حققنا إنجازاً في مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي

السفير إبراهيم علي حسن المسئول عن متابعة تنفيذ محور السياسة الخارجية في برنامج الرئيس الانتخابي:
يواصل السفير إبراهيم علي حسن المسئول عن متابعة تنفيذ محور السياسة الخارجية في برنامج الرئيس مبارك الانتخابي.. قراءته في أوراق عام 2010 الدبلوماسية وما حققته الدبلوماسية المصرية من انجاز لحماية الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل لخدمة جهود التنمية باعتبارهما غاية التحرك المصري.
وفي الجزء الثاني من حواره مع «روزاليوسف» يكشف ما جري من تحركات مصرية داخل المؤسسات الدولية ذات التأثير علي المسرح العالمي وفي مقدمتها الأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة ويوضح أبعادا مهمة في علاقات مصر مع القوي العالمية وإلي تفاصيل الحوار:
موضوع إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية يعد بندًا دائما علي أجندة الدبلوماسية المصرية فما هو الانجاز الذي تحقق في هذا الملف خلال العام المنقضي؟
- خلال العام الماضي.. استطيع أن أقول إن الدبلوماسية المصرية حققت نجاحًا مهما خلال انعقاد مؤتمر المراجعة الدوري لاتفاقية منع الانتشار النووي والذي يهدف إلي مراجعة التقدم المحرز لبلوغ أهدافها وقاحة عالمية المعاهدة تجدر الاشارة إلي أن جميع دول الشرق الأوسط أطراف في المعاهدة، باستثناء إسرائيل وفي هذا الإطار نعمل علي انضمامها للمعاهدة،
وجاء قرار مؤتمر المراجعة ليؤكد مجددًا أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ونص علي عقد مؤتمر دولي عام 2012 بمشاركة جميع دول الاقليم والأطراف الدولية المعنية لبحث سبل انشاء هذه المنطقة وهذا نجاح مصري له قيمته لأنها المرة الأولي التي نشهد فيها تحركًا عمليا لتنفيذ القرار الذي تصدره الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوافق الآراء منذ عام 1980، بشأن إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي بما يدعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
قبل أيام قام وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بزيارة مهمة للعراق وهو ما يدفعنا للتساؤل حول ما حظي به العراق من اهتمام من جانب السياسة الخارجية المصرية خلال عام 2010؟
- اهتمام كبير حظي به العراق وهذا الاهتمام ليس وليد العام المنقضي فقط، فمنذ بداية الأزمة العراقية لم تكن مصر غائبة سواء علي المستوي الدولي أو الاقليمي وأيضًا علي مستوي العلاقات الثنائية، ولكن العام الماضي شهد تطورًا مهمًا في تعاطي الدور المصري مع ما يدور في العراق حيث شهد عودة للسفير المصري في العراق وبدأت السفارة المصرية في مزاولة نشاطها بعد مأساة سفيرنا السابق إيهاب الشريف، وأيضًا قرار انشاء قنصلية مصرية في البصرة وأخري في آربيل والتي افتتحها الوزير أبوالغيط أثناء زيارته للعراق قبل أيام، كما شهد العام الماضي، زيارات لكبار المسئولين العراقيين للقاهرة، وكذلك زيارات للوزراء المصريين المعنيين في قطاعات البترول والتجارة والاستثمار برفقة رجال أعمال ومستثمرين مصريين وممثلي القطاع الخاص والشركات المصرية للعراق.
وقبل أيام كما أشرت كانت هناك زيارة بالغة الأهمية لوزير الخارجية أحمد أبوالغيط التي تؤكد هذا التحرك المستمر واسهام مصر في عمليات إعادة البناء في العراق ودعم الجهود التي بذلت علي مدي شهور لحلحلة الأزمة السياسية في العراق وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة فضلا عن الدور الذي تقوم به مصر في تأهيل وتدريب الكوادر العراقية في مختلف المجالات وكلها جهود تصب في خانة تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في العراق والتأكيد علي الوحدة الوطنية ودعم جهود إعادة الإعمار.
