كتب - مايكل عادل وسيد دويدار وشيماء فتحي وميرا ممدوح في الوقت الذي تجددت المظاهرات القبطية بالعديد من المحافظات، بعدما انطلقت مظاهرات غاضبة لمئات الأقباط في مناطق متفرقة بالقاهرة انتقد القساوسة والسياسيون هذه المظاهرات وقالوا إنها تساعد أجندة الإرهابين، خاصة أن المتظاهرين رشقوا خلالها قوات الأمن بالحجارة وقطعوا الطريق الدائري رافعين شعارات «بالروح بالدم نفديك يا صليب». واستمرت المظاهرات من جانب أقباط داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمس الأول حتي الساعة الحادية عشرة مساءً، الأمر الذي جعل أمن الكاتدرائية يقطع الكهرباء لفض التجمهر فيما رفض المتظاهرون الخروج مطالبين بالاعتصام بساحة المقر الباباوي. وفي الوقت الذي تزايد فيه عدد المتظاهرين داخل الكاتدرائية حاول البعض منهم الاشتباك مع رجال الأمن، ما أحدث إصابات في الطرفين وحاول المتظاهرون الخروج للشارع والهتاف ضد عدد من الوزراء الذين حضروا لتقديم واجب العزاء للبابا شنودة. وعلمت «روزاليوسف» أن 7 أقباط أصيبوا في التدافع، وحاول الأنبا يؤانس والأنبا أرميا سكرتارية البابا شنودة تهدئة الأجواء والحديث مع المتظاهرين إلا أن الأسقفين وجدا محاولتهما دون فائدة. وتعليقًا علي هذه المظاهرات قال الأنبا مرقس رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة أن هؤلاء غاضبون وثائرون لما حدث في الإسكندرية ولكن عليهم أن يهدأوا ويكون لديهم الثقة في البابا شنودة الذي طالب الدولة بسرعة القبض علي الجناة. فيما احتوي الأمن عددًا من المظاهرات أمام مبني ماسبيرو وفي ميدان رمسيس وأمام نقابة الصحفيين وللزبالين المسيحيين في الأوتوستراد. واستنكر خبراء سياسيون وقساوسة رفع الأقباط الشعارات الدينية والإساءة للمسلمين وقيادات الدولة في مظاهراتهم داعين الجميع لضبط النفس محذرين من تعالي النبرة الطائفية كون ذلك يحقق أهداف الإرهابيين. وحذر د.نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشوري من تصاعد نبرة الغضب القبطي تجاه أحداث الإسكندرية، لما يسببه ذلك من إحداث وقيعة بين المسلمين والأقباط، كما سيسهم في تنفيذ أجندة الإرهابيين الراغبين في تحقيق ذلك. ودعا بباوي إلي أن تتم إحالة جميع القضايا التي تتسم بالاحتقان للقضاء العسكري وكذلك فتح ملفات مشاكل الأقباط من قوانين دور العبادة الموحد وتنظيم بناء وترميم الكنائس وقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين في محاولة لإزالة الاحتقان نهائيًا. كما طالب بباوي عقلاء الأمة من المسلمين والأقباط بالتدخل من أجل تهدئة النفوس الثائرة من الشباب. ومن جانبها قالت فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة «الأهالي» إن هناك تكاتفًا بين عناصر خارجية وأخري محلية تساعد في التحريض الطائفي في البلد، وتؤجج مشاعر الفتنة. ودعت النقاش لضرورة تنقية مناهج التعليم والإعلام وأن تتحول حصص الدين لواحدة تدرس فيها القيم المشتركة بين الديانتين مؤكدة أن الغضب ليس قبطيًا فقط إنما مصري أيضًا لكونها مأساة وحدادًا علي مستقبل الوطن من تطاول يد الإرهاب تجاهه. وطالب كمال زاخر المفكر القبطي بضرورة مراجعة الخطابين الكنسي والإسلامي، معتبرًا أن ما يحدث هو غضب مصري ليس مسيحيًا أو إسلاميًا فقط، مشيرًا إلي أن المسلمين أكثر حزنًا من الأقباط. وقال القس «روفائيل ثروت» كاهن كنيسة مارمينا بفم الخليج إن المظاهرات التي ترفع الصليب وتستخدم الهتافات المسيحية دخيلة علي أقباط مصر وليست لها جذور في العقيدة المسيحية. وطالب روفائيل الأقباط بالتكاتف مع المسلمين يدًا بيد للتصدي للإرهاب والعمل علي حل مشكلات الأقباط وتحقيق مطالبهم في ظل دولة مدنية مصرية. وشدد القس إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية أن علي المتظاهرين تجنب اللجواء العنف وأن تكون تظاهرات سلمية 100%، مضيفًا: لا يجب استخدام شعارات طائفية ويكفي عمل وقفات «صامتة» يرفعون فيها رايات سوداء ليعبروا عن حالة الغضب والحزن بداخلهم. وقال: هناك من يحاولون استخدام هذا الحادث والخروج في مظاهرات وسيلة للضغط علي الدولة لتحقيق مطالب الأقباط وليس هذا هو الوقت المناسب للمطالبة به. وقال الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية: إن المظاهرات المشتركة هي الأفضل، لأن الحدث موجه لقلب مصر كلها وليس للأقباط فقط، فمن قاموا بمثل هذه العملية يستهدفون حضارة مصر وأمنها، ولذلك فإن استخدام الشعارات الطائفية والمعادية للإسلام والدولة يساعدهم في تحقيق هدفهم وهو تدمير مصر . يذكر أن عدداً كبيراً من الأقباط قد نظموا مظاهرات أمس في عدة أماكن بالقاهرة وتلقي اللواء كمال الدالي مدير المباحث تلقي اخطارات بتظاهر أكثر من 200 قبطي بالوراق. كما تظاهر أكثر من 300 قبطي بميدان لبنان مرددين شعارات ضد الإرهاب ثم انتقلوا علي طريق المحور بالدائري وأوقفوا الطريق لنصف ساعة. وفي بولاق الدكرور تظاهر 250 من الأقباط حاملين الصليب وبعض صور من أحداث انفجار الإسكندرية مطالبين بسرعة القبض علي الجناة.