام بتظيم عدد من الورش الفنية من خلال الرحلات الميدانية للأماكن التاريخية فقد تعاون مع أحد المصورين لاتاحة فرصة تعلم التصوير الفوتوغرافي ونظم مؤخراً معرضا يضم أبرز هذه الصور بمسرح روابط. هذا إلي جانب تعاونه مع عدد من المؤسسات الأهلية منها مبادرة طوف وشوف وروتراكت هليوبوليس ومؤسسة كيان لمساندته في الرحلات التي تنطلق إلي مختلف المحافظات المصرية وقد تجاوز بكل إصرار عددا من الصعاب من أهمها عدم استيعاب الآخرين فكرة الرحلات التي تنظمها المبادرة ولكن قناعته الشديدة بالفكرة تجعله يقرب وجهة نظره لمن يتعجبون مما يقوم به وهو ما جعله يحصل هذا العام علي جائزة أفضل مبادرة من مؤسسة إنقاذ الطفولة.