رغم أن الطرق الموازية للطرق العامة والسريعة شيء من التخطيط الهندسي والعمراني الشديد الأهمية ، والتي تعمل النظم الإدارية في دول العالم علي التوسع في إنشائه وتحسين الخدمات عليه وصيانته ، والإشارة إلي عدد الطرق الموازية كإنجاز بشري هام مثلما حدث في نفق (سويسرا، إيطاليا) وهو طريق مواز للطريق البري بين الدولتين إلا أنهم بإنشائهم لهذا الطريق الموازي «النفق» احتفلوا واحتفلنا معهم به إلا أن وجود أسواق موازية في أمور أخري يعتبر شيئًا من العبث والخلل الذي تتداركه المجتمعات وتعمل علي إنهائه وإيقافه سواء بالقوانين والتشريعات الجديدة أو ملاحقته بآليات الأمن والقضاء إن أمكن. وعلي سبيل المثال وليس الحصر فقد جربنا وجود أسواق موازية وما زال بعضها موجوداً وتمثل خطورة وتشوها في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية . فحينما كنا نعيش في سوق موازية للنقد الأجنبي قبل تحرير سعر الصرف للجنيه المصري ، كانت المصائب والجرائم ترتكب في هذا السوق كل ساعة وكل لحظة في حياتنا. كانت العملة الأجنبية لها أكثر من ثلاثة أسعار رسمية، ولها أكثر من سعر في السوق السوداء (السوق الموازية) وحينما قضينا علي ذلك السوق اعتدلت موازين التعاملات النقدية في البلاد واستطاع البنك المركزي المصري أن يزيد من احتياطياته النقدية بالعملة الأجنبية ،ولكن مع ذلك نحن نعاني من أسواق موازية في (رغيف العيش) هناك رغيف مدعوم تدفع فيه الموازنة العامة للدولة المليارات من الجنيهات (هباء) ورغيف (عيش حر) يباع بأسعار مختلفة !!. وهناك سوق موازية في الصحة بجانب المستشفيات العامة والجامعية التي تقدم خدمات متواضعة للغاية ، هناك مستشفيات وعيادات خاصة تقدم الخدمة بمئات وآلاف الجنيهات للقادرين ، وما زلنا نعمل علي تشريع يضمن للمصريين تأميناً صحياً أسوة بدول العالم ، وهناك أسواق موازية في التعليم ، حيث مدارس وجامعات حكومية (الميري) تميزت قديماً بامتيازها عن التعليم الخاص ، وتدهورت لأسباب عديدة فأنشئت السوق الموازية من مدارس خاصة وجامعات وتعددت الثقافات بما يهدد الهوية الثقافية المصرية علي أثر وجود مثل هذه السوق السوداء في التعليم . وهناك أيضاً أسواق موازية في الإسكان حيث السكن أصبح مهمة من مهام الدولة وهذا غير منطقي ، ومع ذلك فهناك برامج (ابني بيتك) (ومحدودي الدخل) (ومتوسطي الدخل) و"بيت العيلة"، و"الشقق الاستثمارية " وكلها غير قادرة علي الوفاء باحتياجات الشعب ، والسوق السوداء تنتشر في المجتمعات الجديدة علي صورة فيلل وشقق فاخرة وغيرها ونحن اليوم نشاهد ولادة سوق موازية في السياسة !! وللحديث بقية