دقت الساعة الثالثة صباحًا يوم الأول من يناير 2011 أغلقت الكمبيوتر وقمت بالاستعداد للنوم في أول أيام العام الجديد وسمعت صوت نغمة الرسائل في المحمول. فتحت الرسالة وكانت الصدمة استيقظ المنزل علي صوتي وأنا أقول إنا لله وإنا إليه لراجعون من ارتكب هذا الفعل ليس مسلمًا وليس مصرياً وليس إنسانًا إنه مجرم. مجرم مجرم.. التقط نجلي الصغير المحمول وقرأ الرسالة وقال علي الفور لديك الحق وكل الحق ولا أخفي علي أحد تملكني إحساس شديد في الرغبة في البكاء علي الضحايا وعلي إسلامي الذي استباحه البعض عنوة وزورا وبهتانا ويرتكبون باسمه تلك الجرائم في العالم للزج باالمسلمين في اتون معركة التعصب والكراهية والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية. وتذكرت أيام التسعينيات من القرن الماضي والجرائم التي ارتكبها الإرهابيون وكيف اشترك المسلمون والمسيحيون والمجتمع المدني في مواجهتها أما الآن فقد نحي الإرهابيون منحي آخر بدأ في تأجيج نار التعصب والاحتقان الديني بحوادث متفرقة ثم ختم ذلك بتلك الحادثة المروعة الإجرامية. إن ذلك يعود بي الي الوراء وإلي عام 1991 عندما اطلعت علي ملف دعوي الجاسوس المصري الامريكي بغرض ضمها الي قضية ثورة مصر وفيها وجدت أنه كان مكلفًا بالاساس بجمع المعلومات عن اوضاع المسيحيين خاصة في الصعيد وعن علاقة المسلمين والمسيحيين في مصر وقتها. قلت لأستاذي المرحوم النقيب أحمد الخواجة الذي كان يرأس هيئة الدفاع ان هذة الوقائع تتفق مع ما نشره روجيه غارودي عن مخطط مؤتمر القدس الصهيوني عام 1980 خاصة أن العراق قد قام أيضًا بغزو الكويت وهي بداية لتنفيذ المخطط لغزو العراق وتقسيمه إذا هم جادون في تنفيذ المخطط المنشور بالنسبة لمصر في تقسيمها الي دولتين دولة قبطية في الجنوب ودولة مسلمة في الشمال خاصة أن الجماعات الإرهابية تركز نشاطها بكثافة في الصعيد. فرد رحمه الله هذا مستحيل أن يحدث هم قد يحاولون إثارة القلاقل والنعرات الدينية والقبلية لكنهم لن ينجحوا ولكن المهم تنمية الصعيد لكن أكتب ذلك في مذكرة الدفاع والدكتور الراحل العظيم عصمت سيف الدولة سينشر الوثيقة في كتاب وفي المرافعة الكتابية والشفوية وهي مرافعة استمرت أربعة أيام متتالية أيضًا وقد كان. وأذكر أن المحامين في القضية ناشدوا الرئيس الراحل صدام حسين بالانسحاب من الكويت منبهين الي هذا المخطط اقول ذلك ليس بمناسبة القبض علي الجاسوس المصري والذي كان مهتمًا بجمع مثل هذة المعلومات فقط بل أيضًا من خلال العديد من المذكرات التي نشرت لبعض رجال الموساد من أن غرض عملياتهم في مصر زيادة حدة الاحتقان الطائفي والكراهية الدينية. وتوضح القضية الأخيرة للجاسوس المصري أن الحرب الحالية أدواتها إعلامية باستخدام التكنولوجيا الحديثة بما فيها الاتصالات وهي أسهل الطرق لترويج الإشاعات والقيام بالمبارزات الدينية والطائفية وزيادة حدة التعصب والعمليات كلها تتم عن بعد وهذا مكمن الخطر الداهم. والحل ليس في مصادرة أو إغلاق المواقع بل في القيام بأنشطة واسعة للتنوير يشارك فيها الجميع الحكومة والسلطة التشريعية والمجتمع المدني والإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية وأن تتسم هذه الأنشطة والبرامج بالاستمرارية أنشطة لا تقوم علي الترهيب إنما علي الفهم وشرح الحقائق تسعي جديا لنزع بذور التعصب من الطرفين ليفهم الجميع اننا أمام حرب فعلية من نوع جديد وان السيارات المفخخة ماهي إلا إحدي ادواتها وأن السلاح الجديد الذي يجب أن يحمله في مواجهة العدو هو سلاح الادراك والوعي بحقيقة العدو الذي يتخفي تحت اقنعة مختلفة ومن بينها الارهاب وان رسالة المحمول أو الإنترنت التي تحمل عبارات التعصب أو الكراهية الدينية أو الطائفية او المذهبية ما هي الا دفعة من الطلقات النارية القاتلة واننا يجب ان نواجه السلاح اليها وليس الي بعضنا البعض ويجب ان يدرك كل مسئول وكل شخص في هذا الوطن تسول له نفسه الاخلال بمبدأ المساواة بين المواطنين انة يزكي مخطط الاعداء الذي يستهدف مصر وكل رجل دين ايا ماكانت ديانته واصحاب فتاوي الفضائيات الذين كانوا ينشرون التعصب والكراهية الدينية انتم شركاء معنويون في هذه الجريمة سواء بالعمد او بالخطأ واتقوا الله في شعب مصر. ان الكلمات قد لا تشفي صدور اهالي الضحايا ولكن يجب ان يعلموا ان المسلمين يطلبون القصاص العادل لهؤلاء الضحايا وانا كمسلم اعتبرهم في عداد الشهداء. والآن الارهاب لا دين ولا وطن له اننا كلنا مستهدفون مسلمون ومسيحيون واعلموا انهم قتلة ليسوا مسلمين ولا مصريين انهم مجرمون مجرمون مجرمون.