فوجئ المصريون بظهور أكثر من قرش في مياه البحر الأحمر علي شواطئ شرم الشيخ، ولم يكن هذا الظهور ظهورًا مجانيا أو استعراضيا لكنه كانت له عدة ضحايا ففي الظهور الأول أصيب سائحان تم بتر طرف أحدهما، أما الظهور الثاني فقد كان قاتلا لسائحة ألمانية تعشق الشمس وبحر شرم الشيخ، وما بين الظهورين طلع علينا المسئولون يقولون أنهم قد اصطادوا القرش وأن المياه آمنة، وكان من نتيجة مثل هذه التصريحات «كله تمام» مصرع السائحة الألمانية، والآن أغلقت الشواطئ ووضع عليها الأعلام الحمراء حتي لا يتجرأ أحد وينزل إلي المياه، والحقيقة تقول إنه إذا تكرر هذا الحادث ثانية سوف يكون بمثابة كارثة علي السياحة في مصر خاصة ونحن الآن في موسم السياحة الخاص برأس السنة وأعياد الميلاد وهو أكثر المواسم جذبا للسياحة، وهو أيضا ما دعا لظهور نظرية المؤامرة حيث تحدث البعض عن توقيت ظهور القرش لضرب الموسم في مصر. وأشار بعض الذين يدعون المعرفة إلي أن إسرائيل وراء هذه المؤامرة، وهي دائما حجة الكسالي لسبب في منتهي البساطة وهو أن معظم دول العالم تستخدم كل الظروف المحيطة بها والأحداث لتربح من ورائها ولتجعل المختلفين معها لسبب أو آخر في أزمة، لكن الفارق في هذا الأمر أن هناك دولا مستهدفة من المؤامرات تقع بمنتهي السذاجة، أو لعدم الإدراك أو الوعي في حبائل المؤامرة، وهناك أيضا دول أخري بسبب إدراكها ووعيها قادرة علي التصدي لأي مؤامرة بل استخدامها لصالحها، فالفارق هنا ليس في وجود مؤامرة من عدمه لكن في وعي وإدراك المستهدف بالمؤامرة. لذلك علينا أن نصمت تماما عن حديث المؤامرة، لأنها تعلن للعالم مدي الخيبة التي نعيشها، لكن هناك شعوبا أدمنت حديث المؤامرة وهي في ذلك تتحدث إلي نفسها وليس للعالم، لأن مثل هذا الحديث لا قيمة له عند أولئك الذين يعملون ليل نهار وليست لديهم أوقات للحديث في الأوهام، وعندما يخطئون في معالجة أمر ما يبحثون عن الأسباب الحقيقية وراء الفشل ويعالجونها. أما قرش شرم الشيخ فقد ظهر علماء للبحار علي التليفزيون المصري يتحدثون عن أن القرش صديق للإنسان لأنه لا يهاجمه وكذلك فهو يقترب دائما في اتجاه رائحة الدم حتي لو كان علي بعد مئات الأميال - وهذا بالطبع غريب - وقيل أيضًا عن الخبراء أنه يتذوق الضحية أولاً وإذا لم يكن لها طعم مقبول من القرش فهو يتركه لحال سبيله، وأن طعم الجسد الإنساني غير مقبول لديه طالما أن هذا الجسد ليس به جروح أو دماء، لذلك عندما يهاجم قرش إنسانًا عليه أن ينتظر حتي يتذوقه القرش ثم يقرر أن يتركه أو العكس. وقال أحد الخبراء الراسخون في العلم أن القرش عندما يهاجم إنسانًا فهو يتحرك بسرعة وفي خط متأرجح (زجزاج) ثم يقوس ظهره ويفتح فمه ليلتهم الضحية وفي حالة مثل هذه علي الضحية أن يقف ثابتا بلا حراك لأنه لو وقف ثابتًا بلا حراك ولا خوف ولا هلع سوف يتركه القرش لحال سبيله، ولقد صحت وأنا استمع للخبير قائلاً (الله ينور عليك) وتخيلت نفسي في قلب البحر وإذا بالقرش قادمًا نحوي كما في فيلم الفك المفترس بمنتهي السرعة وفي خطوط متعرجة مقوسا ظهره وفاتحا فمه وأسنانه مدببة، ولا أخف أو أصرخ ولا أتحرك بل أقف ثابتا حتي يتركني لحال سبيلي، إلا أن هناك خبراء جادين تحدثوا عن إلقاء النفايات في البحر ومنها الخراف النافقة أو بقايا المذبوحة منها في عيد الأضحي. ويقال إن سفينة استرالية ألقت ببعض الخراف النافقة في البحر الأحمر، المهم في النهاية أن المسئولية تقع علي عاتق الشعب المصري الذي تعود علي القبح بإلقاء القاذورات والبقايا الحيوانية النافقة في المياه عزيزي القارئ لم يكن ينقصنا أبدًا قرش شرم الشيخ ليذكرنا بتدني سلوكيات المصري، كان يكفينا الكثير من القروش الذين نتعامل معهم علي البر، أو حتي إن لم نتعامل معهم فهم يقومون بالتعامل معنا قسرًا أو جبرًا، لكن الآن ماذا نفعل والقروش تحيط بنا وتحاصرنا برا وبحرا، إنها إرادة الله يا أخي المؤمن وما علينا إلا الصبر والدعاء علي المتآمرين والاستمرار في إلقاء النفايات والله سوف ينتقم منهم.