سعادة السفير حديثك كله يصب في خانة الدور الإقليمي لمصر والذي أحيانا بل في معظم الأحيان توجه له اتهامات بأنه في تراجع لاسيما علي المسرح العربي؟
- ليس صحيحاً.. الدور المصري يمارس نشاطه بكل قوة ومتواجد في جميع ملفات المنطقة والدور المصري ليس مجرد دور إقليمي فقط فمصر لديها تواصل مع مختلف الدوائر والقوي علي الساحة العالمية.
ماذا تعني؟
- ما أعنيه أن مصر دولة محورية في هذه المنطقة لذا من الطبيعي أن تكون لها علاقات قوية ومتطورة مع مختلف الدول علي المسرح العالمي وإذا تحدثنا عن الأسرة العربية ستجد زيارات ولقاءات متواصلة ومستمرة علي مستوي القيادات السياسية وجميع المستويات العليا وزيارات متبادلة بين الوزراء المعنيين في المجالات المختلفة لجان مشتركة تنهض بمستوي العلاقات الثنائية وتطورها بين مصر ومختلف الدول العربية فضلا عن الإسهام في تطوير منظومة العمل العربي المشترك في إطار الجامعة العربية ومصر عضو في اللجنة الخماسية المعنية بهذا الأمر وبعد أيام تستضيف مصر القمة الاقتصادية العربية الثانية وهذه القمة تعد خطوة محورية في تعاون الدول العربية لتعزيز التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي في مختلف المجالات إذن هناك علاقات مصرية ممتدة بمحيطها العربي سواء علي المستوي الثنائي أو الإقليمي.
وماذا عن الدائرة الأفريقية؟
- الأمر نفسه بالنسبة للأسرة الأفريقية أو الدائرة الأفريقية والتي تعد نطاقاً أكثر شمولاً من دائرة حوض النيل.. وعلي مدي العام المنصرم كانت القاهرة قبلة لكثير من القيادات السياسية الأفريقية والوزراء الأفارقة حيث استضافت العديد من الرؤساء الأفارقة من بينهم رؤساء جنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية وتنزانيا وغيرهم وكان آخرهم منذ أيام رئيس زامبيا هذا إلي جانب عدد من الجولات الأفريقية المؤثرة لوزير الخارجية أحمد أبوالغيط كما انعقدت لجان مشتركة مع مختلف الدول الأفريقية بالإضافة إلي اللقاءات والمباحثات المكثفة التي يعقدها الوزير أبوالغيط مع نظرائه الأفارقة أثناء مشاركته في قمم الاتحاد الأفريقي فضلا عن الزيارات المتوالية للمعنيين بالملف الأفريقي في الخارجية المصرية لمختلف الدول الأفريقية والنشاط والجهد المكثف الذي يقوم به الصندوق المصري لدعم التعاون الفني مع أفريقيا بتدريب الكوادر الأفريقية وتقديم المساعدات لمختلف الأشقاء الأفارقة وأيضا خبراء متخصصين وقوافل طبية لسد احتياجات الدول الأفريقية لعل من أهم التطورات التي تمثل نجاحاً مهماً للدبلوماسية المصرية علي الصعيد الأفريقي هو تنامي الاستثمارات المصرية في الدول الأفريقية والتي أصبحت تقدر بمليارات الدولارات مع فتح الأسواق الأفريقية أمام الكيانات الاقتصادية المصرية وفي مقدمتها المقاولون العرب وأوراسكوم والسويدي وغيرها ويقودنا هذا أيضا للحديث عن الدور المهم الذي تلعبه مصر في تجمع الكوميسا والتي تعد أول منظمة اقتصادية أفريقية تصل لمرحلة الاتحاد الجمركي.
وماذا عن الاتحاد الأوروبي باعتباره أحد أهم محاور الحركة للدبلوماسية المصرية؟
- علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي تتنامي بشكل مطرد لاسيما وأنه الشريك التجاري الأول لمصر وفي إطار اتفاقية المشاركة تتسع مجالات التعاون بين الجانبين ولا تنسي أننا نتولي مع فرنسا مسئولية الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط الذي يهدف إلي تعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط.