لا أدري لماذا خطرت علي بالي لعبة «حمادة بيلعب» عند الإعلان عن سقوط شبكة تجسس إسرائيلية في القاهرة ووجدتني أردد «حمادة لسه بيلعب».. ولمن لا يعرف «حمادة بيلعب» هي جملة كان يرددها الباعة الجائلون علي أرصفة شوارع القاهرة ومع كل منهم إناء من البلاستيك نصفه ممتلئ بالماء يسبح فيه «حمادة» الذي كان مجرد لعبة من البلاستيك لطفل صغير يرتدي «المايوه» ويسبح في الماء.. وحين يشكو الباعة من قلة البيع تجدهم يمزحون مع المارة خاصة الذين يصطحبون أطفالاً معهم قائلين لهم: «حمادة لسه بيلعب» لحثهم علي الشراء!! نعم.. إسرائيل لسه بتلعب.. أقصد لا تزال تواصل التجسس علي مصر.. تلك حقيقة لسنا في حاجة لسقوط شبكة تجسس للتأكد منها.. بل يمكن القول إن التجسس الإسرائيلي علي مصر زادت وتيرته بعد توقيع اتفاق السلام بين البلدين قبل ثلاثة عقود لأسباب وعوامل عدة يعلمها رجال المخابرات المصرية! وإسرائيل لا تتجسس علي مصر فحسب.. بل تزاحمها خاصة داخل القارة الأفريقية.. تحارب الدبلوماسية المصرية هناك.. تفسد علاقات دول القارة مع مصر.. تحاول الوقيعة بين مصر وبعض الدول.. كل هذا وأكثر تفعله إسرائيل منذ توقيع اتفاق سلام مع مصر.. ورغم ذلك تجد الإسرائيليين يشكون من «برودة» السلام، رغم أنهم هم سبب هذا التجميد بأفعالهم التي تبعد كل البعد عن منطق السلام سواء مع مصر أو مع أي دولة عربية أخري. إسرائيل وليس العرب سبب تعثر السلام في المنطقة.. ليس مع الفلسطينيين أو السوريين أو اللبنانيين فقط بل حتي مع الدول العربية التي أقامت اتفاقيات سلام.. أو تمثيل دبلوماسي محدود معها.. تلك هي طبيعتها لا تفرق في ذلك بين عدو وصديق أو حتي حليف.. وكلنا يتذكر كيف أحرجت إسرائيل عدة دول أوروبية حليفة لها في عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي الفلسطيني في حركة حماس في دبي. نعم.. ندرك أن عمليات التجسس لا تتوقف بين الدول ولكن حين تصبح كل تحركاتك عبارة عن قتل وعنف وغدر وخيانة وتجسس فلا يمكن في تلك الحالة أن تقنع أحداً أنك تسعي إلي السلام الدافئ أو حتي البارد.. إسرائيل تتعامل مع مصر وكأنها في حالة حرب وليست حالة سلام!! شكراً لرجال المخابرات المصرية الذين يكشفون لنا بين الحين والآخر أن «حمادة لسة بيلعب!!». كلام في الهوا: هناك من يحسب حياته بالسنوات.. وهناك من يحسبها باللحظات الجميلة.. تري كم لحظة جميلة عشناها خلال أيام عام 2010.. عن نفسي أعترف أنني كنت شديد التشاؤم من هذا العام الذي يفارقنا غداً منذ قدومه لأنه يحمل «صفرين» هما نصف أرقامه.. وأنا بطبعي أكره الأصفار.. مرحباً بالعام الجديد 2011.. عموماً صفر واحد أفضل من صفرين.. دعونا نتفاءل!!.