حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية عمل إرهابي وليس عملاً طائفيا.. كما أنه ليس من صنع تنظيم القاعدة ذلك «البعبع» الذي تستخدمه بعض الدول لتحقيق أغراضها.. هو عمل استخباراتي يستهدف مصر بمسلميها وأقباطها مستغلاً ذلك الملف القبطي المشحون بالاحتقان لإحداث الوقيعة بين المسلمين والأقباط وبالتالي زعزعة استقرار مصر. إن ردة فعل إخوتنا الأقباط في مظاهراتهم الغاضبة للتنديد بحادث الإسكندرية هي شهادة نجاح نمنحها للعدو الذي خطط لهذا الحادث نقول له فيها لقد نجحت في مهمتك وأشعلت نيران الفتنة مجدداً. ولكن من هو العدو الذي يتربص بمصر ويستهدف أمن مصر؟! صدقوني لا أري أمامي سوي إسرائيل لأسباب عدة.. فهي أولاً اعترفت بلسان مسئوليها في الاستخبارات العسكرية إنها تعمل علي تأجيج الاحتقان الطائفي في مصر.. كما أن إسرائيل هي الوحيدة في العالم التي يهمها زعزعة استقرار مصر وإغراقها في مشاكلها الداخلية لتبقي مهمومة بقضاياها وبعيدة عن قضايا المنطقتين العربية والإفريقية. وما المطلوب منا لإزالة الاحتقان الطائفي الذي صار مجرد ورقة في يد أعداء مصر يستغلونها مرة إسلاميا ومرة أخري قبطيا.. لا يهمهم لو سالت دماء «بيتر» أو سالت دماء «أحمد».. ولكن كيف نزيل هذا الاحتقان؟!.. وهذا هو المهم. أعتقد أن أولي الخطوات الجادة التي أعلن عنها مؤخرا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هو إنشاء «بيت العائلة المصرية» وهي لجنة تضم الفضلاء والعقلاء من الأزهر والكنيسة تجتمع أسبوعيا للتشاور حول جميع القضايا وتوضيح سماحة الإسلام والمسيحية التي لاتخلو منها أرض مصر ونماذج التلاحم بين المصري القبطي والمصري المسلم كثيرة ويحتاج حصرها إلي مجلدات. المطلوب عدم الاكتفاء بلقاءات القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية والتقاط الصور التذكارية سواء في المناسبات الحزينة أو السعيدة.. المطلوب من شيخ الأزهر أن يمسك بيد البابا شنودة الثالث ويتقدمان مسيرة مليونية يشارك فيها مسلمو وأقباط مصر للتنديد بحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية والتأكيد علي الوحدة الوطنية التي عجز المستعمر علي مر العصور أن يخترقها. المطلوب من إخوتنا الأقباط أن يتمهلوا في ردود أفعالهم.. وليعلموا أن الخطر لايهددهم وحدهم.. بل بات يهدد مصر بمسلميها وأقباطها وأن دوافع الحادث إرهابية وليست طائفية.. ولينظر إخوتنا الأقباط في محيط علاقاتهم بالمسلمين.. هل هناك ما يستحق للقيام بمثل هذا العمل الإجرامي ليلة قداس رأس السنة في الإسكندرية.. كلي ثقة لو بحث الأقباط في علاقات ضحايا كنيسة القديسين سيكتشفون أن صداقات الضحايا مع المسلمين تفوق في الغالب المسيحيين أنفسهم! وليعلم إخوتنا الأقباط أن مصر بمسلميها قبل أقباطها تندد وتدين حادث كنيسة القديسين.. ويكفي أن رئيس الجمهورية هو أول من فطن أن هذا الحادث وراءه أصابع خارجية.. فلنهدأ إذن كثيراً.