أطلقت مجلة «الهلال» في ملف خاص بكتابها الشهري الجديد، مصطلح «وتد الرواية المصرية» علي الروائي خيري شلبي، كتب فيه كل من النقاد: حامد أبو أحمد وأماني فؤاد وحسام عقل وعزة بدر وحاتم حافظ وخالد منصور ومحمد الشافعي. الناقد حامد أبوأحمد رأي أن «الواقعية السحرية» في أعمال شلبي مرتبطة في الغالب بموضوع الفساد، كما في روايته «الشطار»، التي يقول عنها أنها كتبت في أواخر السبعينيات، وقدمت رؤية ناضجة لما سوف تؤول إليه أزمة المساكن، ويقول: لغة «الشطار» منسجمة تماما مع الأحداث المقروءة لاستخدامه ألفاظا شائعة في أوساط الناس، كما أنها تعكس هذا الامتزاج بين الواقعي والخيالي، وتنشط القدرات الإبداعية عند القارئ. وحاولت الناقدة أماني فؤاد في دراستها عن «البورتريه في النص الروائي» لشلبي، الرد علي تساؤل لماذا تخرج شخصيات النص من الصفحات؟ ولماذا يحطمون قيود الأسطر؟ وقد طبقت دراستها علي روايتي «موال البيات والنوم» و«إسطاسية»، لأنهما في وجهة نظرها، يمثلان بيئتان متباينتان تماما، فالأولي شخوصها هي المدينة بكل تعقيداتها وانفتاحها الثقافي والاجتماعي المنطلق، أما الثانية فهي الريف بانغلاقه وتشابكاته العائلية والعقائدية. ورأي خالد منصور في دراسته للقرية عند شلبي، التي طبقها علي «الثلاثية»، وتدور أحداثها بين القرية والمدينة والجبل، إن القرية عند شلبي هي القرية الواقعية بكل ما فيها، بينما قدم حسام عقل دراسة بعنوان «المهمشون بين الروح الطائفي وانتفاضة القص..اسطاسيه نموذجا»، وقالت عزة بدر في ورقة بعنوان «خيري شلبي و(تقليب المواجع)»: هذه الأقاصيص تجري علي ألسنة أصحابها وكأنها شهادات واقعية أنطقتها المعاناة وأنضجها الصبر، مكتوبة بلغة البسطاء لنتوحد معها في مغالبة المواجع. ويقدم حاتم حافظ دراسته عن أحدث روايات «العم شلبي» «نعناع الجناين»، يصف بناءها بالمراوغ متأرجحا ما بين الانقطاع والانفراط لخلق التشويق، فالرواية تمارس دهاءها مع مؤلفها، وفي النهاية قدم محمد الشافعي بانوراما عن حياة خيري شلبي بدأت بعائلته وانطلاقه من محافظة كفر الشيخ إلي القاهرة، وتأثير كل هذه التفاصيل عليه.