علي مدار ثلاثة أيام، نظم المركز الثقافي السويسري "بروهلفستيا" مؤخرا ندوة وورشة عمل بعنوان "نحو تأسيس خطاب نقدي عربي عن الفن المعاصر"، شارك فيها عدد من الصحفيين ونقاد الفن التشكيلي والفنانين الممارسين للفنون المعاصرة، انقسمت محاور وموضوعات المؤتمر إلي ثلاث جلسات، وأدارتها هبة شريف المدير الإقليمي للمؤسسة الثقافية السويسرية في المنطقة العربية، والكاتب الصحفي جمال الجمل، تحدثت الفنانة هالة القوصي، في الجلسة الأولي من اليوم الأول، عن الخطاب الغربي حول الفنون في العالم العربي، وأشارت إلي دور المؤسسات والمراكز الغربية في تقديم الفنون المعاصرة، وهو ما أكدت عليه الفنانة هدي لطفي في محاضرتها بعنوان "عن متغيرات الثقافة البصرية في المجتمع المصري". وفي الجلسة الثانية، تحدث الفنان شادي النشوقاتي عن تدريس الفن في مصر المعاصرة- الوضع الراهن، والحلم، مؤكدا علي وجود صعوبات تعوق عملية انتشار الفنون المعاصرة، من خلال كليات الفنون وأساتذتها. وتحت عنوان: "الإعلام وأثره علي الثقافة البصرية" تحدث جمال الجمل عن التكنولوجيا ودورها في إخراج صفحات الجرائد والمجلات، بما تتركه من انطباع لدي القارئ في التأكيد والمساعدة علي استيعاب المعلومة، وعن "تحليل الأفلام السينمائية بناء علي نظريات الواقع والإبداع" كما تحدث كل من نادية أبو غازي وعلاء عبد العزيز عن كيفية قراءة العمل السينمائي و مصداقية الصحافة والنقاد في وضع تصور صحيح للفيلم السينمائي، وقدمت الدكتورة سلمي مبارك قراءات نقدية متقاطعة في الأدب والسينما والفن التشكيلي مؤكدة علي نقاط الالتقاء فيما بينها. وفي اليوم الثاني من المؤتمر وتحت عنوان "الفن عبر وسيط"، عرضت الصحفية علا عبد الجواد مراحل تطور الفن في سويسرا، وتأثير تعدد الأعراق هناك في صناعة حالة فنية خاصة، من خلال ترجمتها لكتاب سيبيل أوملين، وترجمتها لمقابلة صحفية مع الفنان المصري آدم حنين مع الصحفي هانز أولريش أوبرست، وعرضت الصحفية مي عزام تجربة حنين الفنية والتأكيد علي دور الصحافة في تقديم الفن التشكيلي، وقدم الباحث طارق سمير قراءة لأعمال الفنان الراحل عبد الهادي الجزار من خلال النقد وعتبات النص، مؤكدا علي ما يعتري أعماله من عوالم سحرية، عرض خلالها محطات ومراحل الجزار الفنية. وفي الجلسة الثانية قدمت مروة كمال خريطة الفن التشكيلي في وسائل الإعلام المصرية (طوبوغرافيا)، من خلال عرض لأهم الصفحات والبرامج المهتمة بالفن التشكيلي في مصر، ومنها جريدة "روزاليوسف". أما في اليوم الثالث من المؤتمر، فبدأ بتقديم شهادات لعدد من الفنانين المصريين المعاصرين، عرضوا فيها تجربتهم الفنية وهم: هدي لطفي وصباح نعيم وهاني راشد ودعاء علي وأحمد الشاعر. وانتهي المؤتمر بحوار مفتوح للتقييم وعرض التوصيات، التي تبلورت حول التأكيد علي دور وسائل الإعلام في تقديم الفنون التشكيلية، وكذلك الإثناء علي دور الجهات الموازية لأنشطة الدولة، ومنها المراكز والقاعات الأجنبية، في تقديم الفنون المعاصرة، وكذلك دور عدد من الفنانين ومنهم الفنان محمد عبلة وشادي النشوقاتي، في تشجيع جيل من الفنانين الشباب المعاصرين، مع توصية بتكرار إقامة مثل تلك المؤتمرات بصفة مستديمة.